البطل العالمي والحاصل على فضية العالم في وزن 65 كجم في بطولة العالم والتي أقيمت في البحرين لبناء الأجسام عباس مكي، العاطل من العمل حتى لحظة كتابة هذه الأسطر، بعدما حصل على بشارة أسرّته مع عائلته يوم وقع مع المؤسسة العامة لتوظيفه فيها، وتم تحديد يوم الأول من ابريل/ نيسان الماضي، وظل البطل مكي ينتظر موعده بفارغ الصبر والشوق الحارق إلى أول يوم عمل منهيا معه كابوسا جثم عليه طوال الفترة الزمنية الماضية. ولكن تفاجأنا نحن في «الوسط الرياضي» عندما قمنا بالاتصال به هاتفيا عندما اخبرنا بأنه مازال عاطلا عن العمل، والتاريخ يشير إلى 5 مايو/ أيار الجاري، وان المؤسسة العامة مازالت تعده بالوظيفة وان الراتب سيكون بأثر رجعي. هذا كلام البطل العالمي الذي مازال ينتظر الفرج لنفسه ولعائلته بالحصول على وظيفة تكفيه ذل السؤال أو العمل في غسل السيارات التي مازال فيها البطل مكي للحصول على الرزق الحلال والعيش الكريم. «الوسط الرياضي» لم يقف عند هذا الحد بل قام بالاتصال بأحد المسئولين عن ملف البطل وتحدث إليه شخصيا، وقال إن الخدمة المدنية رفضت توظيفه على أساس أن هناك قانونا يمنع توظيف أي شخص في الدرجات من الأولى إلى الرابعة حاليا، وبالتالي يعود البطل مكي لما كان عليه قبل 3 شهور من الوعود التي أطلقتها المؤسسة العامة له بإيجاد وظيفة في المؤسسة العامة من دون فائدة.
لا ندري ما الذي تعنيه الخدمة المدنية مع هؤلاء الأبطال الذين رفعوا اسم البحرين عاليا وهتفوا باسمها ورفعوا اعلامها الحمراء خفاقة في البطولة العالمية، يوم زين البحرين بالفضية العالمية، ولكن لم يكن تكريمه وفق ما أعطى، وهو في حاجة ماسة للعمل قبل أن يفوته قطار العمر من الاقتران بإحدى مصونات البحرين لتقر بها أعين العائلة الكريمة.
هنا نوجه الكلام السريع والعاجل إلى رئيس المؤسسة العامة الشيخ فواز بن محمد آل خليفة، ونقول له إنكم دائما تبحثون عن الإنجاز لتهتفوا باسم البحرين، وانتم الأدرى بما حصده البطل مكي بشهادتكم عند حضوركم تلك البطولة، وقمتم بتكريمه مع زملائه الأبطال، وسلمتم مكافآت العاهل في احتفالية مبسطة، والتي عاد منها البطل مكي حاملا الأمل بنيل الوظيفة، ولكن مازال الطريق وعرا للوصول لما يريده هذا البطل الذي ينشد إعداد نفسه للبطولة العالمية المقبلة لتحقيق ذهبية العالم بإذن الله.
البطل بحاجة إلى وظيفة وأنتم باستطاعتكم مساعدته لما لكم من صوت مسموع سواء عند القيادة السياسية في المملكة أو حتى في الخدمة المدنية، وبالتالي هذا البطل ينتظر بفارغ الصبر ساعة الصفر التي تنقله من حالة البطالة إلى الإنسان البحريني المنتج... وكما كنتم مع نجوم كرة القدم أولا بأول... اليوم نناشدكم ان تكونوا إلى جانب هذا البطل في محنته وإيجاد الوظيفة المناسبة له حتى يستطيع أن يكرر إنجازه بالذهبية، ولا نعتقد بأنه عسير عليه الحصول على هذه الميدالية العالمية، ولكن لابد من الاستقرار النفسي أولا وأخيرا ومن دونه سنخسر بطلا يشرف المملكة والسبب عدم حصوله على تلك الوظيفة... نأمل أن نسمع سريعا منكم التحرك العاجل لإسعاده وإسعاد عائلته ومحبيه وجماهيره. هكذا نكون قد كرمنا بطلنا العالمي وساهمنا في تحقيق إنجازاته المقبلة.
كلمة نطلقها بملء الفم بصرخة يسمعها الجميع، لا وألف كلا لدوري الدمج والتصنيف الذي قضى على الكرة المحلية وعلى الحضور الجماهيري والمنافسة على اللقب والبقاء مع العشرة الكبار والتأهل إلى الأربعة في مسابقة كأس سمو ولي العهد.
ما شاهدناه وعايشناه خلال هذا الموسم يحتم علينا القول الواضح: امنعوا وقفوا ضد كل من يريد قتل الكرة في البحرين، ولا يجوز ألبتة الموافقة على أي مقترح يراد من خلاله إعادة هذا الدوري الميت لإنقاذ أي فريق مهما كان حجمه، ونحن هنا لا نعني فريقا معينا بل كل الفرق التي شاركت في هذا الدوري معنية بكلامنا... ويكفي أننا أضعنا الوقت لموسم كامل من دون أن نحصل على ما هو مفيد لا من الناحية التنظيمية ولا الإدارية ولا الفنية، وبالتالي ضاعت كل الجهود التي كانت قصدها التطوير؛ لان الأساس لم يكن قويا ولم تكن القاعدة صلبة ولم يكن العمل باختصاص الإداريين، فصارت الأمور إلى الفوضى، وخلت المدرجات من الجماهير التي فقدت المتعة داخل المستطيل الأخضر فأعلنت غيابها... وهذه الجماهير نفسها التي حضرت دوري السلة القوي وقاطعت دوري الكرة. وهذا دليل كبير على أن دوري الدمج (فاشل) ولم ينجح على رغم المجهودات التي كانت تبذل في اتحاد الكرة، ولكن الظروف كانت مضادة، إلى جانب عدم وجود الإداري المختص في بعض اللجان المهمة، ما عرض هذا الدوري إلى الغيبوبة المميتة. الفنيات غائبة حتى خلنا دوري هذا الموسم عبارة عن مباريات ودية لا طعم ولا لون لها. إذا، ما شاهدناه وعايشناه مأساة حقيقية قلبت أمورنا وجعلتنا نعيش عدم الاتزان الإداري والفني، إلى ذلك صرنا نتوجه إلى الملاعب بحركة ثقيلة ومتعبة نتيجة الأداء المخذل لهذا الدوري العجيب. نكررها بشجاعة لكل الأندية واتحاد الكرة: ارحمونا واتركوا التفكير في إعادة هذا الدوري، وعليكم بالنظر المهم لإيجاد نقاط إبداعية تقودنا إلى التطوير الجذري، وإلى دوري يعيد تلك الأيام الخوالي بالمنافسة القوية وبالحضور الجماهيري الكثيف... فعلى الأندية أن تعد نفسها من الآن بوضع النقاط على الحروف لإيجاد سيناريوهات التطوير والابتعاد عن الروتين القاتل والتفرج على الخطوات القاتلة، فما بقي لنا صبر في ظل المستويات الغريبة والعجيبة. كفانا تجارب تضيع الوقت، وعلينا بالتطوير العملي والتفكير نحو الإبداع وعدم انتظار الغير حتى يبدع، وأقول لمجلس إدارة الاتحاد لا تناقشوا أية رسالة تريد أن تعيد هذا الدوري وارفضوها بصوت مسموع وقولوا لصاحبها لا وألف كلا لدوري الدمج (الميت)!
إقرأ أيضا لـ "هادي الموسوي"العدد 2439 - الأحد 10 مايو 2009م الموافق 15 جمادى الأولى 1430هـ