العدد 2318 - الجمعة 09 يناير 2009م الموافق 12 محرم 1430هـ

الدراما العربية تخوض قضايا السياسة

خلال السنوات الأخيرة شهدت الدراما العربية مجموعة من النقلات النوعية، قدمت من خلالها عددا كبيرا من القضايا والموضوعات، سواء أكانت قضايا اجتماعية تتناول التغيرات التي طرأت على مجتمعاتنا خلال السنوات العشرين الأخيرة، أو موضوعات تتطرق إلى حاجيات هذه المجتمعات وقضاياها اليومية المعاشة.

ومن أبرز الأمور التي استحضرت في الدراما خلال هذه الفترة، القضايا السياسية الكبيرة والرئيسية لدينا كقضايا «الإرهاب» وفلسطين والعراق، سواء أكان الحديث عن هذه القضايا بتناولها عبر سرد وتوثيق أحداث واقعية، أو من خلال طرح قصة تعيش داخل أحداث القضية قد لا تمت شخصياتها وأحداثها للواقع بصلة، أو أن يتناول العمل مجموعة القضايا العامة الحاضرة ويحاول أن يسقط حيثياتها على أحداث تاريخية، فيقارب ما بين الماضي والحاضر.

وتفوقت الدراما السورية خلال الفترة الماضية في هذا المجال، فلا تمر سنة إلا وتنتج مجموعة من الأعمال الدرامية التي تتناول القضية الفلسطينية والصراع العربي الإسرائيلي، كمسلسل «الاجتياح»، و «التغريبة الفلسطينية»، كما أن قضايا «الإرهاب والتطرف» وجدت لنفسها أعمالا، بعضها كان بإنتاج وتمثيل مشترك ما بين عدة دول عربية. ورأينا في عدد كبير من المسلسلات الاجتماعية ذكرا لأحداث وقضايا معاشة، سواء من خلال ربط أحداث بعض الأعمال برابط زمني يتحدد من خلال ذكر أخبار حاصلة في بعض المناطق، كأخبار العراق وفلسطين، أو دول أخرى.

وتعتبر المسلسلات التي تتناول القضية الفلسطينية سواء من منظور تاريخي أو واقع معاش، من أكثر الأعمال استقطابا للمشاهدين، كما أنها حققت نجاحا وثناء كبيرين.

وحاول بعض المخرجين مثل المخرج السوري نجدت إسماعيل أنزور أن يعرض قضية الكاريكاتير المسيء إلى الرسول (ص)، في مسلسله «سقف العالم» الذي اعتمد أسلوب الربط ما بين قصة لأشخاص يعيشون الوقت الحاضر، بموازاة قصة تاريخية، بطريقة «الفنتازيا» التي تعتمد في جزء منها على أسلوب الإسقاطات والإيحاءات.

وعلى رغم أن العمل نال الكثير من النقد اللاذع بشأن مباشرته في جزء وابتعاده عن الفكرة في جزء آخر، فإن طريقة الإسقاطات والربط ما بين أحداث تاريخية بغرض الحديث عن قضية حالية، هو نوع يكثر استعماله عند الحديث عن أعمال تتناول قضايا قد يكون في طرحها بشكل مباشر نوع من الإشكال، ما لم يكون الحديث فيها بشكل واضح غير وارد في كثير من الدول.

وعلى رغم أن هذه الأعمال تتسم بالجدية، وكثيرا منها - ما لم نقل غالبيتها» يتناول الجوانب المأسوية لهذه القضايا، فإنها استطاعت أن تشد جميع الفئات من دون استثناء، فتابعها الصغار كما الكبار، وترقبها الباحثون عن الترفيه كما هم الباحثون عن المعلومة والتوثيق.

وتشكل دقة وصدقية وطريقة معالجة الأحداث لهذه القضايا، من قبل منتجي العمل من أكثر الأمور جدلا في هذا المجال، حتى أنها تتحول في بعض الأحيان إلى مجال جدل على شاشات المحطات الإخبارية، وتلعب الرقابة دورا كبيرا في إظهارها بشكلها النهائي، وقد تصل الأمور مع الرقابة إلى منع العمل وحجبه بالكامل، كما هو الحال مثلا مع مسلسل «الطريق إلى كابل» الذي حاول التطرق إلى مسألة الحياة في أفغانستان، الذي تم إيقاف ومنع بثه. وعلى رغم الجدل الذي قد يثار ما بين أطراف متناقضة ومختلفة حول أحد الأعمال، فإن الكثيرين يجمعون على أهميتها، كنوع من استثمار الدراما، التي تشكل جزءا من حياة المواطن العربي بشكل يومي، في سبيل إحياء ذكرى الكثير من الأحداث التي عاشتها منطقتنا، كما أن هذه الأعمال تقرب هذه القضايا من جيل الشباب، الذي يعيش نسبة كبيرة منها بعيدا عن أحداث أهم قضاياه.

العدد 2318 - الجمعة 09 يناير 2009م الموافق 12 محرم 1430هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً