قصة مثيرة لرئيس إحدى حملات الحج، الذي لم ينظر إلى المرآة ليعلم ما يلاحظه الناس عنه وعن أخلاقه، فهو يرشق الناس ويتهمهم ظلما، وإن كان يعلم بصدقهم وصدق نواياهم في النقد والطرح.

يحكى أن رئيس هذه الحملة لديه شبكة عنكبوت كبيرة وتحتوي على أناس كثيرين. ويرأس حملة الحج من مكتبه القابع في إحدى الوزارات الجميلة، ولم يستح من الله ولم يخشاه في مال الدولة التي أعطته له ليدير المكان، بل قلب مكتبه في الوزارة ومكتب حاشيته إلى جمعية خيرية له ولأصحابه.

يأتيه الموظفون للسلام عليه، في السراء والضراء وفي العيد والأفراح لأنه رئيسهم، ويكون جواب سكرتيرته: الرئيس مشغول، ولكن كلماتها الناطقة من قلبها تقول: من أنتم ليراكم الرئيس! إذ إنه يتبع سياسة الأبواب المغلقة إلا على نوعية من الناس.

وتوجد لديه موظفة تنهي جميع متطلباته ومتطلبات منزله، مثل تخليص معاملات الخدم والذهاب بهم إلى المستشفى والجوازات، وأيضا تكون في بعض الأحيان مراسلة له وتستقبل ضيوفه.

حتى مدير شئون الجمعية وشئون... في الوزارة هو أحد المقربين له، إذ كان موظفا عاديا على الدرجة السابعة، والآن هو مدير... وليس لديه شهادات، وفي هذا القسم بالذات توجد كفاءات تصلح أن تكون في مكانه، ولكنهم ليسوا مقربين من الرئيس.

ونسترسل في هذه القصة لنصل إلى مدير العلاقات العامة بالوزارة، ولكن أين هو لا نشاهده إلا صباحا الساعة 7:30، وبعد ذلك يختفي ليذهب ليخلص أعمال الرئيس في الجمعية، ويأتي في تمام الساعة 2:15 لكي يسجل خروجه... أين الضمير أين العمل...؟ ودائما هو في إجازة وآخرها إجازة الحج، لأنه مسافر مع الرئيس للحج... والله فراغه.

كيف للموظف أن ينتج ويشاهد الظلم وأين الإنصاف والعدل، لقد أصبح هذا المكان مثل الغابة كل من يفترس الثاني، والله يستر على اللي راح يحصل.

ونكمل الحكاية لنرى بأنه في هذه الوزارة عندنا سياسة ليس أنت من تكون ولكن أنت تعرف من!

وفي النهاية نستفيد من هذه الحكاية، توعية كل مسئول أن يكون خير الناس لرعيّته، وأن يتقي الله فيهم بالمعاملة الحسنة، وألا يكون ظالما، فالظلم ظلمات يوم القيامة