العدد 2218 - الأربعاء 01 أكتوبر 2008م الموافق 30 رمضان 1429هـ

قرار صائب لـ «بلدي الوسطى» وخاطئ لـ «المتسلقين»

فرح العوض farah.alawad [at] alwasatnews.com

في الأسبوع الماضي فاجأنا المجلس البلدي للمنطقة الوسطى بقرار إيقاف تسلم طلبات المواطنين لمشروع الخدمة الاجتماعية المعروف بمشروع «الترميم»، ومشروع «الأمطار»، وهما أحد شقي مشروع عاهل البلاد لـ «بناء وترميم البيوت الآيلة للسقوط»، إذ يعود السبب في اتخاذهم لتلك الخطوة إلى عدم وجود موازنة للمشروع الذي تموله وزارة شئون البلديات والزراعة بموازنة منفصلة عن موازنة «الآيلة»، وبسبب تكدس آلاف الطلبات التي لم تبدأ الوزارة فيها حتى الآن.

وفي الوقت الذي أقول فيه: كان الله في عون أصحاب طلبات البيوت الآيلة للسقوط، ومشروع الخدمة الاجتماعية الذين لم يستفيدوا من مشروع جلالة الملك، ولن يستفيدوا منه خلال الفترة المقبلة - بسبب المعوقات - فإني لا أجد في تصرف «بلدي الوسطى» إلا خطوة في الطريق الصحيح؛ لأنه معذور في القرار الصائب الذي اتخذه، ليبقى الدور على المواطنين في معرفة مدى جدية الحكومة في تطبيق القرارات أو الأوامر الملكية، فلا يلومون المجلس البلدي في ذلك.

وعلى رغم أن خطوة إيقاف تسلم طلبات «الترميم» كانت متأخرة، فإنها متوقعة، لذلك فمن غير البعيد أن تحذو المجالس الأربعة المتبقية الخطوة نفسها من أجل أن تنقذ نفسها من «ورطة» هي بالفعل موجودة.

إلى هنا ولم ينته مشروع «بناء وترميم البيوت الآيلة للسقوط» الذي يضم في شقه الآخر «البيوت الآيلة»، إذ إنها هي الأخرى تمر بعثرات كثيرة تجعل من المشروع، وعلى رغم أنه برنامج ملكي بحت، يمر بعوائق وصعوبات، فتارة يخرج لنا البلديون بمشكلة قلة المقاولين العاملين في المشروع، وتارة أخرى ينتقدون صعوبة التعامل مع مدير المشروع «الأجنبي»، وغير ذلك من مشكلات لا تنتهي أو تقف عند ذلك، بل تتعدى ذلك إلى طول انتظار أصحاب الطلبات لأعوام حتى يتم بناء منازلهم.

إذا، فإن أعضاء المجالس البلدية مطالبون بتقديم الكثير للناس، وخصوصا أن المواطن يبحث عن حلول للأمور الخدماتية أكثر من غيرها، إلا أنهم ولانعدام الصلاحيات الممنوحة فهم لا يتمكنون من تقديم أي شيء للمواطن، مطبقين وبكل سهولة المقولة: «مكانك سِر»!

وفي المقابل لذلك، نجد أن بعض البلديين لا يكترث بأي شيء مما ذكرتُ أعلاه، بل يضيع وقته في التصريحات البالونية، والكذب على أبناء دوائرهم، وخصوصا فيما يخص المشروعات الإسكانية التي تعمل كالبندول للناس.

البلديون المتسلّقون وهم قلة بين زملائهم لا يعملون أو يسعون إلا إلى وضع صورهم في الصحف، ولا يقفون عند ذلك الحد بل يشترطون على الصحافيين وضع موضوعاتهم في أعلى الصفحة، والويل الويل لمن لا يضع لهم صورة ويعرض «موضوعات العلاقات العامة لهم» على ثلاثة أو أربعة أعمدة من الصفحة، وإلا فستحل عليهم غضب مصدر الخبر ولن يحصلوا على أي خبر في المستقبل.

إن سوء التعامل مع الصحافة أو الناخبين أمر لن يضر الممثل البلدي أو حتى النائب فقط، بل سيتعدى ذلك ليضر زملاءهم البلديين أو النواب، والأهم من ذلك فإنه سيضر «الكتل السياسية» التي ينتمي إليها هؤلاء الممثلون، من خلال تشكيل صور سيئة عنهم في أذهان المواطنين الذين شبعوا وعودا مطاطية من قبل المرشحين قبل الحكومة!

من هنا ينبغي على جميع رؤساء الكتل الإسلامية/ السياسية أو الجمعيات الإسلامية/ السياسية الالتفات إلى مرشحيهم، وتذكيرهم بأسباب وجودهم على الساحة، ولن تضرهم «نفضة» لهؤلاء وتذكيرهم بالمشروعات البلدية المهمة كملف «البيوت الآيلة للسقوط» بدلا من البحث عن وضع الصور في الصحف.

إقرأ أيضا لـ "فرح العوض"

العدد 2218 - الأربعاء 01 أكتوبر 2008م الموافق 30 رمضان 1429هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً