تقع جزيرة النبيه صالح في الجزء الشمالي الشرقي من مملكة البحرين، حيث تتوسط خليج توبلي، وتقع في شمالها الشرقي جزيرة الجُزيرة. وبالنسبة لمحيطها فإن الجزيرة في موقع متوسط بين جزيرة سترة التي تقع إلى جنوبها الشرقي، وجزيرة البحرين التي تحيط بها من الشمال والغرب، بينما يحدها جسر سترة من الشرق.
تشمل أربعة مجمعات من 320 إلى 324.
وفقا للإحصاء العام للسكان والمساكن لعام 2001، فإن عدد سكان الجزيرة يبلغ 2058 نسمة، منهم 1870 بحرينيا و188 غير بحريني.
تبلغ مساحتها نحو 10.8 كيلومترات مربعة، وبالتالي فهي تشكل نسبة 0.15 في المئة من مساحة البحرين تقريبا.
بها مدرستان ابتدائيتان للبنين والبنات، بالإضافة إلى المركز الشبابي (نادي النبيه صالح الثقافي والرياضي أنشيء في العام 1964 في منزل قديم قبل أن يشغل مبنى حديث في العام 1992)، كما يوجد بها صندوق خيري تأسس في العام 1992، كما تضم الجزيرة مقر الكلية الملكية ونادي الضباط، ومركز شرطة عند مدخلها الوحيدة من جهة الشرق والمتفرع من جسر سترة.
النبيه صالح - محرر الشئون المحلية
على رغم شهرتها الكبيرة كجزيرة تاريخية في البحرين، ويعرفها الكثير من أهل الخليج والدول العربية، إلا أن هذه الجزيرة الصغيرة، تحتضن تاريخا تليدا ارتبط بتاريخ هذا البلد الكريم، فهي تمتلك نبضا تليدا لم يتوقف بما تتمتع به خصوصية تاريخية ودينية واجتماعية.
ومن الجميل، قبل أن نبدأ بجولتنا في هذه الجزيرة، أن نشيد بجهود الشباب العاملين في شبكة جزيرة النبيه صالح، ومؤسساتها الشبابية والخيرية والاجتماعية وكذلك الدينية، على اهتمامهم الوطني الرائع بالحفاظ على تاريخ وتراث هذه القطعة التي لا يتأخر بعضهم في تسميتها بالـ»فردوس» رغم المتغيرات الكثيرة التي شهدتها طوال السنوات العشرين الماضية، فهي لا تزال متألقة وستبقى كذلك.
ونبدأ جولتنا ببضع كلمات ينقلها لنا المشرف العام لشبكة جزيرة النبيه صالح (بوعلي) عن مدونة (سنوات الجريش) يشير فيها الى أن جزيرة «أوال» حافلة بتاريخ وآثار ممتدة منذ دلمون وتايلوس والفينيقيين والبرتغاليين وغيرهم من الحضارات التي تركت آثارها في هذه الجزيرة، وحتى في العهد الإسلامي، كان للبحرين وجزيرة أوال دور في انتشار الرسالة، لذا ترك المسلمون الأوائل آثارهم على هذه الأرض المباركة التي ارتبط اسمها باسم أحد العلماء الأعلام عاش على الجزيرة ولقب بالـ»نبيه صالح» لغزارة علمه وذكائه وتميزه، فيما كانت تعرف بأسماء أخرى مثل جزيرة «أكل» بضم الألف، و»كافلان» و»القرية»، والتسميتان الأخيرتان يمكن وصفهما بأنهما يمثلان قريتين صغيرتين على الجزيرة.
ولعل المشرف العام يشدد على الأهمية من وراء الحفاظ على هوية الجزيرة من الطمس، والعمل على صونها باعتبارها جزء من تاريخ وهوية وثقافة أهل البحرين لا يمكن طمسه بأي حال من الأحوال كون أبناء الوطن يعتزون بتاريخ بلادهم... بل بتاريخ كل جزء من أرضها، وستكون جولتنا على جانبين، نتحدث في الجزء الأول منه عن المعلومات الديموغرافية، وسنخصص الجزء الثاني للتركيز على الجانب التاريخي، وواقع الجزيرة واحتياجات الأهالي وتقديم صورة موجزة بشأن أنشطتها وفعالياتها.
يقول الباحث حسين محمد حسين الجمري في بحثه القيم: «جزيرة النبيه صالح... الفردوس المفقود»... إن جزيرة النبيه صالح إحدى الجزر القريبة من الجزيرة الأم وتقع في خليج توبلي، وكانت تسمى اختصارا «الجزيرة»، ولم يكن بها الكثير من السكان في مطلع القرن العشرين، فقط 75 عريشا موزعة على منطقتين أو قريتين صغيرتين، الأولى هي قرية «كافلان» وهي القريبة من الزاوية الشمالية الشرقية للجزيرة وكان بها 40 عريشا، أما القرية الأخرى فهي قرية «القرية» وهي القريبة من الزاوية الغربية الجنوبية للجزيرة أي مقابل قريتي جدعلي وجرداب، وكان أهل هاتين القريتين يعملون في الزراعة والغوص وصيد السمك، وكانوا يمتلكون سفينة مما يطلق عليها اسم «بقارة» بالإضافة إلى ثمانية قوارب صغيرة كلها تستخدم في عمليات الغوص وصيد اللؤلؤ.
