طرحت الصحافة البحرينية في الفترة الماضية موضوع إعادة رالي البحرين من خلال عدد من اللقاءات مع سائقين بحرينيين وخليجيين وعرب ومسئولين وخبراء في هذا النوع من رياضة السيارات، في بادرة لإكمال (موطن رياضة السيارات في الشرق الأوسط). وفي تلك المواضيع طرحت الكثير من الأفكار والحلول التي يمكن العمل بها لإرجاع الراليات البحرينية إلى سابق عهدها. وقد كان للاتحاد البحريني للسيارات المسئول الأول رأيه أيضا في الموضوع الذي رحب بكل ما نشر وأكد هو الآخر استعداده التام للتعاون بهذا الشأن، إلا أن ما نراه وكأنه مجرد كلام أو حبر على ورق.
منذ أن توقفت الراليات عن نشاطها في البحرين في العام 2005 لم يتوقف سائقون متميزون عن المشاركات الخارجية، بل شاركوا وعلى حسابهم الخاص رغم الكلف الباهظة لمثل هذه المشاركات. وكانت الصحافة أيضا هي الأخرى، وإيمانا منها بأهمية هذا النوع من السباقات، موجودة وميدانيا في رالي سورية الدولي في محاولة لإيصال صورة مفصلة عن المشاركة البحرينية التي تميزت بالنجاح ووسط مطالبات بإرجاع رالي البحرين الدولي من قبل سائقين كبار وأبطال فيها.
حاولنا تحريك المياه الراكدة من خلال ما نكتبه وننشره، وتابع الاتحاد كل ما نشر وأخذه في الاعتبار، إلا أننا لحد الآن لم نر أي تحرك جدي يخص الموضوع، فالاتحاد هو الآخر كان رده عبر الصحافة فقط، ولم تكن الرؤية واضحة، ما هي متطلبات الطرفين وما هي الموانع التي ما زالت عالقة لإرجاع الرالي البحريني. أعتقد أنه حان الوقت لنجلس على طاولة واحدة تجمع المسئولين عن رياضة السيارات ومتسابقي الراليات لمعرفة الخلل ولنواجه الحقيقة ونعالج كل ما هو عالق وعائق أمام أمتع سباقات السيارات.
لنتوقف قليلا ونراجع وضع رياضة السيارات في البحرين، ولنكن واقعيين مع أنفسنا قليلا، هناك تراجع واضح لا يعترف به كثيرون، لدينا عدد من سباقات السيارات المستحدثة اختفت كانت حلبة البحرين الدولية تنظمها أو تستضيفها. أقرب مثال على ذلك كان لبطولة ثاندر أرابيا الشرق الأوسط نجاح كبير في لؤلؤة الصحراء والتي شارك فيها عدد كبير من المتسابقين من مختلف بلدان الشرق الأوسط. وكانت هذه البطولة بداية لانطلاقة عدد منهم نحو العالمية. ولو رجعنا إلى بعض الأسماء التي شاركت حينها وبحثنا عنها الآن فسنجدها تشارك في بطولات أوروبية، توقفت البطولة نهائيا وبشكل غامض على رغم نجاحها الكبير.
تم استحداث بطولة أخرى خاصة للشركات هدفت إلى جذب الشركات للمشاركة في سباقات السيارات المختلفة ودعم هذه الرياضة، ولقيت البطولة نجاحا كبيرا منذ موسمها الأول، إلا أنها وللأسف الشديد لم تتمكن من إكمال طريقها نحو النهاية بسبب خلاف بين الشركة المنظمة وإدارة حلبة البحرين الدولية التي مازالت تحجز سيارات البطولة.
بطولة أخرى هجرت الحلبة الدولية الفورمولا بي ام دبليو، وبطولات أخرى اندثرت بسبب عدم وجود الادارة الصحيحة التي تديرها كالكاترهام وتحدي الميني كوبر، وبطولة اللومينا سي اس في الشرق الأوسط التي لاقت نجاحا منقطع النظير في الموسم. وعدت الحلبة بأن الموسم الجديد سيكون مختلفا ومميزا ومازلنا ننتظر هذه الوعود، وكان من المفترض أن تقام أولى جولات البطولة تزامنا مع سباق الفي الاسترالي، إلا أنها تأجلت حتى إشعار آخر لعدم جاهزية السيارات.
لننظر من حولنا قليلا الى المنطقة المحيطة بنا نراها بدأت تنتعش برياضة السيارات ونحن نتراجع شيئا فشيئا فهل هذا معقول! المملكة العربية السعودية لم تتأخر في استضافة إحدى الجولات التأهيلية لبطولة الشرق الأوسط للراليات التي من المقرر أن تقام منتصف نوفمبر المقبل، فهل فكر مسئولو رياضة السيارات لدينا بكيفية استثمار هذه الجولة لصالح البحرين بإرجاع رالياتها؟
من وجهة نظري المتواضعة، أعتقد أنه يمكن استضافة جولة من بطولة رالي الشرق الأوسط بعد أو قبل رالي الشرقية؛ وذلك لقرب المسافة بين البلدين ولا حاجة للكثير من الكلف. أعتقد أنها فرصة كبيرة لنا وخصوصا أن هناك عددا من المتسابقين البحرينيين سيشاركون في هذا الرالي وإدارته بحرينية ويشارك في التنظيم كوادر بحرينية
إقرأ أيضا لـ "اسامة الليث"العدد 2220 - الجمعة 03 أكتوبر 2008م الموافق 02 شوال 1429هـ