قال رئيس مجلس بلدي المحافظة الشمالية يوسف البوري في تصريح لـ «الوسط» إن حملة «ارتقاء» متسمرة وبشكل كبير وفعال في تحقيق أهدافها منذ يوم (الخميس) الماضي، مبينا أنه تم تنظيف بعض السواحل مثل ساحل باربار إلى جانب إزالة الأنقاض والأوساخ من الأحياء السكنية بالقرى، فضلا عن تهيئة عدد كبير من الساحات لعمل استراحات نموذجية كمتنفس للأهالي.
وأضاف البوري أن «الحملة توسعت أعمالها بإيجابية كبيرة في كل من قرى الديه وشهركان وسار حتى أمس (السبت)، وهي تشمل أعمال النظافة والتشجير والتجميل والجداريات المطلة على الشوارع العامة».
ولفت إلى أن «هناك تجاوبا وتعاونا كبيرين من قبل المتطوعين من أهالي كل قرية في الرقي بمستوى منطقتهم على مختلف الأصعدة، ما يعطي مؤشرا واضحا على مدى قابلية وإصرار المواطنين في المحافظة الشمالية على تطوير أنفسهم وقراهم».
وواصل «الحملة بدأت أعمالها منذ يوم الخميس الماضي في قرية القدم التي زارها رئيس المجلس يوسف البوري ومدير عام بلدية المحافظة الشمالية عبدالكريم حسن، وبمشاركة أكثر من 30 شابّا من أهالي القرية نفسها، إذ تم تحديد الأماكن التي ستتم فيها أعمال التشجير وعمل الجداريات، فضلا عن تحديد نحو 10 ساحات للاستراحات كمتنفس للأهالي من خلال تجهيزها بالكراسي الأسمنتية والأشجار».
هذا ووفقا للبوري، فإن أعمال الحملة شملت تنظيف ساحل قرية باربار بالتعاون مع الصندوق الخيري للمنطقة نفسها، كما أن هناك حملات مواتية لتنظيف عدد من السواحل العامة في المحافظة الشمالية بشكل عام في المستقبل القريب، ويشمل ذلك تزويدها بالكراسي الإسمنتية وتعديل الأطراف.
وأوضح البوري أن الهدف من الحملة هو إضفاء طابع تجميلي على القرى، ويمكن أن يعتبر البعض هذه الخطوة تأخرت كثيرا، ولكن لابد من اتخاذ خطوات كانت من المفترض أن تقوم بها الدولة منذ أعوام، فاليوم لا يعقل أن تعيش القرية البحرينية في هذا الوضع، مبينا أنه «طالما اليوم نحن في موقع المسئولية، فعلينا أن نقوم بمبادرات من شأنها أن ترتقي بقرانا».
وأكد انه ينتظرنا الكثير من المهمات الكبرى، للارتقاء بالبنية التحتية والجوانب الخدمية في قرى الشمالية وبرنامج «ارتقاء» سيساهم في النهوض بهذه القرى إذا ما توافرت له الإمكانات المناسبة»
وعلق البوري بأن «التعاون بين المؤسسات الرسمية التنفيذية والمجتمع المدني (الشراكة المجتمعية) لاشك أنه يصب في المصلحة العامة، فالحملة التي تم تدشينها عبارة عن رؤى وستكون بالتالي إستراتيجية سترفع إلى القيادة السياسية، علما بأنه لن تكون هذه الرؤى إستراتيجية ما لم تكن مدعومة برؤى المواطنين أنفسهم قياسا على احتياجاتهم ومتطلبات مناطقهم».
وأوضح أن «عنوان الحملة جاء اختزالا لواقع المحافظة الشمالية، فاليوم التحدي أصعب وأكثر شمولية لدى المجلس، ولا شك أن الرغبات والأمنيات أكثر من الإمكانات الموجودة لدى المجلس أيضا، إلا أن الحل يكمن ليس في السكوت والتفرج بل في غربلة هذه التحديات والوصول إلى أفضل الطرق والإمكانيات المطروحة من أجل حلحلتها».
واستدرك البوري حديثه مبينا أن «الواقع للمحافظة الشمالية يحتاج إلى تعاون فعال يشمل أطراف المعادلة الثلاثة، وهم المواطنون والمجلس البلدي والحكومة، وأن ما يفضي إلى نتيجة ملموسة هو إيجاد شراكة مجتمعية من أجل تحقيق أية أهداف سواء كانت ضمن حملة «ارتقاء» أو غيرها، فالأعضاء البلديون الثمانية أو التسعة على صعيد كل المحافظات لن يستطيعوا أن يحققوا كل أحلام الناس في حين يتفرج المجتمع بكامله عليه».
