أتحف الكاتب البحريني أحمد الفردان، والمخرج حسن العويناتي وبالتعاون مع المخرج البحريني محمد القفاص الجماهير بعمل مسرحي، كان ختام أيام شهر رمضان المبارك، الذين رافقوهم فيها من خلال مسلسله «ملامح بشر» المتميز، إذ قدموا لهم خلال أيام العيد مسرحية «سنوات الضياع» التي كانت معادلة صعبة، فرض من خلالها ذلك الفريق أرقامهم ونتائجهم في آن واحد.
العمل المسرحي الذي قدموه ينتمي إلى نموذج العمل المسرحي الذي اعتاد القفاص على تقديمه والسير عليه، إذ يفضل دوما أن يزاوج بين الكوميدية والجماهيرية مع بعض الطبعات السياسية في عمله هنا وهناك، ما يضفي نكهة القفاص التي يفضلها جمهوره، والتي يتعمد الكثيرون ارتياد هذه المسرحيات من أجل الحصول عليها.
السر هو في اختيار القفاص لنصوص تكون لغة الحوار فيها سلسة مع الجمهور، يستطيع من خلالها أن يزج ببعض اللمحات السياسية ما بين الكلمات والحوارات الاعتيادية، إلى جانب مزج النص ببعض الإيقاعات الغنائية، وهو ما تكرر في السابق مع مسرحية «بلاش عتاب يا حبيبي» التي أخرجها القفاص، والتي كانت نسخة قريبة من هذا العمل في جوانب عديدة، إذ إن المخرج لم يفوت في كلا العملين أن يلعب على حبلي رغبات الجمهور، فمحب الهدف سيجد الهدف بكل وضوح أمامه في المسرحية، ومن يبحث عن المرح والضحك فهما أمران لن يغيبا عنه طوال ساعات العرض.
وبما أن الحديث جاء على سبيل المقارنة، فإن كلا العملين ظل يطرق أبواب قضايا اجتماعية، رغم أن الواقع تغير وأصبح الفريق مضطرا لطرح قضايا كالغلاء، التجنيس، البطالة، والإجرام الناتج عنها في عمله الأخير، إلا أنهم لم يفوتوا أيضا اختيار الفرقة كما في ذاك العمل من عدد كبير من الشباب، في رسالة إلى احتواء هذا الجيل وبذور مواهبه، لمساعدتهم على الظهور كما كان لـ «بلاش عتاب» الفضل في بروز الكثير من الوجوه الفنية، فلكم أيها الفريق الفني وأيها المبدع البحريني محمد القفاص تحية تقدير وشكر
إقرأ أيضا لـ "علي نجيب"العدد 2220 - الجمعة 03 أكتوبر 2008م الموافق 02 شوال 1429هـ