طالت عملية حجب المواقع والمنتديات الإلكترونية، التي تقوم بها وزارة الثقافة والإعلام، عددا من مواقع الفيس بوك التي تتناول الأمور السياسية، والتي يشترك فيها عدد من المسئولين البحرينيين والعالميين.
وفي تعليقه على هذا التطور قال الناشط توفيق الرياش إن «هذا المنع هو منع للتفكير بصوت عالٍ، ولابد من محاكمة المتسببين في تشويه سمعة البحرين جراء هذه الأعمال غير المقبولة؛ فمثلا في مصر تم الاعتراض على مادة في فيس بوك يعود لإحدى السيدات ولكن تم إعلامها لإزالته ولم يتم إغلاقه»، وتابع «ومن الممكن أن تمنع غدا جميع المواقع الإلكترونية ليعودوا بنا إلى القرون الوسطى، كما إنني أؤكد أن الشباب الذي تتم محاصرته بغلق المواقع سيبحث وسيخترع ألف طريقة لفتح المواقع الإلكترونية».
من جهته قال صاحب مدونة «الدقاق فيس بوك» الإلكترونية حسين الدقاق إن «الفيس بوك هو إحدى وسائل التعبير السلمي والحضاري والمتطور، وهو منتشر بشكل كبير بين جميع الناس في العالم وحتى المسئولون يشتركون فيه»، وأضاف «الفيس بوك هي لغة تخاطب هادئة ومن المفروض أن يحافظ المسئولون على مثل هذه القنوات الهادئة بدلا من إغلاقها وذلك من أجل معرفة الآراء الشبابية».
ولفت الدقاق إلى أن «الإغلاق يأتي ضمن وتيرة سلبية من الفهم التي لا تستوعب الآراء المختلفة، ومن المفروض أن نعيش الحوار والعقلانية بدلا من الرأي الواحد الذي أكل الدهر عليه وشرب، ويجب تجنب إغلاق المواقع إذ إنها تعكس صورة غير حضارية عن البحرين»، وبين أن ذلك «سيقوي الأطراف الأخرى التي ستبحث عن مصادر أخرى بدلا من هذا الجانب الذي تم قمعه، كما أن حجب أي موقع يزيد من شعبيته».
وكان رئيس الجمعية البحرينية لحقوق الإنسان عبدالله الدرازي ذكر لـ «الوسط» أن «الأمور عندما تحل بالتفكير الأمني كما يجري الآن في البحرين فإننا أمام التأزيم في كل النواحي»، مشيرا إلى أن «حجب مواقع علمية يستفيد منها الناس أمر مستغرب للغاية، وسبقه توقيف مواقع أخرى لا يفهم لماذا تم إغلاقها، ومنها موقع جمعية وعد المرخصة وفق القانون»، وتساءل «على أي أساس يتم حجب هذه المواقع؟، وما هي المواد القانونية التي تجيز إغلاق هذه المواقع».
فيما بين وكيل وزارة الإعلام حمد المناعي أن «المواقع السياسية التي دأبت على تعزيز الأفكار الطائفية وتقسيم المجتمع والإساءة إلى الوحدة الوطنية من خلال نشر الأكاذيب والإشاعات المغرضة التي تهدف إلى خلق البلبلة في مجتمعنا المستقر والأمن، هي المواقع التي تم إغلاقها».
ويأتي هذا التطوؤر في عملية الحجب بعدما قامت الوزارة بغلق عدد كبير من المواقع الإلكترونية مؤخرا.
العدد 2383 - الأحد 15 مارس 2009م الموافق 18 ربيع الاول 1430هـ