تحتفل مملكة البحرين مع سائر الدول في العالم باليوم العالمي لمحو الأمية الذي يُصادف اليوم الثامن من شهر سبتمبر/أيلول بعد أن حقّقت المملكة نتائج متميزة في هذا المجال. ويوجّه اليوم وزير التربية والتعليم ماجد النعيمي كلمة بهذه المناسبة يستعرض من خلالها أبرز النتائج التي تحققت على صعيد محو الأمية وتعليم الكبار والتعليم المستمر، مشيرا إلى أنّ ما حققته مملكة البحرين في تقرير التعليم للجميع الصادر عن منظمة اليونسكو في يناير/كانون الثاني 2008م وتقرير منتصف العقد الصادر من المنظمة نفسها أمر يبعث على الفخر، حيث تقلصت نسبة الأمية إلى أقلّ من 2.7في المئة ونجحت المملكة في تحقيق أهداف التعليم للجميع قبل الفترة المحددة من اليونسكو في العام 2015م.
وفيما يلي إضاءات موجزة عن جهود البحرين في محو الأمية:
تأكيدا لتقديم أفضل الفرص التعليمية للمتعلمين الكبار، سعت وزارة التربية والتعليم جاهدة إلى تجويد نوعية الخدمات المقدمة لهذه الفئة؛ لتيسير أمر مشاركتهم في الفصول التعليمية في محاولة للعمل على محو أمية الفئة المتبقية من المواطنين ، ومن هذه الجهود :
إدخال الحاسب الآلي في برامج تعليم الكبار، إتاحة الفرصة للدارسين والدارسات بتوظيف مراكز مصادر التعلم في المدارس الصباحية التي تتخذ منها إدارة تعليم الكبار مراكز تعليمية للكبار في الفترة المسائية وذلك بهدف تعزيز البرامج التعليمية وتحفيز وترغيب الدارسين من الأميين والكبار على الاستمرار وعدم التسرب أو الإحجام ، إدخال بعض أنشطة التربية الرياضية للجنسين من الدارسين، توفير المواصلات للدارسين وخصوصا النساء منهم من مراكز التجمع القريبة من منازلهم إلى المراكز التعليمية، إعطاء منح للناجحين من المرحلة الإعدادية للالتحاق بدورات التعليم المستمر في مختلف المجالات، تكريم الدارسين الأكبر سنا من مرحلة محو الأمية من الجنسين في عيد العلم ، وكذلك تكريم الحاصلين على أعلى معدل بين النساء والرجال . وأيضا تكريم من واصل تعليمه منهم إلى التعليم الجامعي وحصل على الإجازة الجامعية، منح حوافز مادية للعاملين من الأميين والأميات في المؤسسات الرسمية وشبه الرسمية ممن محيت أميتهم من خلال البرامج الصباحية التي يتم عقدها أثناء الدوام الرسمي في تلك المؤسسات، إعفاء الدارسين الكبار في جميع المراحل الدراسية الذين سبق لهم النجاح في أية مادة من التقدم لامتحان المادة مرة أخرى. منح شهادات دراسية للذين يعرفون القراءة والكتابة ولم يلتحقوا بأية مؤسسة تعليمية من قبل بعد اجتيازهم امتحان تحديد المستوى العلمي بهدف تسهيل التحاقهم بمراكز التعليم ومواصلة الدراسة. تقليص الدراسة إلى أربع سنوات في مرحلة (محو الأمية) وما بعدها (المتابعة) للكبار بدلا من ست في الحلقتين الأولى والثانية من التعليم الأساسي اللتين توازيان مرحلة محو الأمية وما بعدها. إتاحة الفرصة للدارسين لدراسة مادة واحدة أو أكثر من موادّ المحتوى الدراسي في مرحلتي ما بعد محو الأمية في حالة عدم الرغبة في الحصول على الشهادة.
ويتفرع التعليم الأساسي للكبار إلى ثلاث حلقات دراسية، تنقسم كلّ منها إلى سنتين دراسيتين ، حيث تتركز مهاراتها التطبيقية وكفاياتها التعليمية على مرحلة محددة من مراحل النمو التعليمي للدارس الكبير.
وتهــدف المرحلة الأولى المسمّاة مرحلة محو الأمية إلى محو أمية المواطنين الأميين وإيصالهم إلى الحد الأدنى من المستوى الحضاري المطلوب. مدة الدراسة في هذه المرحلة سنتان دراسيتان . والمواد المقررة في كلّ من السنتين هي: التربية الإسلامية واللغة العربية والرياضيات والكتب المقررة هي:
اللغة العربية للصفين الأوّل والثاني محو الأمية، ومبادئ الرياضيات للتعليم الأساسي للكبار، وكتاب الدارس في التربية الدينية وجميعها ألفت خصيصا للمتعلمين الكبار في مملكة البحرين.
وتـنفرد هذه الحلقة بتدريب الدارسين على اكتساب المهارات والكفايات الأساسية في القراءة والكتابة والحساب كما تستهدف تمكين الدارس من الإلمام بالمعارف والمفاهيم الدينية والاجتماعية والمهنية الأساسية سعيا إلى محو أميته الحضارية.
ويقوُم الدارس خلال هذه المرحلة تقويما مستمرا يعتمد على أساليب الملاحظة المنظمة والتدريبات اليومية (الشفوية، والتحريرية، والعملية) والتطبيقات، مع التركيز على تقويم أنشطة الدارسين ومشاركتهم في الموقف التعليمي.
ثم تأتي الحلقة الثانية (المتابعة) والحلقة الثالثة (التقوية)؛ لتكمل وتعزز مكتسبات الدارس العلمية والمهارية ولن نعرض لهما بالتفصيل حيث إن هذه الورقة تركزعلى الحلقة الأولى.
واعتمدت مناهج مرحلة محو الأمية منذ بداية المسيرة في العام الدراسي 73/1974م على مناهج المرحلة الابتدائية بخصوصيتها المتعلقة بتلاميذ تلك المرحلة، الأمر الذي أدى إلى اختيار مناهج وكتب خاصة بالكبار في دول عربية أخرى إلى أنْ يتم تحديد أهداف تعليم الكبار العامّة السابقة الذكر وتفعيل مناهج ومقررات دراسية لها.
ويتم تنفيذ هذه المناهج عن طريق برامج دراسية لكل صف وبحسب خطة زمنية تتناسب ومساحة الأيام الدراسية في العام الدراسي الواحد.
وتقوم وزارة التربية والتعليم في المملكة في الوقت الراهن بالعمل على تطوير مناهج تعليم الكبار من خلال التعاون بين إدارة تعليم الكبار وإدارة المناهج ومركز البحوث التربوية استنادا على ما تم التوصل إليه من حقائق وإنجازات في مجال تعليم الكبار وما تم تقويمه منها وما ورقة العمل هذه إلاّ لبنة أساسية لتوجيه دفة العمل في تطوير المناهج إلى أهمية الممارسات البيئية الصحيحة ومدى فائدة الإشارة إليها في الحاضر والمستقبل.
يقوم برنامج المواد المترابطة على فكرة دمج مهارات التربية الأسرية مع المهارات الأساسية في مادتي اللغـة العربية والرياضيات . وقد صمم المقرر بعد دراسة وتلمس واقع الدارسات البحرينيات الأميّات في بعض مناطق المملكة، وماهي حاجات وأهداف التعليم الذاتية لديهنّ وقد جاء أكثر التركيز في استجاباتهنّ.
وتنفذ هذه الوحدات معتمدة على أسلوب الحوار والتفاعل بين قائدة المجموعة والمتعلمات في محاولة لاستفادة أكبر من الخبرات التعليمية التراكمية لدى الدارسة وتوظيفها بطريقة فضلى، تعزز ثقة الدارسات في مكتسباتهنّ التعليمية في الحياة سابقا
العدد 2194 - الأحد 07 سبتمبر 2008م الموافق 06 رمضان 1429هـ