العدد 2257 - الأحد 09 نوفمبر 2008م الموافق 10 ذي القعدة 1429هـ

مؤتمر الشباب والإبداع

سكينة العكري comments [at] alwasatnews.com

أقام أمس الأول (السبت) مركز البحرين الشبابي بجمعية الوفاق الوطني الإسلامية مؤتمره المعنون بـ «الشباب والإبداع» تحت شعار حتى نلهم الإبداع، بمشاركة الشيخ عيسى أحمد قاسم.

مؤتمر مركز البحرين الشبابي تناول محورين أساسيين هما، المحور الأول: الإبداع الأكاديمي والفني (قياس الإبداع لدى الموهوبين، الإسلام والإبداع البشري)، المحور الثاني: الإبداع السياسي والاقتصادي برؤى إسلامية (الإبداع في إدارة الأزمات الاقتصادية، كيف تبدع في مواجهة التحديات السياسية) إلى جانب أوراق أخرى: كيف يصنع الخبز؟ تحديات الإبداع في البحرين، بمشاركة مجموعة من المختصين بحسب المحور والمشاركة.

في المؤتمر إلى جانب استعراض أوراق العمل المشاركة تم عرض مجموعة من تجارب الشباب المبدعين الذين يحتاجون إلى التفاتات رسمية مهمة، لا يخفى عليكم أنه بات الأمر لا يحتمل تجاهلها أكثر مما هو حاصل حاليا، ففي الوقت الذي تتباهى فيها الأمم بوجود المبدعين والموهوبين بين أبنائها، حيث أن وجودهم يعني مكسب كبير جدا على صعيد الثروة البشرية، نجد أن هناك آذانا قد أصابها الصمم وعيون تكاد لا ترى إبداع المبدعين وما تصنعه أيديهم وما تفكر فيه عقولهم.

المؤتمر بفكرته المطروحة من خلال المتبنيات المطروحة حاليا جاء ليدق لنا الجرس ليذكرنا وينبهنا بالقطاع الشبابي المنسي القطاع الواعد الذي يحتاج منا رعاية أكبر واهتماما أفضل والتفاتات متواصلة ومتنوعة، فالقطاع ما يمتلكه من جوانب تميز وقدرات غير عادية يفرض نفسه علينا، لعدة اعتبارات مهمة لعل أبرزها: المرحلة العمرية والحماس والطاقة المخزونة في رصيدهم وما يختزنونه في جعبتهم من أفكار تستحق السماع لها والتفاعل معها بإيجابية.

فكرة المؤتمر «الشباب والإبداع» بحسب المنظمين، أنه مع وجود الانفتاح الاقتصادي وفي ظل وجود العديد من المشكلات الاجتماعية التي يعاني منها القطاع الشبابي في الوقت الراهن من بطالة وفقر وأوقات فراغ، كفيلة بأن تحرق كل الإمكانات المتوفرة لدى القطاع الشبابي، فالتعطل والفراغ يفتكون بالإبداع ومظاهره. فجاءت فكرة المؤتمر بحيث يتم التركيز من خلاله على محورين مهمين هما: الإبداع الإنساني، واستغلال الطاقات البشرية المتمثلة في القطاع الشبابي.

المؤتمر من خلال جلساته المعلن عنها وأوراق العمل المشاركة فيه وورش العمل التي نفذت في قاعات الدانة فضلا عن التجارب التي عرضت من خلال أصحابها وإبداعاتهم الفنية المختلفة، إلى جانب الفعاليات المصاحبة تناولت في مجملها هموم الشباب ومشكلاتهم المختلفة وقضاياهم لا بغرض إثارتها بل بهدف العمل على وضع الحلول المناسبة لها لتجنب تفاقمها.

المؤتمر حاول أن ينقل تجارب المبدعين الشباب إلى غيرهم من الشباب المهتم، بمشاركة مجموعة من المختصين ومجموعة من الشباب المهتمين ومجموعة من الشباب أصحاب المبادرات الإيجابية والإبداعية المتميزة، إلى جانب مجموعة من الشخصيات الداعمة للشباب ولبرامجهم ونشاطاتهم المختلفة، المؤتمر بحد ذاته مبادرة إيجابية تحسب لمركز البحرين الشبابي الذي يحمل على عاتقه مسئولية ومهمة الأرتقاء بالقطاع الشبابي ومعالجة قضاياه بالأساليب والطرق الإبداعية، فضلا عن استثمار الطاقات الشبابية المختلفة في محاولة جادة منه للقضاء على أهم المشكلات الاجتماعية الطافية على السطح كالبطالة المرض الاجتماعي الذي بات يهدد كل شاب وشابة مهما كان مستوى تعليمه وظروفه الاجتماعية، وما يمتلكه من قدرات وإمكانيات فضلا عن المرض الأكثر شراسة من البطالة وهو الفقر الذي يجعل من العيش معه في الوطن، في ظله، غربة لا تحتمل.

المؤتمر هدف إلى تحقيق نوع من التفاعل الإيجابي تجاه كل القضايا الشبابية المطروحة في المؤتمر والعمل على إيجاد البدائل والحلول وصوغ التوصيات اللازمة للعمل على تحقيقها، فهل نجح المؤتمر في تحقيق أهدافه، وخصوصا أنه أقيم بمشاركة عدد من الجهات الرسمية ذات العلاقة، أم أنها تتبرأ منه وتتنصل من مسئولياتها تجاه هذا القطاع المهم الحساس وتدير ظهرها لجوانب التميز والإبداع لدى نتاجات الشباب الإبداعية؟

نأمل أن يكون للمؤتمر انعكاسات إيجابية، وخصوصا أن هناك تفاعلا إيجابيا كبيرا من قبل الشريحة نفسها من خلال التسجيل لحضوره.

لمركز البحرين الشبابي نهنئهم على المبادرة الإيجابية التي تعد نقطة في رصيدهم، ونطالبهم بدورنا بمتابعة توصيات المؤتمر والعمل على تحقيقها من خلال القنوات الرسمية المعنية، وإلا ستظل هذه التوصيات حبرا على ورق كحال كل التوصيات في كل المؤتمرات، بحيث ينفض السامر بعد المؤتمر لتغادر الأوراق إلى الملفات أو الرفوف تركن كما تركن العديد من المشاريع والبرامج المهمة.

فكما أن المؤتمر احتاج منا إلى جهود كبيرة من الفكرة إلى التنفيذ واحتاج منا إلى تشكيل لجان للمتابعة والتنفيذ، فإن العمل على التوصيات ووضعها على الأرض ربما تحتاج منا إلى جهود مضاعفة وإلى أدوار مشابهة فمازلنا بحاجة إلى لجنة مختصة بالمتابعة وأخرى بالتنفيذ بعيدا عن الصخب الإعلامي، من هنا أدعو اللجنة المكلفة بمتابعة وتنفيذ التوصيات إلى التحلي بالصبر في سبيل تحقيق ما يعدون القطاع الشبابي به خلال مؤتمرهم «الشباب والإبداع» للمصداقية وإيفاء بالوعود المقطوعة وبوركت سواعدكم وكل مؤتمر وأنتم وكل القطاع الشبابي ملهمون دائما بالإبداع

إقرأ أيضا لـ "سكينة العكري"

العدد 2257 - الأحد 09 نوفمبر 2008م الموافق 10 ذي القعدة 1429هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً