تجمعك من حين إلى آخر جلسات خاطفة سريعة في مناسبات مختلفة ولاسيما موسم عاشوراء، فتستغرب من طريقة تفكير بعضهم في التعامل مع المحيط الذي هم فيه. فمناسبة القول هذه تلك الليلة التي جمعتني مع أحدهم (ويشهد الله إني أحترمه على رغم اختلافي معه جدا) وكيف كان يحلل كل شاردة وواردة بأنها مؤامرة مدروسة وتُطبق بحنكة وحرفية ووفق مكان وزمان مدروسين بعمق! لا يخفى على الجميع حجم المؤامرات التي كانت خفيّة وهي الآن مكشوفة ولكنها لم يقف نشاطها بل توسعت وتمادت إلى أكبر مما تتصور أيضا! فهذا لا يعني أن نفرط في التفكير بهذه الزاوية إلى حد الذوبان وإلى درجة أن يفقد الشيء معناه أما تكبيرا أو تصغيرا وتحقيرا به. كان خياله يأخذه حتى بدورات كرة القدم وكيف هي ترمي إلى تنفيذ مخطط يفتك بجماعته ويجب التصدي له بحكمة تضاهي حكمة المُدبر رأس الأفعى! البرامج الإعلامية الموجهة منها وحتى الفاشلة هي مخطط لها أن تكون فاشلة. من هنا تجدر الإشارة إلى أننا يجب أن نتعامل مع الأشياء وفق حجمها الطبيعي ولا نعطيها أكبر من حجمها فنصل إلى حد المبالغة في الاهتمام بها، وفي المقابل يأتي دورنا في التصدي للمؤامرات الفعلية التي تُحاك ضدنا لنتصدى لها بطريقة تتناسب والمؤامرة وفي أي درجة هي، نظرية كانت أو فعلية. هل فكّر أحدكم يوما في أن يكون جزءا من مجتمع تتسلط عليه الأضواء من كل حدب وصوب وكأنه مُجرم، بل المطلوب منه أن يُبرر كل خطواته وتحركاته وسكناته، وحتى سكوته يجب أن يبرره، هل تتصور أن تكون وسط مجتمع أنت متهم سواء ثبتت عليك الإدانة أم لم تثبت لا يهم، وهل تتصور أن تكون جزءا من لعبة لا ناقة لك فيها ولا جمل سوى أن الله خلقك بدرجة من العلم والعقل اللذين استخدمتهما بطريقة صحيحة لتعرف الصح من الخطأ، «الخايس من الخنين»! فيا ترى ما له أن يفعل وقد كثرت الأهوال عليه ووصل إلى درجة تصعب حتى على الكافر... الله يساعدكم يا جماعتنه!
إقرأ أيضا لـ "حمد الغائب"العدد 2318 - الجمعة 09 يناير 2009م الموافق 12 محرم 1430هـ