تشارك «الوسط» اليوم في الاحتفال بـ «اليوم العالمي لمحو الأمية» عبر تدشين سلسلة «كتاب للجميع» ونشر مخطوطة عن تاريخ البحرين (انظر ملحق اليوم) كُتبت قبل أكثر من مئة عام. والأمية التي يُكافحها العالم لاتختص فقط بالقراءة والكتابة، وإنما هناك الأمية في التكنولوجيا الرقمية، والأمية في التاريخ، والأمية في الممارسات الحياتية الضرورية... ولذلك، فإنّ مكافحة الأمية يبدأ بتعلم القراءة والكتابة ويمتدّ إلى مختلف جوانب الحياة.

منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) أعلنت الثامن من سبتمبر / أيلول يوما عالميا لمحو الأمية؛ وذلك في العام 1965؛ لتؤكّد من خلال ذلك أهمية محو الأمية للمجتمعات من مختلف النواحي التنموية والصحية والسياسية والثقافية. فالأمّة التي لاتقرأ يتساوى وضعها مع الحيوانات التي لاتمكلك القدرة على القراءة والكتابة. وهناك الأمّة التي لاتقرأ ماينفعها، ولاتهتم بماضيها وحاضرها أو مستقبلها، ولاتقارن ما يتوافر لديها من إمكانات مع مستوى عطاءاتها، وهذا نوع آخر من الأمية.

لقد طوّرت الإنسانية تشريعات تتحدّث عن «حق الإنسان في المعلومة»، والإنسان الذي يستحق المعلومة هو ذلك الذي يستطيع قراءتها وتمعنها وإنتاج معرفة يستفيد منها في حياته... وعلى أساس ذلك، فإنّ هناك المطالبة بحرية تدفق المعلومات، باعتبار أنّ الحياة لايمكن أن تستقيم إلاّ بالمعلومات، كما أنّ المعلومات هي التي تمكن المجتمعات من تصحيح المسار السياسي والاقتصادي والاجتماعي، وتمكن المجتمعات أيضا من كشف الفساد.

وعليه، فإنّ تحقيق حرية تدفق المعلومات يتطلب وجود بيئة حميمية تفسح المجال لانطلاق المعارف، و للشفافية والمحاسبة، ولذا فإنّ المجتمع المتعلّم والمتمكّن من الحصول على المعلومات يصعب ظلمه ويصعب غشه، والمجتمع الذي يعشق معرفة واقعه وتاريخه يتوق إلى بناء مستقبله على بصيرة من أمره