العدد 2318 - الجمعة 09 يناير 2009م الموافق 12 محرم 1430هـ

حملة الحسين (ع) للتبرع بالدم... تفوُّق وإبداع

فرح العوض farah.alawad [at] alwasatnews.com

مرت 10 أعوام على انطلاق حملة الإمام الحسين (ع) للتبرع بالدم، التي تُعتبر من أكبر الحملات الخاصة بالتبرع بالدم في البحرين، وأولى حملات التبرع بالدم التي انطلقت في البحرين في محرم 1421هـ، لتفتح بعد ذلك الطريق أمام أية جهة تريد أن تنظم حملة للتبرع بالدم لدعم مخزون بنك الدم المركزي بمجمع السلمانية الطبي.

وكانت الحملة انطلقت باقتراح من صندوق النعيم الخيري وبتنظيم منه ووزارة الصحة من أجل دعم مخزون بنك الدم المركزي في أول مرة تحت شعار «الحسين شمعة لا تنطفئ»، وبلغ عدد المتبرعين بالدم في عامها الأول نحو 286 متبرعا ومتبرعة، إلا أنه تجاوز ذلك العدد بكثير ليصل نحو ألف في كل عام من الأعوام الأخيرة.

ولكن بعيدا عن نتائج وأعداد المتبرعين والمتبرعات بالدم في هذه الحملة، وبالتركيز على أهدافها سنجدها تهدف إلى دعم مخزون بنك الدم المركزي، وتوطيد العلاقة بين فئات المجتمع البحريني بمختلف انتماءاته وأطيافه، بالإضافة إلى تعميق ثقافة التبرع بالدم، وذلك لما للتبرع بالدم من فوائد كثيرة للمتبرع قبل المستفيد؛ إذ إن لوجود مخزون من الدم دورا في إنقاذ حياة أيِّ مريض يكون بحاجة مفاجئة إلى دم من فصيلة دمه، بينما نجد أن المتبرع استفاد من تجديد كريات الدم عنده، والتعرف على فصيلة دمه ونسبة هيموجلوبين السكر (hb) لديه.

ذلك إذا ما نظرنا إلى الموضوع من جانب صِحِّي، أما إذا نظرنا إليه من الجانب الاجتماعي فسنجد أن المتبرع، وخصوصا الذي تعوَّد على المشاركة في الحياة الاجتماعية سيشعر أنه أدّى إحدى الواجبات المفروضة عليه.

وبالعودة إلى حملة الإمام الحسين (ع) للتبرع بالدم سنجد أنه في الوقت الذي تُعتبر حملة إنسانية تستقطب حضورا من مختلف الفئات، وجاليات عربية وأجنبية، بل وتحظى بحضور وجمهور كبيرين، نجد أن وسائل الإعلام المحلية الرسمية مقصِّرة في التغطية الإعلامية لها.

وفي الواقع أنا لا أستغرب ذلك من وسائل الإعلام الرسمية لأنها لم تعتدْ حتى الآن على التعامل بإنصاف ما بين تغطية وعرض الفعاليات الرسمية والأهلية، على رغم أن الفعاليات الرسمية في الكثير من الأوقات تكون قليلة.

ومن جانب آخر، فإنها إن قامت بالتغطية الإعلامية فإنها تقتصر على الافتتاح وإجراء عدد من المقابلات التي دائما ما تشيد وتثني فقط، ولا تتعدَّى ذلك إلى التغطيات الإعلامية المباشرة.

إذن فالمطلوب من المسئولين في المؤسسات الإعلامية الرسمية هو إعادة جدولة وترتيب الأجندة المخصصة للبرامج التي تقوم بإعدادها وتغطيتها، وليس انتظار تنفيذ الأوامر فقط، وذلك لأن مشروعا كمشروع التبرع بالدم لا يُعتبر كغيره، وخصوصا أنه يساهم ويساعد في زيادة عدد المتبرعين بالدم لوزارة الصحة، وهذا في حدِّ ذاته يُعتبر هدفا ساميا بحاجة إلى تقدير. فشكرا إلى جميع المنظمين والمشاركين في إنجاح هذه الحملة المتميزة، التي استحقت الحصول على رتبة التفوُّق بجميع رتب الشرف.

إقرأ أيضا لـ "فرح العوض"

العدد 2318 - الجمعة 09 يناير 2009م الموافق 12 محرم 1430هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً