العدد 2326 - السبت 17 يناير 2009م الموافق 20 محرم 1430هـ

«ما إلك إلا بندول»!

ايمان عباس eman.abbas [at] alwasatnews.com

منوعات

شكت مواطنة بحرينية ذات يوم وهي حامل في شهرها السابع من بعض الآلام في «خاصرتها»، فقررت الذهاب إلى أحد المستشفيات الحكومية التي تعني بأمور الحوامل والولادة للاطمئنان على صحتها وصحة جنينها. وعند وصولها إلى المستشفى وفور شرحها للطبية المختصة ما تعاني أخبرتها بأن ذلك أعراض «طراح» (بمعنى أن جنينها سينزل)، علما أن الطبيبة لم تكشف عليها بعد، والمريضة لم تقل لها سوى أنها تعاني من آلام في الخاصرة ولم تقل أنها تنزف، فقبضت تلك المرأة على قلبها من شدة الخوف، فهو مولودها الأول... لم تصدق المرأة ما سمعت فطلبت من الطبيبة التأكد، فما كان من الطبيبة التي بدت على وجهها علامات «تبلد المشاعر»، إلا أن طلبت من المرأة أن تنام على السرير لفحصها بجهاز «الأشعة فوق الصوتية» (ألترا ساوند)، وعندما حركة الطبيبة الجهاز على بطن المرأة الحامل لم يظهر شيء، كما لم يسمع صوت، فلم يكن منها بعد أن عجزت عن الأمر، إلا أن قالت للمرأة الحامل «لا يوجد جنين، فالأشعة لا تظهر صورته، ولا حتى نبضات قلبه»!... تعجبت المرأة الحامل وشعرت بالخوف أكثر فأكثر، فهل يعقل أن تكون الطبيبة المختصة التي تعودت على زيارتها في العيادة الخاصة (التي لم تستطع زيارتها اليوم بسبب الإجازة) تكذب، وماذا عن تلك الصور التي لديها التي تشير إلى أنها حامل، والتحاليل المختبرية التي تشير إلى حملها؟! ترى هل هي كذبة أيضا؟!... فطلبت الطبيبة من الممرضة أن تنادي طبيبة أخرى، لترى الموضوع، فجاءت هي الأخرى ولم تعرف السبب، كذلك حاولت الممرضات الموجودات في الغرفة.

شعرت المرأة الحامل بالخوف وأخذت بالبكاء، فما كان من إحدى عاملات النظافة إلا أن كشفت الأمر (الذي عجزت عنه الممرضات والطبيبات)، فقد كانت العصا التي حركتها الطبيبتان والممرضات على بطن تلك المرأة الحامل، غير موصلة بالجهاز، وعندما أوصلتها عاملة التنظيف بدأت صورة الجنين بالظهور على الشاشة!

هذا الموقف تستطيع أن تقول إنه «يحدث في أحسن العائلات»، لكن ما قصة أن يعطيك الطبيب وصفة من دون أن يكشف عليك أو حتى يقيس حرارتك؟! هذه موضة الكشف الجديدة في المستشفيات العامة، ترى هل هي دعوة غير مباشرة من بعض الأطباء لزيارتهم في عياداتهم الخاصة، أم هي «عيارة» أو «عدم مبالاة»؟! ثم هناك موضة أخرى، فأولئك الأطباء يتعاملون مع «البندول» وكأنه ماء، كما أنهم يقدمون لك «وصفة العلاج» على ورقة أخرى، إذ إن الدواء لا يوجد في المستشفى ولكن يمكن شراؤه من الصيدليات!

كم ستستمر هذه الموضات، ومتى سيعود أولئك الأطباء إلى الكشف عن المرضى بذمة وضمير؟! لأولئك الأطباء أقول: إن لم تكونوا ترغبون في خدمة الناس وعلاجهم، فلماذا اخترتم تخصص الطب؟! كما أنني أحب أن أقدم إليهم نصيحة مفادها: «قد لا يستفيد المريض من العلاج، ولكن حسن تعامل الطبيب وابتسامته قد تساعد في الشفاء»... وأخيرا «الله لا يحوجكم للمستشفيات».

إقرأ أيضا لـ "ايمان عباس"

العدد 2326 - السبت 17 يناير 2009م الموافق 20 محرم 1430هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً