يحتفل العالم في الثامن من شهر سبتمبر/أيلول من كل عام باليوم العالمي لمحو الأميّة, ويأتي احتفال هذا العام في الوقت الذي حذرت فيه المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم « الألكسو» من خطورة ظاهرة الأميّة في الوطن العربي, وذكرت المنظمة أنّ عدد الأميين في الوطن العرب يقدر بنحو 100 مليون شخص في حين تشير البيانات الإحصائية الى أنّ معدل الأمية في المنطقة وصل الى 29.7 في المئة مقارنة بنسبة 19 في المئة على المستوى العالمي.
وتؤكد «الألكسو» أن 75 مليونا من إجمالي الأميين العرب تتراوح أعمارهم بين 15 و 45 عاما وتزيد معدلات الأمية بين النساء حيث يعاني قرابة 46.5 في المئة من النساء العربيات من الأمية.
في هذه الندوة التي استضفنا خلالها مدير مركز الأمم المتحدة للإعلام لبلدان الخليج العربية نجيب فريجي والباحث الاقتصادي حسين المهدي الى جانب مسئولة البحوث والتدريب في الاتحاد النسائي غنية العليوي و مديرة إدارة العلاقات العامّة والإعلام بوزارة التربية والتعليم وداد الموسوي و مدير إدارة شئون المنظمات واللجان بوزارة التربية و التعليم محمد الحداد سنحاول التطرّق إلى الجهود المبذولة من قبل الدول العربية بصفة عامّة وفي البحرين بصفة خاصة من أجل القضاء على الأمية وهي المعوقات التي تحد من محاربة هذه المشكلة. وفيما يلي نص الحوار:
كيف تقرأون تحذير المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم من أنّ العالم العربي يواجه كارثة حقيقية فيما يتصل بعدد الأميين في الوطن العربي؟
- نجيب فريجي: إنّ الرقم الذي ذكرته في المقدّمة مثير جدا؛ لأن كلمة الأمين العام للأمم المتحدة بمناسبة اليوم العالمي لمحو الأمية تشير الى أنّ عدد الأميين في العام بشكل عام يصل الى 774 مليون شخص منهم 113 مليون طفل؛ أي لا تتعدى أعمارهم الـ15 عاما وهذه كارثة كبيرة.
نسبة الأمية في البحرين
*فيما يخص البحرين ما هي نسبة الأمية لدينا ؟وكيف تقيّمون الجهود المبذولة لمحاربة الأمية؟
- وداد الموسوي: نستطيع القول إن البحرين قطعت مراحل متقدّمة من القضاء على الأمية وقد حاولنا من خلال الجهود التي تبدل سواء من وزارة التربية والتعليم أو مؤسسات المجتمع المدني أنْ نقضي على الأمية بشكل كبير جدا والدليل على ذلك أنّ نسبة الأمية في البحرين لا تتعدى نسبة 2.7 في المئة في العام 2004.
عندما نتحدّث عن الأمية فنحن لا نعني بذلك مجرد تعلم القراءة والكتابة فنحن اليوم نعيش في عالم التكنولوجيا والمعلوماتية ولذلك يجب علينا الحديث عن الأمية بشكل أوسع, ولذلك يجب تضافر جميع الجهات المعنية للمساعدة في القضاء على الأمية بما في ذلك الأسرة, ونحن في البحرين ولله الحمد وصلنا الى مراحل متقدّمة يمكن أنْ نحسد عليها في هذا المجال فجميع الأسر لدينا متفهمة لأهمية التعليم فمهما بلغت بعض الأسر من فقر إلا أنها تحاول بكلّ جهدها أنْ تتيح لأبنائها ولو قدرا معينا من التعليم, وأتصوّر أن هذا الوعي المعرفي التي تحاول الدولة نشره من خلال وزارة التربية بحيث فتحت الأبواب للرجال والنساء والأطفال صباحا ومساء؛ لتلقي العلم.
*بالنسبة لإدارة التعليم المستمر هل لديكم فصول في الوقت الحالي لتعليم الكبار وكم يبلغ عدد هذه الفصول والدارسين فيها؟
- محمد الحداد: إنّ إدارة التعليم المستمر تقدم الخدمات التعليمية سواء في مجال محو الأمية أو التعليم مدى الحياة, نحن نعيش الآن في عصر يفرض على الإنسان أن يستمر في عملية التعلّم طوال حياته.
البحرين استطاعت أن تخفض عدد الأميين خلال السنوات الماضية بنسبة كبيرة جدا بحيث لا تتعدى نسبة الأمية لدينا الان 2.7 في المئة وذلك مؤشر على أن البحرين متقدّمة جدا في هذا المجال وذلك بشاهدة عالمية إذ إنّ الأمية تكاد تكون معدومة لدينا. كما أنّ البحرين تحقق مراكز متقدمة جدا في تقرير التعليم للجميع وهذا التقرير مرتبط بشكل كبير بموضوع محو الأمية, الجانب الآخر يتعلق بموضوع التسهيلات و الإمكانات التي توفرها وزارة التربية فأوّلا الوزارة تسهل فتح مراكز متعددة، وهي موجودة في مختلف محافظات البحرين كما توفر المواصلات للدارسين وتفتح فصول مسائية وحتى أحيانا صباحية لمن لا يستطيع الحضور مساء كالنساء مثلا كما تقوم الوزارة بتأمين المكان المناسب لأطفال الدارسات في وقت الدراسة فالتسهيلات في هذا المجال موجودة وأحيانا تصل هذه التسهيلات الى المكافآت والحوافز.
إن كل ذلك لم يأتي من فراغ بل جاءت نتيجة جهود متواصلة ودعم متواصل من حكومة البحرين من خلال توفير جميع المستلزمات والإمكانيات من أجل القضاء على الأمية.
- الموسوي: لقد أصدرت البحرين قانونا للتعليم في العام 2005 وتضمن القانون في مادته التاسعة على أنّ « محو الأمية وتعليم الكبار مسئولية وطنية هدفها رفع مستوى المواطنين ثقافيا واجتماعيا ومهنيا, وتتولى الوزارة توفير الخطط اللازمة للقضاء على الأمية» وذلك يعتبر حافزا على أنْ تقوم الوزارة وجميع مؤسسات المجتمع المدني بواجبها في هذا الاتجاه.
جهود وزارة التربية
*ولكن فيما يخص عدد الفصول وعدد الدارسين هل لديكم أعداد محددة؟
- الموسوي: هناك بعض الأرقام التي توضح جهود الوزارة في هذا المجال فمثلا هناك 5000 شخص قد تم تدريبهم على الحاسوب وذلك يؤكد توجه الوزارة في محو الأمية التقنية فالوزارة أدخلت هذا المقرر بهدف مواكبة التقدم التكنولوجي.
- الحداد: أحب أنْ اوضح بأن النسبة التي ذكرناها سابقا من عدد الأميين تتعلّق بتعداد سنة 2001 والآن ومع الوضع الحالي من الممكن أن نكون متقدّمين على هذه النسبة.
*د. حسين المهدي, كيف يمكن أن نقارن وضع البحرين بالنسبة إلى دول العالم من حيث عدد الأميين؟
- حسين المهدي: لكي نعرف موقع البحرين يجب أوّلا أن نقارنها بدول العالم والدول العربية و من ثم الدول الخليجية، وذلك من أجل إجراء مقارنة بينها في هذا الإطار.
يعتبر التعليم ومحو الأمية أحد المؤشرات وأحد التروس في عجلة التنمية الشاملة.
ولو أخذنا عدد الأميين في العالم بشكل كامل فهو كما ذكر الدكتور نجيب 774 مليون شخص وفيما يخص العالم العربي فعدد السكان كما يقدره صندوق النقد العربي بحوالي 318 مليون نسمة في العام 2006 في حين تقدر المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم « الالكسو» في آخر تقرير لها صدر في مارس 2008 تقدر عدد سكان العالم العربي 335 مليون شخص مع نهاية شهر ديسمبر 2007 هذا وضع العالم العربي قبالة مجموع سكّان العالم الذي بلغ 6.63 مليارات نسمة.
«الالكسو» ذكرت أنّ نسبة الأمية في العالم العربي بلغت 30 في المئة بشكل عام, بلغت نسبة النساء منهم 46.5 في المئة وإذا ما أخذنا نسبة الأمية في العالم بشكل عام هي في حدود 19 في المئة ومع أن العالم يتقدم الى الأمام إلا انه في العالم العربي يحدث العكس ففي العام 1970 كان عدد الذين لا يكتبون ولا يقرؤون 50 مليون شخص وبعد 20 سنة؛ أي في العام 1990 أصبح العدد 70 مليون شخص واليوم نحن نتحدث عن 100 مليون فعدد الأميين يزداد كما يزداد عدد السكان ويمكن أن يكون ذلك احد أسباب ازدياد أعداد الأميين.
ومع نهاية العام 2007 وبداية العام 2008 فإن العالم العربي قد اخذ المركز الأول ولأول مرة في التاريخ من حيث عدد الأميين إذ كانت قارة إفريقيا دائما ما تكون الأولى في عدد الأميين.
- فريجي: في العام 1945 وهو العام الذي تأسست فيه الأمم المتحدة كان نصف سكان العالم من الأميين, في حين ذكر الأمين العام للأمم المتحدة في كلمته بمناسبة اليوم العالمي لمحو الأمية أن عدد الأميين في العالم في العام الحالي 774 مليون شخص في حين أن عدد سكّان العالم وصل الى 6.6 مليار شخص ما يعني أن نسبة الأميين انخفضت من 50 في المئة قبل حوالي 70 سنة الى 19 في المئة في الوقت الراهن, وذلك يعني أن العالم قد سجل تقدما مهما في محو الأمية في حين أننا في العالم العربي سجلنا تراجعا كبيرا لحد أنّ نسبة الأميين وصلت ل30 في المئة.
- المهدي: فيما يخص البحرين ومقارنتها بالعالم العربي, فحسب تقرير « اليونسكو» فإن البحرين ولحد العام 2006 قد احتلت المركز الأوّل على مستوى العالم في مجال القضاء على الأمية.
- الموسوي: إنّ تقرير اليونسكو الخاص بالتعليم للجميع قد صنف البحرين من الدول التي بلغت نسبة التعليم فيها 100 في المئة تقريبا, وإذا ما قارنا تعداد السكان في العام 1991 وعدد الأميين بعدد السكان ونسبة الأميين في العام 2001 أي في غضون عشر سنوات للاحظنا أن هناك تقدما كبيرا في مجال محو الأمية فقد بلغت نسبة الأميين في التعداد الأول بالنسبة للذكور13.3 في المئة في حين انخفضت الى 7.5 في المئة في العام 2001 كما كانت نسبة الأمية بين النساء في العام 1991 ما يقارب من 17 في المئة وانخفضت الى 12.3 في المئة, وأتصور أن التعداد المقبل الذي سيجرى في العام 2011 سيظهر تقدّما واضحا في هذا الإطار.
- المهدي: بحسب الأرقام الصادرة في العام 2006 فإن معدل محو الأمية في البحرين بلغ 99.6 في المئة وبلغ عدد الأميين الذين لا يعرفون يقرأون أو يكتبون 450 شخصا فقط.
البحرين الأولى عربيا
*ذلك في الفئة العمرية من سن العاشرة حتى الرابعة والأربعين بحسب تصنيف الأمم المتحدة؟
- المهدي: لا أن هذا الرقم هو للفئة العمرية من 15 وحتى 45, أمّا بالنسبة إلى صغار السن فانه لا توجد أمية لديهم بنسبة 100 في المئة, فلو أخذنا تقرير اليونسكو فيما يخص 21 دولة عربية فان البحرين تعتبر الأولى بنسبة 99.6 تليها فلسطين بنسبة 99.1 في المئة والأردن بنسبة 99 في المئة وبعدها ليبيا بنسبة 98.6 في المئة, أما ما يخص الخليج فان دولة الكويت تأتي بعد البحرين بنسبة 98.5 في المئة ثم عمان 98.1 في المئة والإمارات 97.4 في المئة ثم قطر بنسبة 97 في المئة والسعودية 96.6 في المئة.
وتأتي موريتانيا في آخر الدول العربية بمعدل 65.7 في المئة ومن قبلها اليمن.
أؤيد ما ذهبت إليه الأخت وداد الموسوي في أنّ هناك نقلات كبيرة حدثت فيما يخص محو الأمية في البحرين ففي أول تعداد للبحرين في العام 1941 فان اغلب سكان البحرين لا يقرأون ولا يكتبون.
*بالرغم من كل ذلك إلا أنّ المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم تصف ما يحدث الآن من انتشار الأمية في العالم العربي بالكارثة الإنسانية فهناك ما يقارب من 100 مليون أمي في العالم العربي الآن وهم في تزايد مستمر فما هي أسباب ارتفاع نسبة الأميين؟
- فريجي: يمكن القول أنّ هذه الأرقام مخيفة وتشكل كارثة, وبحسب رأيي فإننا لا نحتاج الى مئات الملايين لكي نصنف هذه المشكلة بأنها كارثة فمجرد وجود طفل أو طفلة خارج المدرسة يعد كارثة لان هذا الطفل سيصبح عبئا على المجتمع وكل الأجيال التي ستولد من هؤلاء الأطفال ستكرس وتطيل من عمر الأميين.
يمكننا أنْ أعطي مثلا في شكل طرفة بهذا الخصوص فمثلا قامت السويد بتوديع آخر أمي لديها وأقامت له جنازة رسمية في أواخر القرن الثامن عشر وبداية القرن التاسع عشر وبهذا تكون السويد قد دفنت مع هذا الشخص الأمية وللأبد ونحن نتمنى أن تخطو البحرين هذه الخطوة إذ أنها اقرب البلدان العربية الى ذلك.
هناك أيضا خلاصة أخرى يجب أن نصل إليها, فعندما ذكر الدكتور حسين الأرقام وأشار الى أنّ مستوى الأمية منتشر في اليمن وموريتانيا وهما مصنفتان كبلدين من أقل البلدان نموا, وبذلك أصبحت الثروة مؤشرا يضاف الى مصلحة البلدان الثرية كبلدان الخليج, إذ أنّ الثروة مرتبطة بتمكين الطلبة والأجيال المقبلة من تلقي العلم, وهنا يأتي دور الأمم المتحدة لكي تقدم الدعم للدول الفقيرة من خلال اليونسكو ومن خلال جميع المنظمات إذ أصبح موضوع محو الأمية الان بعدا من أبعاد جميع المقاربات التنموية فلا توجد أي منظمة سواء منظمة التربية والعلوم « اليونسكو» أو منظمة الصحة العالمية أو منظمة الطفولة أو برنامج الأمم المتحدة للتنمية لا تركز على قطاع التعليم وتعتبره أولوية, سواء داخل المدرسة أو محاولة مد يد المساعدة في مجال التربية والتعليم لمن غادر المدرسة أو أولئك الذين لم يحضوا بالتمتع بما يسمّى الآن بحق أساسي من حقوق الإنسان وهو التعليم. ولذلك يجب أن تكون التشريعات العربية أنْ تكون أكثر حزما في موضوع التدريس ومتابعة قانونيا كل من يساهم أو يشارك في بقاء أجيالنا خارج المدارس وفي هذا الإطار نجد أن المنظمات العالمية تحاول وضع حوافز للبلدان الفقيرة فمثلا تقدم المنظمات الأممية في بعض أرياف وقرى البلدان الفقيرة في المدارس الوجبات الغذائية والملبس و المستلزمات الدراسية بالمجان للطلبة.
دور الجمعيات الأهلية
*لقد تم ذكر ما قامت به الدولة ممثلة بوزارة التربية والتعليم من جهود في محاربة الأمية ونشر التعليم ولكن مؤسسات المجتمع المدني في البحرين وخصوصا الجمعيات النسائية قد قامت بدور كبير في هذا المجال, هل لنا أنْ نعرف ما قامت به هذه الجمعيات من جهود في هذا الإطار؟
- غنية العليوي: سأبدأ من البداية تماما, إنّ بدايات التحرك لمحو الأمية في البحرين يرجع بشكل أساسي الى مؤسسات المجتمع المدني فهي مَنْ بدأت في ذلك فقد بدأت الجمعيات النسائية منذ العام 1962 في محاربة محو الأمية الى أنْ سلمت هذا الملف إلى وزارة التربية والتعليم في العام 1973.
ففي العام 1962 بدأت جمعية نهضة فتاة البحرين بفتح فصول دراسية للنساء على نفقة الجمعية وكان للسيدة شيخة الزياني دور كبير في ذلك إذ كانت مديرة تعليم الكبار في الجمعية وأخذت على عاتقها الكثير من الأمور في هذا المجال, في العام 1963 قامت الجمعية بتخريج دارستين حصلتا على الشهادة الابتدائية من الجمعية وفي 1964 تم تخريج 13 دارسة من المرحلة الابتدائية وفي العام 1970 تم تشكيل اللجنة الأهلية لمكافحة الأمية وضمت جمعية نهضة فتاة البحرين ونادي الخريجين ونفس هذا العام تم تأسيس جمعية أوال النسائية التي فتحت مركزا لتعليم الكبار في مدرسة خديجة الكبرى في المحرّق, في حين كانت جمعية النهضة مسئولة عن المراكز الموجودة في المنامة وهي خمسة فصول افتتحتها الجمعية في مقرها و مركزا فتح في مدرسة أم سلمة.
وكان دور السيدة شيخة الزياني هو التنسيق بين الجمعيات النسائية وبين الأندية الأهلية ووزارة التربية, إذ كانت وزارة التربية في وقتها تمدّ هذه المؤسسات بالكتب فقط وكان في ذلك الوقت التركيز على محو أمية النساء واستمر هذا الوضع الى أن تم تحويل الإشراف على المراكز الى وزارة التربية ومع ذلك استمرت الجمعيات النسائية في توفير المتطوعات من عضواتها ليقمن بعملية التدريس وبشكل مجاني أو تطوعي.
وفي ذلك الوقت افتتحت جمعية نهضة فتاة البحرين مراكز أخرى خارج مدينة المنامة إذ افتتحت مركزا في قرية باربار وبعد أن أتمت الدارسات في العام 1990 المراحل الابتدائية والإعدادية افتتحت الجمعية مركزا في قرية الدراز إذ تم تخريج عددا من الدارسات من منطقة شارع البديع من المرحلة الثانوية, وبعد العام 1990 اعترض عمل الجمعية ظروف مادية صعبة مما اضطرها الى وقف فتح المراكز.
إن جميع الجمعيات النسائية في البحرين كانت من أهم أولوياتها محو أمية النساء البحرينيات ولذلك نجد أن عددا من هذه الجمعيات قد افتتحت فصول لها لمحو الأمية كجمعية الرفاع الثقافية الخيرية وجمعية رعاية الأمومة.
هذا بالنسبة للجمعيات أما ما يخص الاتحاد النسائي فانه قد أسس في العام 2006 وهو يضم 12 جمعية نسائية واهم ما يذكر الى الاتحاد في هذا المجال هو جهوده في محو « الأمية التقنية» لدى النساء ولذلك تم وضع مشروع في هذا الاتجاه بالتعاون مع جمعية الانترنت بدأ في شهر مايو الماضي إذ تم فتح ثلاثة فصول في ثلاث جمعيات هي جمعية الرفاع الثقافية وجمعية مدينة حمد النسائية وجمعية فتاة الريف لتدريس تقنيات الحاسب الآلي وهذه الفصول مفتوحة لجميع النساء ولا يقتصر فقط على عضوات الجمعيات. الهدف الأساسي من هذا المشروع هو تخريج 100 امرأة سنويا نمحو لديهنّ الأمية التقنية ولكن بفضل الله وجهود القائمين على هذا المشروع تم تخريج أكثر من 200 امرأة خلال الفترة الماضية, وهناك خطط لتعميم هذا المشروع على جمعيات أخرى غير الثلاث الحالية.
بالإضافة الى هذا المشروع لدينا مركز لتعليم الكمبيوتر بمركز ليلى فخرو بجمعية أوال النسائية كما لدينا مركز عائشة يتيم في جمعية مدينة حمد.
ولكن لديّ سؤال هل من المعقول أنّ عدد الأميين في البحرين لا يتجاوز 450 أميا فقط إن الواقع ومن خلال معايشتنا للنساء في القرى يقول عكس ذلك؟
الإنفاق على التعليم
- الموسوي: إنّ هذا العدد من الأميين هو المحصور في الفئة العمرية من 15 الى 44 سنة فقط ويمكن أنْ يكون العدد أكبر من ذلك إذا ما أخذنا أعداد الأميين من كبار السن.
- المهدي: إن ذلك يقودنا الى موضوع مهم جدا هو أنّ هذا العدد يعود للعام 2006 عندما كان عدد السكان في حدود 750 ألف نسمة ولكن الإحصاءات الحالية تشير الى أنّ عدد السكّان في البحرين تجاوز مليون و 48 ألف نسمة وهذه الزيادة غير المتوقعة قد تقلب الكثير من الموازين والأرقام وبذلك قد لا تكون أعداد ونسب الأميين صحيحة.
أحب أن أعود قليلا لموضوع الإنفاق على التعليم ومحو الأمية, لم يكن صدفة أن ترتفع نسبة المتعلمين في الخليج لتصل الى 99 في المئة في البحرين في حين كانت متدنية بالنسبة الى موريتانيا واليمن فلو أخذنا مؤشر الإنفاق على التعليم لرئينا أنّ الإنفاق يتماشى مع ما وصلنا إليه من تقدم في هذا المجال, فمثل اليمن أنفقت على التعليم منذ العام 1996 وحتى العام 2004 ما نسبته 5.7 بالمئة من الناتج المحلي الإجمالي في حين أنّ البحرين أنفقت 16 في المئة من الناتج المحلي الإجمالي في الفترة نفسها.
- فريجي: إنّ قمة التنمية الاجتماعية التي عقدت فينا اتخذت قرارا يتضمن مساعدة البلدان على تخصيص 20 في المئة من ميزانياتها للتنمية الاجتماعية وقد كان ذلك بتوصية من الأمم المتحدة وكانت الأمم المتحدة تقدم مساعدات بنفس الحجم للدول التي تقوم بذلك وأصبحت هذه الصيغة تسمى ب20 الى 20, من الطبيعي فان وتيرة النمو للدول التي تخصص نسب قليلة من دخلها القومي للتنمية الاجتماعية تكون اقل من وتيرة النمو في الدول التي تخصص نسب عالية ولكن في نفس الوقت أصبحت البلدان الاسكندينافية والبلدان المتطوّرة تهزأ من ذلك؛ لأنها تخصص 60 أو 70 في المئة من ميزانياتها للتعليم والصحة.
- المهدي: هناك بعض الأرقام التي أودّ ذكرها هنا فيما يخص إنفاق البحرين على التعليم, ففي العام 1980 أنفقت البحرين 9.4 في المئة من الدخل القومي على التعليم وفي العام 1992 أنفقت 14.6 في المئة و كما ذكرت فإنه من العام 1996 وحتى العام 2004 أنفقت 16 في المئة وذلك يوضح تنامي الإنفاق الحكومي في البحرين على التعليم.
- الموسوي: في موريتانيا استخدم أسلوب التعلّم عن بعد بسبب أن القرى بعيدة جدا عن المدن ولا تصلها خدمات التعليم وقد نجحت في ذلك إذ أصبح هناك إقبال كبير على هذا الأسلوب ولكن مع ذلك فإن الوضع الجغرافي للدولة حال دون تحقيق تقدم ملحوظ.
- الحداد: بودي أنْ أضيف نقطة مهمة فيما يتصل بجهود البحرين في هذا الجانب, فالأمر لا يقتصر فقط على فتح فصول لمحو الأمية و التعليم المستمر ولكن يجب أيضا سد منابع ألامية.
