احتفت «الوسط» مساء أمس بحفل جَمَعَها مع المناضل أحمد الشملان، والشباب الفائزين بجائزتي الجمري للعطاء الوطني (البحوث والدراسات) والشملان للإبداع الوطني (الثقافة والأدب)، وتكريما للفائزين فإنّ «الوسط» خصصت ملحق «كتاب للجميع» – انظر الملحق مع عدد اليوم - لنشر البحوث التي فازت على أساس قرار المحكّمينَ المتخصصينَ، والذين قيّموا البحوث من دون أن يعرفوا أصحابها، إذ تسلموها من دون أسماء وحددوا مستواها بحسب نظام للتقييم الأكاديمي.
و«الوسط» تعتز بالمواهب الشابة وتعتقد أنّ أفضل السبل للارتفاع بالمستوى الثقافي يتم عبر تشجيع الشباب في الكتابة والقراءة، فنحن أمة «اقرا»، والكتابة اخترعت في منطقتنا، في حضارة السومريين في العراق قبل آلاف السنين، وهذه الحضارة كانت مرتبطة بدلمون (البحرين القديمة)، ونحن بذلك ساهمنا في تأسيس الحضارة الإنسانية.
ولكن، ومع الأسف، فإنّ مستوى القراءة والكتابة في العالم العربي قليل جدا في وقتنا الحاضر وذلك عند المقارنة بالأمم الأخرى، وربما أنّ هذا يعود إلى الوضع السياسي الذي يقيّد حرية التعبير بصورة عامّة، ولربما أنه يعود إلى العادات والتقاليد التي نشأت خلال العقود الماضية وتسببت في إهمال القراءة والكتابة، بحيث أصبحنا أمّة ننسى بسرعة.
الأمة التي لاتمتلك ذاكرة لاتستحق أنْ تكون جزءا من الحضارة الإنسانية، وإنعاش الذاكرة وتحويلها إلى إنتاج إنساني يعتمد أساسا على المفكّرين والمبدعين، و انطلاقا من المسئولية الوطنية والاجتماعية التي تضطلع بها صحيفة «الوسط» تجاه المبدعين في هذا الوطن، فقد أطلقت الصحيفة جوائز للشباب ممن هم تحت سن الخامسة والثلاثين.
لقد بدأت «الوسط» في نشر سلسلة «كتاب للجميع» في الثامن من سبتمبر/ أيلول الماضي؛ وذلك تزامنا مع احتفال منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونيسكو) باليوم العالمي لمحو الأمية، و«الوسط» تواصل سلسلتها هذا اليوم مع ملحق آخر من «كتاب للجميع» يحتوي على بحوث شبابية تستحق القراءة.
إننا نؤمن بما قالته «اليونيسكو» الشهر الماضي من أنّ القضاء على الأمية، وتشجيع القراءة والكتابة، يعتبر من العوامل المهمّة التي يمكن التعويل عليها لرفع مستوى الوعي وسلوك الأفراد والمجتمعات وتحقيق أهداف الألفية للتنمية.
إقرأ أيضا لـ "منصور الجمري"العدد 2228 - السبت 11 أكتوبر 2008م الموافق 10 شوال 1429هـ