قبل أكثر من 16 شهرا اكتملت 230 وحدة سكنية بمحاذاة النويدرات (وهناك عمارات سكنية في طور الاكتمال أيضا)، وأهالي القرى الأربع المحيطة (النويدرات، العكر، المعامير، سند)، كانوا يتوسمون خيرا في وعود الحكومة، ولكنهم فوجئوا بعد أن اكتمل كل شيء بمن ينادي بالمحاصصة «الطائفية»، ويطالب بنصف الوحدات السكنية... والادعاء ذهب إلى أكثر من ذلك، إذ تم اختراع اسم «هورة سند» وقيل إن المحاصصة يجب أن تقسم على «هورة سند» وعلى القرى الأربع.
مسمى «هورة سند» ليس موجودا من الأساس، وهذه المنطقة كانت تسمى فيما مضى «بربورة»، وقد اندمجت في العقود الماضية في نويدرات... ولكن هناك عوائل من «بربورة»، وهناك لقب البربوري، وهناك «مأتم بربورة» وكتب التاريخ المتوافرة لدى الأهالي وفي المكتبات تذكر هذا الاسم... وكانت توصف هذه القرية بأنها أرض خضراء وعيون وبساتين كثيرة.
اندثرت قرية بربورة في النصف الأول من القرن العشرين، واندمج أهلها في قرية النويدرات، ولعل الاندثار سببه أن العيون التي كانت تروي أراضي بربورة لم تعد متوافرة كما كانت في السابق، هذا في الوقت الذي بدأت نويدرات تنتعش بعد اكتشاف النفط في مطلع الثلاثينات من القرن الماضي، إذ التحق الكثير من سكانها بشركة نفط البحرين (بابكو)، وبدأ وضعها المادي يتحسن، ولذا بدأ انحسار «بربورة» الزراعية لصالح «نويدرات» الصناعية.
دارت الأيام ووصلنا الى مابعد الاصلاحات السياسية العام 2001، ووعدت الحكومة بحل جانب من أزمة السكن، وهكذا استخدمت هذه المنطقة (بربورة) لتوفير احتياجات السكن للأهالي الذين ينتظرون منذ سنين طويلة. لكن، وبعد أن اكتملت المساكن وإذا بالبعض يطالب بمحاصصة، ويخترع اسما لم يكن موجودا من الأساس ولا يرتبط بهذه المنطقة، ويطالب بنصف الوحدات السكنية.
أهالي القرى الأربع بدأوا اعتصاما مفتوحا منذ21 فبراير/شباط 2008 (وهو أطول اعتصام مستمر مازالت تشهده البحرين) بالقرب من الوحدات السكنية الجديدة، وهم يطالبون بحقهم بأسلوب حكيم، والأمل معقود في أن يتصرف الجميع على أساس وطني.
إن جميع أهل البحرين يستحقون الحصول على حقهم في السكن من دون محاصصة ومن دون غبن ومن دون تفضيل لفئة على أخرى، والحكومة تستطيع معالجة الأمور عبر الأساليب الرشيدة التي لا تترك مجالا للأهواء والأحقاد بأن تبث بين الناس لتعطل إصلاح الأمور على أرض الواقع.
و «الوسط» تنشر هذه الوثيقة من تأليف أحد مواطني تلك المنطقة، لتوضيح تاريخ «بربورة» عسى ولعل يساهم هذا في إزالة العقبات التي منعت توزيع الوحدات السكنية لحد الآن.
منصور الجمري
يوليو 2009
العدد 2502 - الأحد 12 يوليو 2009م الموافق 19 رجب 1430هـ