التسرّب من التعليم
*بالضبط وذلك ما أردت السؤال عنه, فبالرغم من هذه الجهود إلا أنّ هناك تسربا من قبل الطلبة سواء في المرحلة الابتدائية أو الإعدادية أو الثانوية فهل هناك تصوّر بشأن أعداد المتسربين من التعليم؟
- الحداد: إنّ ما يخص الدولة في هذا الجانب هو وضع التشريعات والتدابير للحدّ من ظاهرة التسرّب فإن لم تكن هناك تشريعات فمعنى ذلك أنّ عملية التسريب ستستمر وتتولد, البحرين سنت قانون التعليم في 2005 وقد تضمن هذا القانون إلزامية التعليم, فكلّ طفل بلغ سن السادسة يجب أن يكون في المدرسة ويتابع ومعنى ذلك أنّ ولي الأمر مسئول إن لم يدخل ابنه الى المدرسة ويُحاسب على ذلك ويمكن أن يقاضى أيضا بحسب القانون.
وتستمر إلزامية التعليم بحسب القانون حتى سن الخامسة عشرة بمعنى انه حتى في أيام الدراسة لا يسمح للطالب إن يتغيب عن الحضور وإذا تغيب فإن ولي الأمر يُحاسب على ذلك إن لم يكن هناك عذرا شرعيا, إنّ هذه التدابير هي التي يمكن لها أن تسهم في الحد من عملية التسرب.
*ولكن هل هناك لدينا مشكلة في تسرب الطلبة وما مدى حجم هذه المشكلة؟
- الحداد: استطيع أنْ أقول إنه لا توجد لدينا في البحرين مثل هذه المشكلة, فإدارة التعليم المستمر لا يمكن لها أنْ تقبل طالب سنه أقل من 15 سنة في الدروس المسائية.
- العلوي: لديّ هنا سؤال بشأن أولياء الأمور الذين يرفضون إدخال بناتهم الى المدارس فقد صادفت أحد رجال الدين الذي رفض أنْ يدخل بناته الى المدارس الحكومية، وكان ذلك في العام 2005 ؛أي ليس منذ فترة طويلة, كيف للمدرسة أنْ تعرف أن هناك أطفالا لم يلتحقوا بالدراسة؟
- الموسوي: إنّ الجهاز المركزي للإحصاء يقدّم المعلومات بهذا الشأن الى الوزارة كما أن هناك تنسيقا بين الوزارة والأجهزة الحكومية الأخرى التي تعطي مؤشرا حول ذلك.
- الحداد: إنّ لدى الوزارة معلومات عن أعداد الأطفال الذين يجب أن يلتحقوا بالمدارس في كل عام دراسي وبالتالي فهي تتابع الأطفال الذين تم تسجيلهم والأطفال الذين لم يتم تسجيلهم نحن ومن خلال المتابعة في الوزارة لم نجد أن هناك أطفالا لم يتم تسجيلهم في الأعوام الماضية.
- فريجي: في بعض الأحيان يحرم الأطفال وباسم الدين من حق من حقوقهم الأساسية وهي حق التعلم وأنا أريد أنْ أقول لهؤلاء الذين يقومون بذلك بأنّ أوّل كلمة نزلت على نبينا محمد»ص» هي «اقرأ» كما أن الكثير من الأحاديث النبوية الشريفة تحث على التعلم.
*ما هي أهم المعوقات التي تحد من العمل على محاربة الأمية في الوطن العربي؟
- فريجي: بحسب رأيي فإن أهم المعوقات هي انعدام وجود استراتيجية إنمائية بالمفهوم المستديم للتنمية التي تشمل الصحة, التعليم, التربية, البيئة, تحديث البنى التحتية وكل ما يخدم الإنسان ومحيطه وفي هذا الإطار، فإن لكل دولة سيادتها في تحديد الأولويات ولكن هناك قاسم مشترك هو انه لا يمكن أنْ تستثمر في المستقبل إلاّ من خلال الأطفال و ترسيخ حق التربية والتعليم للجميع وتخصيص الموارد ليس المالية فقط وإنما البشرية أيضا فما الفائدة من فتح مدارس ومعاهد وجامعات إذا لم يكن الكادر التربوي كفء اعتبر أنّ نجاح أيّ بلد يُقاس بما يخرجه من أطباء ومهندسين وعلماء.
إنّ المسئولية ليست على كاهل الحكومات فقط وإنما يجب أن تكون هناك عملية توعوية مجتمعية.
يرتبط عمل منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونسيف) بالتعليم للجميع وبالأهداف الإنمائية للألفية ويركز على تعليم الفتيات في سياق حقوق الإنسان. ويشكل تعليم الفتيات، بالنسبة إلى اليونسيف، الأولوية الأهم. فيكمن في تأمين نوعية تعليم جيدة للأطفال كافة ونؤمن بأن التركيز على الفتيات يشكل الطريقة الفضلى لتحقيق هذا الهدف. كما يشكل التركيز عليهن مفتاح تقليص الأمية لدى الكبار في الأجيال المقبلة. فللأطفال والشباب جميعهم الحق في القرائية لدى الأطفال والشباب في سياق عملية التمدرس الداعمة. والحصول على تعليم جيد يعتبر بالنسبة إلى ملايين الأطفال من حول العالم ترفا لا يمكنهم الحصول إليه. فيتعين أن يتمكن كل طفل من الانتفاع بالتعليم، إلا أن ما يقارب 113 مليون طفل محرومون من هذا الحق الأساسي، وغالبيتهم من النساء.
