أكد وزير التربية والتعليم ماجد علي النعيمي في تصريح لصحيفة «الوسط»، بمناسبة احتفال وزارة التربية والتعليم باليوم العالمي لمحو الأمية، وأوضح الوزير أن البحرين تمكنت و لله الحمد بفضل الجهود الكبيرة في هذا المجال من تحقيق نتائج متميزة، إذ انخفضت الأمية إلى حدودها الدنيا بالمعيار الدولي، إلى أقل من 2،7 في المئة، ما شجع الوزارة على تطوير مهام الإدارة التي أصبحت في الهيكلية الجديدة تسمى إدارة التعليم المستمر، كتأكيد على البعد الجديد لعملها بالتركيز على التعليم والتعلم مدى الحياة في مجالات ومهارات متعددة ومتجددة لا تقف عند حد.
وأوضح النعيمي أن مملكة البحرين تفخر بما تحقق من إنجازات نوعية على هذا الصعيد، وذلك بشهادة المؤسسات والمنظمات الدولية المختصة، بحيث يأتي اهتمام الوزارة بهذا الجانب من منطلق إيمانها بأن نشر التعليم هو المهمة الرئيسية للوزارة بغض النظر عن سن المتعلم، إذ إن الشعار الذي ترفعه الوزارة في مجال التعليم هو (التعليم والتعلم مدى الحياة) وهو الشعار نفسه الذي تتبناه «اليونسكو»، وذلك لأن فئة كبار السن لهم كامل الحق في التعلم والتعليم مثلهم مثل بقية فئات المجتمع في إطار النظرة الحضارية الواسعة الأفق لقيادتنا وتوجهاتها الرشيدة في هذا المجال، والتي تولي التعليم جل اهتمامها، هذا فضلا عن أن قانون التعليم رقم 27 لسنة 2005، في مادته التاسعة ينص على أن محو الأمية وتعليم الكبار مسئولية وطنية هدفها رفع مستوى المواطنين ثقافيا واجتماعيا ومهنيا، وتتولى الوزارة تنفيذ الخطط اللازمة للقضاء على الأمية. وأضاف الوزير أن وزارة التربية والتعليم ومن خلال هذه الإدارة تبذل جهودا كبيرة للقضاء على الأمية ونشر العلم بين الفئات التي حرمت منه لأي سبب من الأسباب، حتى حصلت على مركز متقدم على مستوى العالم في مجال محو الأمية، وعلى مستوى التنمية البشرية، وكما هو معروف، فإن مفهوم الأمية، أو المعايير التي يتم على أساسها تحديد الشخص الأمي، تتغير، بحسب ما يطرأ على الساحة من مستجدات ومتغيرات، ولم يفت وزارة التربية والتعليم أن تضع هذه الحقيقة نصب الأعين، فسارعت إلى تطوير وتغيير برامجها ومشاريعها التعليمية وفق المستجدات التي حدثت خلال السنوات الماضية في هذا المجال، فبعد أن تم تخليص العدد الأكبر من أفراد الجمهور من أميتهم الأبجدية، جاء دور تكثيف الجهود لمحو الأمية الحضارية التي يتم على أساسها تعريف أو تحديد الأمي بأنه الشخص الذي يكون في معزل عما وصل إليه العالم من تطور وتقدم تكنولوجي في جميع المجالات، ولا توجد لديه معرفة أو اتصال فاعل بقضايا عصره ومتطلباته، ومن هنا فإن الوزارة تحرص على العناية بتطوير برامج محو الأمية وتعليم الكبار والتعليم المستمر، من خلال إدخال برامج محو الأمية الحاسوبية للمشرفين والمشرفات والدارسين والدارسات بالمراكز، بالإضافة إلى العديد من البرامج المهنية والثقافية التي أدخلت أخيرا على برامج الإدارة التعليمية، ويأتي إدخال التعليم الإلكتروني في مراكز محو الأمية انطلاقا من مشروع جلالة الملك حمد لمدارس المستقبل الذي يهدف إلى إحداث نقلة نوعية في مسيرة التعليم في مملكة البحرين من خلال الاستفادة القصوى من المعلوماتية ونظم التعليم الإلكتروني في المدارس وجعلها أكثر قدرة وكفاءة في التعامل مع مستجدات العصر، وأكثر استجابة لمتطلبات التنمية الشاملة واحتياجات سوق العمل واقتصاد المعرفة بالإضافة إلى تجويد مخرجات التعليم إذ إن ذلك لم يعد ترفا، بل ضرورة ملحة لجميع الدول المتقدمة والنامية على حد سواء لإعداد مجتمعاتها لدخول عصر يتصف بوجود تطور معرفي وتكنولوجي لم تعرف البشرية مثيلا لـه من قبل، بالإضافة إلى الكثير من البرامج المهنية والثقافية التي أدخلت على البرامج التعليمية بالإدارة.
واستمرارا في تحقيق هذا الهدف ولجعل التعليم تعليما مثمرا وغير مقتصر على نوع أو فئات معينة من أفراد الجمهور، فقد دأبت وزارة التربية والتعليم على عقد العديد من البرامج المتنوعة للجمهور بمختلف فئاته ومستوياته، منها ما هو نوعي ومنها ما هو تقليدي. وتقدم هذه البرامج في شكل دورات وورش عمل تتنوع وتتغاير، وتطول وتقصر بحسب احتياجات الفئة المستهدفة، وبحسب ما ترمي إليه هذه الدورات من أهداف، وبحسب نوع البرنامج الذي تتضمنه الدورة
العدد 2194 - الأحد 07 سبتمبر 2008م الموافق 06 رمضان 1429هـ