يثير الهجوم على قطاع غزة بين «عرب 48» شعورا متناقضا بين الخوف من إبداء تضامنهم مع أهلهم في قطاع غزة والرغبة في التعبير عن استنكارهم الذي تفاقم إثر قرار «إسرائيل» منع اثنين من أحزابهم من المشاركة في انتخابات فبراير/ شباط المقبلة.
وأوضح مدير المعهد اليهودي العربي للسلام في سخنين بالجليل غزال أبورية أن «إسرائيل» «في حالة حرب مع أمتنا الفلسطينية».
وشهدت سخنين، حيث يقيم 25 ألف فلسطيني، في 3 يناير/ كانون الثاني الجاري تظاهرة شارك فيها 100 ألف شخص احتجاجا على الهجوم الذي شنته «إسرائيل» قبل أسبوعين على غزة.
وفيما أخذت حصيلة الحرب ترتفع كثرت التظاهرات العفوية في الجليل الذي يضم تقريبا نصف “عرب 48» الذين يقدر عددهم الإجمالي بنحو 1.4 مليون نسمة يمثلون 20 في المئة من سكان «إسرائيل». وشددت الشرطة الإسرائيلية الإجراءات الأمنية في الشمال وأقامت الحواجز على الطرقات.
وقال أبورية: «منذ 60 سنة وهم يمتحنون ولاءنا». ويخشى أبناء الفلسطينيين الذين لم ينزحوا من أراضيهم عند قيام «إسرائيل» العام 1948، من انعكاسات معارضتهم الحرب على غزة.
ومنعت اللجنة الانتخابية الإسرائيلية الإثنين الماضي مشاركة اثنين من الأحزاب السياسية العربية في الانتخابات التشريعية المقررة في 10 فبراير المقبل واتهمتهما بعدم الاعتراف بحق «إسرائيل» في الوجود. وستبت المحكمة العليا في القضية الأسبوع المقبل.
ويرى جمال زحالقة رئيس المجموعة البرلمانية في التجمع الوطني الديمقراطي وهو أحد الحزبين المعنيين بالقرار أنه إذا تأكد المنع فسيقاطع العرب الانتخابات وقد تنجم عن ذلك «أزمة» تزيد في تعميق الشرخ مع اليهود. وقال: «إذا لم نتمكن من المشاركة في المسار الانتخابي والعمل بشرعية فإننا سنعيد النظر في استراتيجيتنا، تزداد الأصوات المطالبة بتشكيل برلمان عربي».
وأضاف «ستنجم عن ذلك أزمة بين الأقلية الفلسطينية والغالبية» اليهودية الإسرائيلية.
واعتبر مساعد رئيس بلدية سخنين (مستقل) محمود أبورية قرار اللجنة الانتخابية “عنصريا وتخويفا» مؤكدا «سنقاطع الانتخابات احتجاجا على ذلك».
ويقر غزال أبورية الذي ينتمي لنفس عائلة محمود، بأن الحرب تعرض العلاقات الهشة بالعرب واليهود في شمال «إسرائيل» إلى اختبار صعب.
ويقول إن معهده يحاول أن يكون «جسرا ووسيطا بين الفلسطينيين و(إسرائيل)» متأسفا لأن ذلك «ليس سهلا عندما ترون صور الأطفال والنساء القتلى في غزة».
من جانبه، انطلق الأب صالح الخوري وهو أيضا عربي ينتمي إلى طائفة الروم الأرثوذكس في سخنين، في حملة لجمع الأغذية والثياب إلى غزة لكنه يخشى من تداعيات مساعدته القطاع الفلسطيني.
ويقول الأب: «إننا نتعاطف مع أهل غزة لكننا لا نريد تعريض أنفسنا إلى الخطر»، مضيفا «نريد البقاء على أراضينا، نحن خائفون، ويهود اليمين المتطرف يعتبروننا أعداء».
ويشاطره الرأي الباحث الفلسطيني المتخصص في النزاعات والمقيم في الضفة الغربية خليل نخلة الذي يقول: «بشكل عام يشعر (عرب 48) بأنهم مواطنون غير مرغوب فيهم في بلادهم».
العدد 2326 - السبت 17 يناير 2009م الموافق 20 محرم 1430هـ