- الفجوة في الالتحاق بين الجنسين والتي تفصل الفتيان على الفتيات تبرز بشدة في جنوب صحراء إفريقيا وفي جنوب آسيا. ويشكل التميز على أساس الجندر مشكلة عالمية لا تنحصر فقط بالبلدان التي يتوفر فيها عدد كبير من الفتيات خارج المدرسة. ويحتوي جنوب الصحراء الإفريقية على 50 مليون طفل خارج المدرسة، بينهم 27 مليون فتاة. وثلثا الأميين الكبار البالغ عددهم 861 مليونا في العالم من النساء. ولا يكمل طفل على ثلاثة خمس سنوات من التعليم الابتدائي في البلدان النامية. وفي أكثر من 45 بلدا، تلتحق بالتعليم الثانوي أقل من فتاة على أربع.
- يهلك فيروس نقص المناعة البشري (الايدز) معظم الأنظمة التربوية عبر العالم النامي. فيبقى الأطفال وخصوصا الفتيات بعيدا عن المدرسة لرعاية أقربائهم المرضى، ويبلغ عدد الأطفال الذين يصيبهم الايدز 10.4 ملايين في العالم، بينما يقارب عدد الأطفال الذين فقدوا مدرسا لهم بسبب الايدز مليون طفل، في جنوب صحراء إفريقيا وحدها.
- غالبا ما يحرم الأطفال الذين يعيشون أزمات ويعانون من عدم الاستقرار من حقهم في التعلم، في حين تكون الحالة السوية المرتبطة بالتدريس ذات منفعة كبيرة لهم. وتتأثر الفتيات خصوصا بهذه الظاهرة.
- يبدأ التعلم عند الولادة، إلا أن حقل اللعب غير متساوٍ منذ البداية، فغالبا ما تحصل الفتيات على رعاية وانتباه أقل، الأمر الذي يؤثر على التعليم.
1947 أول إصدار لـ «اليونسكو» تحت عنوان «التعليم الأساسي: أرضية مشتركة لجميع الشعوب»، وكان يشمل أول عملية مسح في العالم بشأن الأميّة.
1948 - الأمم المتحدة تعتمد الإعلان العالمي لحقوق الإنسان الذي ينصّ على اعتبار التعليم حقا للجميع، يشمل الأطفال والشباب والكبار - المادة 26.
1949 - «اليونسكو» تطلق، بالتعاون مع وكالات أخرى تابعة للأمم المتحدة، مشروعات رائدة للتعليم في الصين وهايتي وتانغانيكا (جمهورية تنزانيا المتحدة حاليا) والبيرو... واجتماعات إقليمية في آسيا وأميركا اللاتينية لدراسة الاحتياجات وتحديد الأهداف.
1951 - 1952- إنشاء مراكز ريفية للتعليم الأساسي في المكسيك ومصر. وأصدرت هذه المراكز مجموعة من المواد القرائية باللغات المحلية إلى جانب استخدام الأساليب السمعية البصرية.
1960- المؤتمر العالمي الثاني بشأن محو أمية الكبار في مونتريال (كندا) يقترح إطلاق حملة مكثفة لمحو الأمية تدعمها البلدان الصناعية.
1965- المؤتمر العالمي الأول لمحو الأمية في طهران (جمهورية إيران الإسلامية) يقيم ربطا بين محو الأمية الوظيفية والتنمية الاقتصادية.
1967- إطلاق أربعة مشروعات للبرنامج التجريبي العالمي لمحو الأمية بهدف إثبات مزايا محو الأمية من وجهتي النظر الاقتصادية والاجتماعية، بمشاركة 22 بلدا.
1967- أول احتفال باليوم الدولي لمحو الأمية في 8 سبتمبر/ أيلول، و «اليونسكو» تمنح أولى جوائزها لمحو الأمية.
1975- ندوة دولية في برسيبوليس (جمهورية إيران الإسلامية) تلقي الضوء على العلاقة القائمة بين محو الأمية والمشاركة السياسية النشطة في التحول الاجتماعي والاقتصادي.
1981 - 1989- إطلاق مشروعات إقليمية تجمع بين نشر التعليم الابتدائي ومحو الأمية، وتتكيّف مع احتياجات مختلف المناطق المعنيَّة.
1990- المؤتمر العالمي في جومنتيان (تايلندة) يعمل على تنشيط مفهوم التعليم الأساسي من خلال تكثيف الأنشطة في مجالي محو أميّة الكبار والتعليم الابتدائي.