ويقول عن عين السفاحية إنها من العيون القوية التي تتدفق ويقال إنها سميت بالسفاحية لقوة الماء الذي تسفحه، وكان يتفرع من هذه العين مجرى رئيسي واحد من الطرف الشمالي الغربي مبني بحجارة بحرية ويمتد إلى داخل القرية ويتفرع ليروي أشجار النخيل والبساتين المجاورة، وبدأ تدفق الماء بالانخفاض تدريجيا منذ العام 1976 وأدى ذلك إلى جفاف جداول العين المتفرعة وتقلص المساحة الزراعية في الجزيرة، وبعد انشاء جسر سترة في العام 1977، وإنشاء البناء في الجزيرة، أصبحت المساحة المزروعة محدودة جدا، أما الآن فكل ما تبقى من هذه العين هو مبنى دائري بمحيط 26 مترا وقطر 11 مترا وبعمق 105 أمتار والعين جافة تماما.
جغرافيا تقع الجزيرة في الجزء الشمالي الشرقي من مملكة البحرين، حيث تتوسط خليج توبلي، وتقع في شمالها الشرقي جزيرة الجزيرة، وبالنسبة لمحيطها، فإن الجزيرة في موقع متوسط بين جزيرة سترة التي تقع إلى جنوبها الشرقي، وجزيرة البحرين التي تحيط بها من الشمال والغرب، بينما يحدها جسر سترة من الشرق. أما مساحة الجزيرة و(الجُزيرة)، فقد بلغت 10.8 كيلومترات مربع العام 1999، وبالتالي تشكل نسبة 0.15 في المئة من مساحة البحرين، ومساحة الجزيرة لوحدها تبلغ نحو 90 هكتارا وهي في ازدياد جراء عمليات الدفان المستمرة، بينما تبلغ مساحة الجُزيرة 5 هكتارات وهي مخصصة لنادي الضباط.
وحسب البيانات المتوفرة، فإن سكان الجزيرة العام 2001 قد بلغ 2058 نسمة، منهم 1870 بحريني و188 غير بحريني، لكن الملاحظ أن هناك زيادة مضطردة لسكان الجزيرة خلال فترة زمنية لا تتجاوز 30 عاما، فقد ارتفع عدد السكان من 614 نسمة العام 1971 يمثلون سكان الجزيرة إلى 1870 نسمة العام 2001 أي بزيادة قدرها 1256 نسمة من سكان الجزيرة إضافة إلى سكان المناطق المجاورة الذين جاءوا بعد افتتاح جسر سترة في العام 1978، لما توفره الجزيرة من هدوء كبير وتمزيها بالخضرة الزراعية إضافة إلى القرب من مراكز الخدمات والأعمال في العاصمة.
وفي الموقع المخصص للمعلومات الجغرافية في شبكة جزيرة النبيه صالح، معلومات مفادها بأن الدفان قد غير من مساحة الجزيرة من 2.6 كم مربع في العام 1968 إلى 10.8 كم مربع في العام 1999، أي بزيادة قدرها 8.2 كم مربع أي أربعة أضعاف ما كانت عليه مساحة الجزيرة الحقيقية.
وبدأت الزيادة مع إنشاء معبر الجزيرة في العام 1975 حيث بلغت 6.8 كم مربع أي ما يعادل ضعفي مساحة الجزيرة، ثم تطورت هذه المساحة إلى 7.4 كم مربع في العام 1986، جراء ردم أرض لإقامة مركز أمني عليها إضافة إلى مد معبر إلى الجُزيرة بهدف إقامة نادي الضباط عليها، وازدادت هذه المساحة إلى 10.3 كم مربع في العام 1996، لكن ليس للنفع العام وإنما للتوسع العمراني في منطقتي الساحل الشمالي وأقصى جنوب غرب الجزيرة حيث أقيمت مجموعة من الفلل والمجمعات السكنية، وقد قفزت هذه المساحة إلى 10.8 كم مربع في العام 1999 جراء عملية الدفان في جنوب غرب الجزيرة بهدف توفير قسائم سكنية لمن تقدموا من السكان منذ مدة طويلة بهذه الطلبات الإسكانية، وما زال التوسع في هذه العملية مضطردا بصورة لم تذكرها البيانات الإحصائية الآن، ويمكن رؤية مدى انتشار الدفان من جميع اتجاهات الجزيرة.
في الجهة الغربية من القرية تقع مقبرة النبيه صالح، وتتميز هذه المقبرة بطبيعتها الصخرية وقد حفرت جميع القبور فيها في الصخور كالصناديق، وفي حالة دفن الموتى يضرب الدفان الأرض بعمود، فإذا سمع صوت ارتداد في الأرض فهذا يعني وجود قبر فارغ، وعلى هذا يرفع التراب المنهال ثم ترفع الصفائح الصخرية فيظهر القبر.
وقد حفر في هذه المقبرة ما يزيد على 1500 قبر وقد نسب حفر هذه القبور إلى أحد أفراد القرية قديما يسمى الشيخ (دعلج) ويقال إن هذا هو لقب الشيخ وليس اسمه، كما أن لهذا الشيخ قبر خاص به يقال إنه حفره بنفسه، وهو عبارة عن صخرة مرتفعة عن الأرض على شكل غرفة مفتوحة من جهة الشمال، والغريب في هذه المقبرة أنها رتبت إلى فئات منها: فئة الأطفال، وفئة عامة الناس، وفئة (العمالقة) إن صح التعبير أو الأشخاص ذوي القامة الكبيرة. وقد دفن في هذه المقبرة، العديد من الفقهاء والعلماء، منهم من هو معروف ومنهم من هو مجهول. ومن أشهر العلماء المدفونين في هذه المقبرة الشيخ العارف والعلامة المتبحر النبيه صالح والعلامة المتوج وابنه، والعلامة الشيخ داود بن علي وابنه، والشيخ راشد المدفون في الجهة الغربية من ضريح النبيه صالح والكثير ممن لم يعرف قبورهم.
العدد 2383 - الأحد 15 مارس 2009م الموافق 18 ربيع الاول 1430هـ