ربما يكون العالم مصدوما من مشاهد الدمار في قطاع غزة لكن هذا لا يؤثر على الإسرائيليين الذين يصبون كل تركيزهم على تحقيق أهدافهم من الحرب.
ويقول محللون ومسئولون إسرائيليون إن بعض هذه الأهداف قد تحقق مثل استعادة قوة الردع للجيش الإسرائيلي وإلحاق أضرار هائلة بالقدرة التسلحية لحركة حماس. لكن أهدافا أخرى مثل وقف الصواريخ التي تطلقها حماس على «إسرائيل» ومنع الحركة من إعادة التسلح عبر الأنفاق أسفل الحدود بين غزة ومصر لم تكتمل بعد.
ويرى محللون أن الكثير سيتوقف على الشروط المحددة لاتفاق لوقف إطلاق النار تلعب مصر دور الوسيط للتوصل إليه وعلى الترتيبات التي يتوقع أن تشارك فيها مصر والولايات المتحدة ودول أوروبية أبرزها ألمانيا لاعتراض شحنات الأسلحة لحماس.
وقال رئيس المخابرات الإسرائيلية (الموساد) السابق داني ياتوم: «أعدنا تأهيل قدرتنا على الردع على الأقل مقابل (حماس) والمنظمات المماثلة (...) ضربنا الذراع العسكري لـ(حماس) بقوة شديدة».
ويقصف الجيش الإسرائيلي غزة منذ 3 أسابيع ما أسفر عن مقتل 1199 فلسطينيا وإصابة 5300 آخرين، فيما فقدت «إسرائيل» 10 جنود في القتال كما لقي 3 مستوطنين حتفهم إثر سقوط صواريخ على المستوطنات الجنوبية.
وقصف الإسرائيليون الشريط الحدودي البالغ طوله 15 كم بين مصر وغزة المسمى ممر فيلادلفي بشكل متكرر لتدمير الأنفاق التي تستخدم لتهريب الأسلحة والسلع التجارية، ويريدون ضمانات دولية حتى يضمنوا ألاّ تعيد حماس تسليح نفسها بعد انتهاء الحرب.
وأضاف ياتوم «لا نعلم بعدُ إن كان المصريون سيأخذون على عاتقهم إغلاق ممر فيلادلفي أو ما إذا كانت حماس تريد أن تقدم التزاما للمصريين بوقف إطلاق النار لعدة سنوات». ويقول محللون إسرائيليون إن من السابق لأوانه تحديد الأثر الذي ستحدثه حرب غزة على الصراع الفلسطيني على السلطة بين حماس وحركة فتح التي يتزعمها الرئيس الفلسطيني محمود عباس.
ومن الأهداف الرئيسية لحماس رفع الحصار الاقتصادي الإسرائيلي على غزة.
وقال الباحث البارز بمعهد دراسات الأمن القومي بجامعة تل أبيب مارك هيلر: «الجميع أضعفوا حماس وخصمها أبومازن (عباس)».
وتكهن بعض المسئولين الإسرائيليين بأن تخسر حماس كما هائلا من الدعم الذي تتمتع به مما يمهد الطريق في نهاية المطاف للسلطة الفلسطينية لإعادة فرض سيطرتها على القطاع.
العدد 2326 - السبت 17 يناير 2009م الموافق 20 محرم 1430هـ