1990- إعلان السنة الدولية لمحو الأمية يوفر للمجتمع الدولي فرصة لمعالجة التراجع القائم في مجال التعليم الأساسي في البلدان الأقل تقدما، والانتشار المتواصل للأمية على نطاق واسع عبر أنحاء العالم.
1993- تسعة بلدان ذات كثافة سكانية عالية تمثل 72 في المئة من عدد الأميين عبر العالم، تعقد قمة في نيودلهي (الهند) لمعالجة قضايا الأمية، وتكرّس اهتماما خاصا بزيادة النسبة المخصصة من الناتج القومي الإجمالي لتمويل التعليم الأساسي.
2000- عقد المنتدى العالمي للتربية في دكار (السنغال)، إذ أعادت الحكومات والمنظمات غير الحكومية والمنظمات الحكومية الدولية تأكيد التزامها الكامل بالتعليم للجميع، وتعهّدت بتحقيق ستة أهداف تعليمية بحلول العام 2015.
2003- سعيا لوضع محو الأمية في مكان الصدارة على جدول الأعمال الدولي، أعلنت الجمعية العامة للأمم المتحدة عقد الأمم المتحدة لمحو الأمية، و «اليونسكو» وكالة تنسيق له. كما عيّن مدير عام «اليونسكو» الأميركية الأولى لورا بوش، سفيرة فخرية لهذا العقد.
2005- «اليونسكو» تطلق مبادرة محو الأميّة من أجل بناء القدرات «لايف» التي تمتدّ إلى عشرة أعوام، وتهدف إلى بناء القدرات في 35 بلدا (تتركز فيها نسبة 85 في المئة من الأميين في العالم).
2007- انعقدت أولى الاجتماعات الإقليمية وشبه الإقليمية لمحو الأمية في كل من الدوحة (قطر)، وفي بكين (الصين)، وباماكو (مالي). وحتى نهاية العام 2008 ستنعقد اجتماعات مماثلة في الهند وكوستاريكا وأذربيجان. وتأتي هذه المبادرات على إثر مؤتمر البيت الأبيض الذي انعقد في سبتمبر/ أيلول 2006، وكان الانطلاقة في حملة واسعة لصالح محو الأمية على مستوى العالم.
يتصف واحد من كل خمسة بالغين - أي أكثر من 774 مليون شخص - بالأمية، وبذلك هؤلاء الأشخاص محرومون من إمكان الوصول إلى المستودع العالمي الضخم من المعلومات الخطية. وثمة خمسة وسبعون مليون طفل غير ملتحقين بالمدارس، كما يترك ملايين آخرون من الشباب الدراسة من دون أن يصلوا إلى إجادة القراءة والكتابة بما يكفي للمساهمة المنتجة والفعلية في المجتمع.
وهذه الأرقام من شأنها أن تثير الهلع في أي وقت للأفراد والمجتمعات على حد سواء، أما حدوثها في إطار مجتمع المعلومات في عالم اليوم فينبغي أن يظهر مدى الحاجة الملحة إلى جهود تعزيز محو الأمية في جميع أنحاء العالم.
وموضوع الاحتفال باليوم العالمي لمحو الأمية هذا العام، هو «العلاقة بين محو الأمية والصحة»، قصد به توجيه مزيد من الاهتمام إلى الصلات بين هاتين المسألتين. فالأمية لها أثر مباشر على صحة الإنسان. فهي تحرم الناس من القدرة على قراءة التعليمات المكتوبة على علب الأدوية. وهي تعني أن يقل احتمال معرفة الناس للحقائق عن الايدز والملاريا وغيرهما من الأمراض المعدية. ولأن ثلثي الأميين هم من النساء والبنات. اللاتي غالبا ما يتحملن عبء رعاية أفراد الأسرة الذين يمرضون، فهذا يعني أن يقل احتمال أن تقل درايتهن بالوقاية وخدمات الدعم، وكيفية استعمال الأدوية التي تنقذ الحياة، وغير ذلك من وسائل العلاج.
ولزيادة مهارات القراءة والكتابة، سيكون من الضروري وضع سياسات واضحة المعالم وزيادة الاستثمارات المخصصة لهذا الغرض. ولا غنى عن محو الأمية لتحقيق الأهداف الإنمائية للألفية التي تستهدف ضمان صحة الأمهات، ومكافحة فيروس نقص المناعة البشرية والملاريا، وللتصدي لبعض من أهم تحديات الصحة العامة في العالم.
وفي هذا اليوم العالمي لمحو الأمية لنقم جميعا - الحكومات وأسرة الأمم المتحدة والجهات المانحة والمجتمع المدني، بترجمة هذا الالتزام إلى أعمال مفعمة بالنشاط. إن محو الأمية للجميع سيعود بالفائدة على الجميع.
بان كي مون
العدد 2194 - الأحد 07 سبتمبر 2008م الموافق 06 رمضان 1429هـ