جرت العادة بأن نلصق سوء تصرفاتنا النابعة من تعكر مزاجنا طوال أعوام في مثل هذا الوقت بشهر رمضان، لدرجة أن بات البعض يتقبل تصرفات البعض الآخر في هذا الشهر والتي كانت غير مقبولة بتاتا في سائر الأشهر بعذر بأنهم «خارج المود» أو وفقا للمقولة المأثورة الدارجة «الجوع وعمايله»، بيد أنه صدق من قال: «لكل قاعدة شواذ»، واستدل في ذلك على موقف تعرضت له شخصيا يوم أمس عندما تعرضت سيارتي لعطب في أحد إطاراتها قبل غروب الشمس بساعات قليلة، فما كان مني كعادة كل البنات في المجتمع الخليجي والعربي على حد السواء سوى الوقوف وانتظار «المنقذ» من هذا الموقف المحرج، فحينها لا نتذكر مساواة أو تمكين أو حقوق وواجبات لا نعي سوى أننا في مشكلة لا يحلها سوى الرجال.

للحظات خطر في بالي بأن «مود رمضان» سيوقفني في الشارع حتى يأتي أهلي من منطقة تبعد عن موقعي مسافة ثلث ساعة وأكثر في خضم زحمة شهر رمضان، بيد أني كنت مخطئة وسرعان ما وقفت لي ثلاث سيارات الأولى تقل شابين في مقتبل العمر والثانية تقل رجلا يبدو مع زوجته والثالثة لرجل في عقده الخامس وهو الذي أصرّ على أن يقوم بالواجب وبضغط منه سار كل في دربه وهمَّ هو بتصليح عطب سيارتي.

الملفت في الأمر أن مود شهر رمضان لم يكن عائقا أمام «شيمة أهل البحرين» وأن السن كذلك لم يثنِ ذلك الرجل عن مساعدتي، وما هو ملفت أكثر أن ذلك الرجل رغم مود شهر رمضان وسنّه كانت يده اليمنى مكسورة ولم أنتبه لها إلا حينما هممت بالمشي بعد أن شكرته.

فكل عام وأهل البحرين بخير وكل عام وأخلاقهم بخير كما كانوا دوما بلا مود رمضان أو شوّال