اغتنم الرئيس التنفيذي لشركة مايكروسوفت، ستيف بالمر، فرصة مشاركته في المعرض الدولي للإلكترونيات في لاس فيغاس، كي يكشف النقاب، رسميا، عن إطلاق مايكروسوفت نظام التشغيل الجديد «ويندوز 7»، الذي وعد بالمر بصدور النسخة التجريبية منه أمس (الجمعة).
وفي سياق دفاعه عن محاسن مواصفات ويندوز 7، أكد بالمر، بأن مايكروسوفت تعمل اليوم من أجل دخول «السوق بقوة، عبر أفضل نظام ويندوز للتشغيل على الإطلاق»، مضيفا «نعمل حاليا بجد لنقدم هذا المنتج بالشكل الصحيح». وفضل بالمر عدم تحديد موعد محدد للإطلاق الرسمي، واكتفى بالقول «أن ذلك سيكون قريبا».
وحاول بالمر، بشكل غير مباشر، ان يطمئن المستخدم، بأن ويندوز 7، لن يعاني من المشكلات التي تعثر بسببها نظام التشغيل فيستا، بالتأكيد على أن «النظام الجديد سيكون الأسرع والأسهل للاستخدام» متحاشيا الخوض في شكاوى مستخدمي فيستا حول قضايا جوهرية مثل «الأمان» و»التوافق مع أجهزة أخرى»، أو «سهولة التخاطب مع أنظمة تشغيل أخرى»، او مرونة التعامل مع تطبيقات أخرى قائمة ومبنية على نظم تشغيل أخرى، بما فيها نظام تشغيل من إنتاج مايكروسوفت مثل ويندوز إكس بي.
وكما يبدو فإن قرار مايكروسوفت التحول عن فيستا، وفي فترة قصيرة نسبيا مقارنة مع الفترة التي كانت بين إكس بي وفيستا، مرده عدم شعبية هذا الأخير لدى المستخدمين، ففي دراسة قامت بها Devil Mountain Software Inc اوضحت فيها «أن 35في المئة من حوالي 3,000 جهاز تأتي محملة مسبقا بنظام ويندوز فيستا يتم إعادة تركيب نسخة ويندوز إكس بي عليها».
ولابد لنا هنا من الإشارة إلى إقدام مايكروسوفت بعد إطلاق فيستا بفترة قصيرة على إضافة 42 مليون جهاز كمبيوتر باعته وهو مزود بفيستا للمؤسسات، كنوع من الرد على المشككين فى كفاءة النظام.
يصعب الحكم على كل ما قاله بالمر في هذه المرحلة المبكرة من عمر اويندوز 7، لكن من المتوقع أن يواجه نظام التشغيل الجديد مجموعة من التحديات تتوزع على محورين من مكونات تقنية المعلومات:
الأولى على مستوى الأجهزة والمعدات، فمن الصعب أن يغيب من ذاكرة بالمر او بل غيتس موقف إنتل، وهي أكبر محتكر لصناعة الجذاذات في السوق العالمية، من نظام التشغيل فيستا، عندما قرر قسم تقنية المعلومات في الشركة عدم الترقية إلى نظام فيستا، عندما أطلقته مايكروسوفت في الأسواق، والزخم الإعلامي والتسويقي الذي رافق عملية الإطلاق تلك. لكن إنتل لم تجد حينها اي سبب يدفع إلى الترقية، مكتفية بتقديم الدعم لنظام ويندوز إكس بي. الأمر الذي دفع نسبة لابأس بها من المستخدمين الاستمرار في استخدام هذا الأخير دون الحاجة إلى ترقيته إلى فيستا. وقد وصل الأمر بمايكروسوفت حينها، إلى جانب كل أشكال الدعم الترويجي الذي قدمته إلى فيستا، أن تلجأ إلى بيعه بأسعار مغرية بالتكامل مع أجهزة من نوع ديل، وكومباك، من خلال صفقة خاصة وقعتها مع الشركة المنتجة لهذين الجهازين اللذين يمتلكان حصة كبيرة من سوق أجهزة الحاسوب وخاصة «المحمول» منه.
الثانية، على مستوى البرمجيات، فمن أهم نجاح وسعة انتشار برامج مايكروسوفت، كان انسيابها التكاملي مع بعضها البعض. فقد كان من أهم عناصر نجاح متصفح مايكروسوفت «إنترنت إكسبلورر» على منافسه «نت سكيب» في نهاية التسعينيات، رغم أقدمية هذا الأخير في السوق، وسيطرته عليه، كان تكامل إكسبلورر مع برمجيات مايكروسوفت الأخرى مثل أوتلوك، واوفيس، وتعذر ذلك على نت سكيب.
اليوم نجد الصورة مختلفة، إذ تهدد برمجيات متكاملة، مثل تلك التي توفرها مايكروسوفت مثل أوفيس، وإكسبلورر، بل وحتى انظمة تشغيل متقدمة، تنتجها شركات منافسة مثل غوغل، التي بدأت مؤخرا عرض برامج على شبكة الانترنت تشبه تلك الموجودة لدى شركة مايكروسوفت، ولكن بأسعار مجانية.
وتجدر الإشارة هنا إلى أن سرعة تحميل البرنامج ويندوز 7، مقارنة مع الوقت الذي يستغرقه فيستا، ستكون على حساب بعض الوظائف والبرمجيات المصاحبة لفيستا بل وحتى إكس بي، إذ يأتي ويندوز 7 بتطبيقات أقل، إذ لن تصاحبه برامج مثل ويندوز ميل وويندوز ماسينجر وموفي ميكر، وعلى من لا يستطيع الاستغناء عنها تنزيلها عبر Windows Live Essentials. حتى المتصفح المتقدم الذي سيتم استخدامه مع ويندوز 7، والذي هو إنترنت إكسبلورر 8، رغم حيازته على الكثير من الوظائف غير المتوفرة في إصداراته السابقه، لكنه ما يزال يعاني من نقص في بعض وظائفه مقارنة بالمتصفحات الأخرى.
ولاينبغي هنا تناسي مستخدمي حواسيب أبل، الذين حرصت مايكروسووفت على إصدار نسخ أوفيس خاصة بأجهزتهم، لكنه اليوم يحصلون على برمجيات منافسة، وبأسعار مخفضة مقارنة بأسعار أبل القديمة، والتي كانت من أهم معيقات انتشار أبل.
وحتى لا نتجنى على فيستا، فلا ينبغي إرجاع عدم انتشاره بالشكل المتوقع إلى عيوب فيه فحسب، وإنما هناك أسباب أخرى تعود معضمها إلى محدودية بعض أجهزة الكمبيوتر لدى المستخدمين التى لم يكن في وسعها مواكبة التطورات التي عرفتها صناعة البرمجيات الأكثر تقدما.
إقرأ أيضا لـ "عبيدلي العبيدلي"العدد 2318 - الجمعة 09 يناير 2009م الموافق 12 محرم 1430هـ