الرفاع، عبدالرسول حسين، هادي الموسوي، محمد أمان، أسامة الليث
12 يوليو 2009
«شنهو شايل يالمحرق للخزينة رد جوابه كأس سلمان الثمينة» وهذه عادته يوم رقصت جماهيره الكبيرة التي حضرت لمساندته بأهازيجها الرنانة والمعروفة وطربت في أمسية التتويج الكبيرة بعدما أوفى الأحمر بوعده وعهده لجماهيره بهدفين أحلى من العسل أولهما صاروخ لا يرد ولا يصد مزق الشباك الرفاعية والآخر من مهارة ريكو بركلة جزاء حير معها محمود منصور المتألق ليضيف الهدف الثاني في الوقت القاتل من بدل الضائع لتهتز معها المدرجات الشمالية للمنصة الملكية ويتنفس فيها أبناء المحرق بهذين غاليين ليصعد نجوم الأحمر إلى المنصة الجديدة التي شيدت خصيصا لهذه الأمسية الرائعة وتوجت من خلالها الأحمر البطل الذي لا يكل ولا يمل من أكل اليابس والأخضر ومن هو أمامه ليحتفظ باللقب لموسم آخر مؤكدا أبناء المحرق انهم المعدن الأصيل الأصيل وهم يستحقون كل الثناء.
فيما خرج الرفاع بشرف بعد الأداء الرجولي الكبير آسفين على خسارة اللقب منتظرين يوم الجمعة المقبل آخر الملاحم والموقعة الكبيرة أمام البطل وحامل اللقب المحرق أيضا لعله يستطيع أن يبرد غليله في تلك الموقعة. عموما هذا هو حال الكرة لابد من فائز ولابد من بطل ونقولها من أعماق القلب هاردلك يا رفاع على رجولتك وأدائك القوي.
بداية حذرة جدا استمرت لوقت طويل من الشوط الأول تم فيها إغلاق المنطقة الدفاعية من خلال طريقة اللعب التي لعبها فيها الفريقان جعلت المنطقة الوسطية تعج بوفرة كثيرة من اللاعبين إذ لعب الرفاع بطريقة 4/5/1 والمحرق بطريقة 4/4/2 ولأول مرة يلعب المحرق الارتكاز بثلاثة هم أبرارو وسالمين وأحمد جاسم على أساس منع غزو الرفاع من العمق، ولكن كان ذلك على حساب الهجوم الذي عانى فيه الفريقان. المحرق في الحال الدفاعية كان دقيقا في المراقبة اللصيقة رجلا لرجل ولذلك لم يستطع الرفاع أن يجد لنفسه الحلول الفردية في إيصال الكرات إلى الهجوم، وكانت نادرة بسبب المنع الكبير من قبل وسط المحرق، فيما اعتمد وسط المحرق على إرسال الكرات السريعة والطويلة إلى المهاجمين في حال وجود ثغرات ومساحات خالية تركها الدفاع الرفاعي ولكن أيضا الكرات المحرقاوية لم تكن فيها الفاعلية بسبب الإغلاق ايضا الذي وضعه وسط الرفاع الذي لعب باثنين من الارتكاز.
من الواضح أن المحرق وضع طريقة اللعب على منع مصادر الخطورة في الرفاع في منع حسين سلمان ونضال إسماعيل ومريتو وعدم إعطاء ايمانويل ولا الخزامي من التحرك بالكرة بحرية وتم قطع كل الكرات التي ينوي الرفاع لعبها إلى مهاجميه. قد يكون عدم إعطاء أبرارو الجانب الهجومي بشكل أكبر جعل الفريق يعاني لعدم وجود اللاعب الصانع القريب من المهاجمين في ظل بقاء سالمين وجاسم في المنطقة نفسها على أن يقوم محمود عبدالرحمن بطلعاته الجانبية في الجهة اليسرى لفريقه، ولم تكن بالشكل المطلوب، فيما كانت محاولات حسين علي وريكو كلها فردية وغير مجدية غائبة عنها الفاعلية. كما قلنا عندما ينطلق أبرارو في الهجوم تظهر الخطورة خصوصا في انطلاقاته الجانبية ولكن تعليمات المدرب بقاءه أمام المدافعين.
الأمور الفنية والتكتيكية في الشوط الأول كانت غائبة تماما بسبب الحذر الدفاعي الشديد الذي جعل الفريقين يلعبان من دون تركيز لأن مصادر الخطورة في الفريقين وضعت تحت المراقبة الشديدة وعدم إعطائها الفرصة في التنفس أو التحرك بحرية فقيدت الخطورة إلا من حلول فردية غير مجدية، ولم نر خلال هذا الشوط اللمحات الفنية المعتبرة وخرج الشوط فقيرا فنيا.
الفرص أيضا كانت نادرة جدا إذ بدأ الرفاع بفرصة اثر ركلة ركنية لعبها حسين سلمان على رأس المدافع المتقدم نتنهو لعبها في المرمى ولكن جليانو أبعدها آخر لحظة إلى ركنية في الدقيقة 14. وفي الدقيقة 18 أضاع ريكو للمحرق فرصة للتهديف بعدما خطف الكرة من الدفاع وواجه الحارس ولعبها ولكن المتألق محمود منصور كان له بالمرصاد، وردت الكرة منه ولكنها خرجت إلى خارج المرمى. وفي الدقيقة 26 من كرة عرضية على قدم نضال إسماعيل الذي لعبها كالطاير ولكن العرين سيدمحمد جعفر أبعدها بخبرته إلى ركنية.
لم يتغير الوضع الفني والتكتيكي كثيرا خلال هذا الشوط إذ واصل كل فريق نهجه وأسلوبه في اللعب ولكن ظل الحذر موجودا في الحال الدفاعية وان كان بأقل من سابقه الشوط الأول. وشهد هذا الشوط أفضلية للمحرق الذي بدأ الشوط بتسديدة قوية لريكو أبعدها المتالق محمود منصور ببراعة إلى ركنية في الدقيقة 3. ومن جهته المحرق حاول ان يغير طريقة اللعب من 4/4/2 إلى 4/3/3 عندما أشرك سيدضياء سعيد بدلا من أحمد جاسم ليكتفي بسالمين وأبرارو في الارتكاز ليتوجه سيدضياء إلى الحال الهجومية بمساندة محمود عبدالرحمن في الجهة اليسرى للمحرق ولكن هذا التغير لم يضف شيئا جديدا للمحرق.
وفي المقابل الرفاع لم يشأ أن يغير وضعه ايضا إلا عند الدقيقة 35 عندما أشرك عبدالله عبدو محل الخزامي ودفع به في الحال الهجومية أكثر من الحال الدفاعية ولكن أيضا لم تكن لديه القدرة الواضحة على التغير.
المحرق على رغم أفضليته في الوصول إلى منطقة جزاء الرفاع أكثر إلا أن الخطورة الفعلية كانت قليلة وحدثت عند الدقيقة 32 اثر تسديدة من حسين علي خارج منطقة الجزاء ارتدت من العارضة إلى داخل اللعب أبعدها الدفاع. وأخرى في الدقيقة 34 من حسين علي أيضا كرة عرضية أمام المرمى مرت من ريكو ودفاع الرفاع إلى الجانب الآخر. وفي الدقيقة 40 دفع شريدة بالدخيل ليكون مهاجما ثالثا إلى جانب ريكو وحسين علي بدلا من محمود عبدالرحمن. في الدقيقة 44 ومن كرة عرضية للرفاع لعبها عبدالله عبدو أمام المرمى للمحترف مريتو الذي حاول أن يلعبها بخلف القدم ولكنها ذهبت سهلة في يد حارس المحرق سيدمحمد جعفر مهدرا فرصة مؤكدة وقاتلة للرفاع. والأمور كلها تشير الى خروج المباراة إلى الوقت الإضافي ولكن عبدالله أمان انسل من تحت الأرض وأطلق صاروخ أرض جو استقر في الزاوية الصعبة لحارس الرفاع الذي لم يحرك ساكنا لها هز معها المدرجات الشمالية للمحرق التي خفقت قلوبها وارتجت لهذا الهدف القاتل. ولكن ريكو لم يعط الرفاع التقاط أنفاسه من صدمة الصاروخ الأول وتوغل بمهارته داخل منطقة الجزاء ليتعرض لعرقلة مشتركة بين المدافع والحارس محمود منصور لم يتوان حكم المباراة الدولي العمري في احتسابها ركلة جزاء تصدى لها ريكو نفسه بجرأة وشجاعة لم يبتعد فيها عن الكرة إلا قدما ولعبها بفن وإتفان حير معها الحارس الرفاعي وأحرز منها هدف المحرق الثاني الامان في الدقيقة 4 من الوقت بدل الضائع لتبدأ الافراح المحرقاوية التي احتفظ معها باللقب لرابع مرة على التوالي (والخامسة في تاريخه) عاد بها إلى عراد بالسعادة. بعد تتويجهم، خرجت الجماهير الحمراء بافراجها الى الشوارع متغنية بالبطل ليحتفظ بالثلاثية التي أحرزها في الموسم الماضي.
العدد 2502 - الأحد 12 يوليو 2009م الموافق 19 رجب 1430هـ
محرقاويه للابد
عاش عاش الاحمر
دوم انشالله هلوون ..
فدييت محرق بـــــــــس ..