يذكر أصحاب التراجم أن الشيخ عبدالله بن الشيخ حسين بن أحمد بن جعفر البربوري البحراني صاحب الإجازة من شيخه (المقابي) في 17 من ذي القعدة 1147 هجرية (1734م) هو ابن لعالم جليل اسمه الشيخ حسين بن أحمد بن جعفر بن أحمد البربوري البحراني، ومع ذلك لم يفردوا للوالد الجليل ترجمة خاصة بسيرته الذاتية حتى بإيجاز، بيد أن تسمية والد الشيخ عبدالله صاحب الإجازة من المقابي بـ «شيخ حسين» وخاصة في كتاب «الذريعة» تعني في التقليد الديني أنه عالم دين وشريعة، ويبدو أن الشيخ حسين عاش مخضرما في قرنين متصلين هما (القرن 11، 12) لأن ابنه الشيخ عبدالله حصل على إجازة شيخ المقابي سنة 1147 هجرية، أي قبل منتصف القرن الثاني عشر الهجري بثلاث سنين، وتفيد هذه الإشارة بأن الوالد المتقدم عليه في الوجود والعمر نرى أنه قد عاش سنوات متصلة من القرنين المذكورين (11، 12)، وقد أغفل أكثر من مصدر في التراجم ذكره، ولم تفرد له ترجمة خاصة بحياته، ولم تقدم عنه معلومات حتى بقدر محدود أو قليل.
لم يفرد صاحب كتابي (الذريعة إلى تصانيف الشيعة ج9، وطبقات أعلام الشيعة، ج6) ترجمة خاصة به أو لم نتمكن نحن خلال البحث من العثور عليها لقصور ذاتي، ولكنه أشار إليه في سياق ترجمته لسيرة أحد أفراد أسرته، فقد ذكره كواحد من الأخوة الثلاثة للمقدس الشيخ علي بن جعفر الربعي البربوري البحراني، وقد عرفنا من سياق الترجمة لأفراد هذه الأسرة أن الشيخ والد الشيخ ناصر بن أحمد بن علي بن جعفر الربعي البربوري البحراني، وأنَّ الشيخ عبدالله بن ناصر الربعي البربوري البحراني هو حفيده، ولم نتمكن من التعرف على وجود آثار فكرية له كالرسائل والمصنفات والكتب... إلخ.
ذكر صاحب مقال خادم تراب المؤمنين أنَّ الشيخ عبدالله بن الشيخ حسين بن أحمد بن جعفر بن أحمد البربوري البحراني كان له ابن اسمه أحمد بن عبدالله بن المرحوم الشيخ حسين البربوري البحراني، حيث كتب له الشيخ محمد بن الشيخ علي المقابي رحمه الله في إجازته (سنة 1147 هـ 1734 م)على ظهر كتاب «غاية المأمول في شرح زبدة الأصول» بخط صاحب الترجمة الشيخ عبدالله بن الشيخ حسين صاحب الترجمة وهو يخاطب ابنه الشيخ أحمد بقوله:
«الشيخ الأنبل الأوَّاه أحمد بن عبدالله بن المرحوم الشيخ حسين البربوري».
ومع أن الكاتب الذي يسمي نفسه بـ «خادم تراب المؤمنين» لم يحدد مصدرا معينا بعينه لما ذهب إليه من قول وجود ابن للشيخ عبدالله البربوري (الزيوري بالتصحيف) اسمه أحمد أو الشيخ أحمد، إلاَّ أننا بمراجعة كتابي الذريعة أو الطبقات للطهراني في الجزأين (9، 6) لم نعثر على ما يؤكد ذلك، ويبدو أنه وقع في اشتباه أو خطأ غير مقصود، فما ذكره الطهراني في كتابه الذريعة أنه قال على ظهر كتاب غاية المأمول في شرح زبدة الأصول بقلم صاحب الترجمة:
«الشيخ الأنبل الأوَّاه عبد الله بن المرحوم الشيخ حسين البربوري» ولم يذكر ابنه أحمد من قريب ولا من بعيد كما ذهب صاحب المقال.
وإذا صح ما قاله صاحب مقال (خادم تراب المؤمنين) فإنه يستفاد من هذه الإشارة أن الشيخ أحمد هو الشقيق الأكبر الشيخ علي بن عبدالله بن حسين بن أحمد بن جعفر البربوري الأوالي صاحب كتاب أو مصنف «وفاة النبي يحي بن زكريا» المنسوخ في أكثر من نسخة بخط أكثر من ناسخ، منهم الحاج حبيب بن يوسف بن الحاج أحمد بن الشيخ يوسف النويدري البحراني، فعادة ما يطلق الآباء على أبنائهم البكر أسماء آبائهم، ومع ذلك لا نجزم بصحة هذا الافتراض لمخالفته أحيانا إطلاق بعض الآباء أسماء أخرى على الأبناء غير أسماء الآباء، وكل ما في الأمر أننا نفترض لوجود ممارسة بالاستفادة من أسماء الآباء وإطلاقها على الابن البكر، ولكننا لا نجزم بصحة وجود الابن المسمى الشيخ أحمد نفسه حتى نتبين له إشارة له في كتب التراجم.
العدد 2502 - الأحد 12 يوليو 2009م الموافق 19 رجب 1430هـ