وشدد البوري قائلا: «علينا أن نستثمر مرحلة الانفراج السياسي الأخيرة، فالمجتمع الذي لا يستثمر الفرص التي توافيه يعتبر غير واعٍ».
كما أكد أن مشوار التنمية في المحافظة الشمالية طويل جدّا، لذلك، فإن حملة «ارتقاء» ستكون مفتوحة زمنيّا، لأن الطموح هو تحقيق أهداف الحملة لنحو 39 قرية، علما بأن المواطنين لهم قابلية في تحقيق الأفضل في المجتمع البحريني.
من جهته، قال رئيس لجنة الخدمات بمجلس بلدي الشمالية يوسف ربيع إن شعار «ارتقاء» شجع وحفز المجلس البلدي لإبراز الجانب الآخر من الذي يختص بعدة محاور ومن هذه المحاور الإسكان، والبيوت الآيلة إلى السقوط والترميم والبنية التحتية والمشروعات الخدمية الأخرى التي يتشارك فيها المجلس البلدي والجهاز التنفيذي، ووزارة شئون البلديات والزراعة والمتمثلة في الحدائق ومضامير المشي والأسواق المركزي والساحات الشعبية».
وقال ربيع: إن «المواطن في المحافظة الشمالية عانى الكثير من التجهيل والإهمال كما لذلك انعكاسات سلبية على مختلف الأصعدة، وقد حان الوقت لإنصاف هذا المواطن وإنصاف المنطقة التي تشكل بعدا استراتيجيّا وجغرافيّا من مكونات الوطن».
وأضاف أن «ارتقاء» تعني عند المجلس البلدي الكثير من المشروعات الخدمية وإدماج مؤسسات المجتمع المدني والقطاع الخاص لتأخذ دورها في الارتقاء بالمنطقة الشمالية وتعتقد أن المرحلة المقبلة ستكون حبلة بالمشروعات.
وتابع أن «الكرة الآن في ملعب المجلس البلدي والجهاز التنفيذي لحمل هذه التصورات والخطط التي تهدف إلى الارتقاء بمستوى الخدمات إلى المعنيين في الدولة».
وأوضح أن أهم عنصر لإنجاح برنامج «ارتقاء» بشقيه توفير الموازنة لهذه المشروعات، ونحن لا نتكلم عن مشروعات صغيرة بل نتكلم عن حدائق ومضامير وأسواق ومساحات خضراء وجملة من المشروعات والفعاليات ضمن برنامج «ارتقاء».
وتهدف الحملة إلى الارتقاء بمستوى المشاركة المجتمعية عن طريق إشراك أكبر قدر ممكن من مختلف الفعاليات المجتمعية في برامج العمل البلدية، والذي يصب في تحقيق الرؤية تحت شعار «الشراكة المجتمعية سبيلنا»، وأما الهدف الثاني، فهو الارتقاء بمستوى النظافة تحت شعار: «بيئتنا أمانة» التي ستبدأ بحملة نظافة مكثفة يشارك فيها جميع فعاليات المجتمع المدني، إذ تهدف إلى رفع مستوى النظافة إلى مستوى الطموح والعمل على الحفاظ عليه، إذ تم تقسيم المحافظة الشمالية إلى أربع مناطق جغرافية يوجد على كل منطقة فريق عمل متكامل مكون من الجهاز التنفيذي والأهالي، كما تم تشكيل فريق متكامل يعمل على تنظيف السواحل.
أما الهدف الثالث فهو الارتقاء بمستوى تقديم الخدمات البلدية عن طريق تفعيل دور فروع بلدية المنطقة الشمالية ورفع مستوى الجودة والإنتاجية فيها، وذلك تحت شعار: «نحو تقديم خدمات أفضل» بالإضافة إلى الارتقاء بالرقعة الخضراء والحفاظ عليها عن طريق إنشاء الحدائق والمتنزهات والسواحل والعمل على تجميل الشوارع والميادين والمدن والقرى، تحت شعار «الشمالية واحة خضراء»، وكذلك الارتقاء بمستوى المسكن عن طريق الدفع للأمام في تنفيذ مشروع المنازل الآيلة إلى السقوط وتفعيل برنامج تنمية المدن والقرى تحت شعار: «نحو بيوت مستقرة».
العدد 2439 - الأحد 10 مايو 2009م الموافق 15 جمادى الأولى 1430هـ