لاشك في أنّ الأزمة الإدارية لمنتخبنا الأوّل لكرة القدم التي هبّت عاصفتها خلال الأيام الأخيرة لم تكن وليدة اللحظة أو مفاجئة بقدر ما كانت «قنبلة موقوتة» داخل صفوف المنتخب ظلت قابلة للانفجار منذ عدّة أشهر في أية لحظة وضحاياها ليس المشرف العام للمنتخب عبدالعزيز الأشراف مثلما حدث أو المدرّب ماتشالا بل الضحية الأكبر هي المنتخب وجماهيره.
من خلال قربي ومتابعتي للمنتخب الوطني يُلاحظ وجود الكثير من «القنابل الموقوتة» داخل جسد المنتخب وبين تارة وأخرى تنفجر إحداها فيما تظل بقية القنابل في انتظار الانفجار، وكلّ ذلك يرجع إلى عدم وضع الأسس السليمة والاهتمام وتحديد الصلاحيات الواضحة والنظام سواء لأفراد الجهازين الإداري والفني وحتى بعض اللاعبين لذلك تحدث المشكلات.
وعلى سبيل المثال فإنّ هناك نوعا من الضبابية في العمل الإداري للمنتخب في الفترة الأخيرة والذي يفترض أنّه يخضع تحت قيادة مدير المنتخب والمعني هناك الكابتن حسن خلفان الذي تستوجب إليه الصلاحيات وتحت اشراف لجنة المنتخبات لكن الذي حدث أنه تم تشكيل لجنة أخرى للاشراف العام للمنتخب ضمت الشيخ علي بن خليفة وعبدالعزيز الأشراف وعبدالرزاق محمد وهنا حدث نوع من اختلاط الأوراق والصلاحيات في المهام والأدوار على رغم أنه لم تحدث خلافات أو مشكلات كبيرة بين أفراد الجهاز الإداري ناهيك عن القرارات والتدخلات في شئون المنتخب والتي تأتي من فوق اللجنة المشرفة والجهاز الإداري... وعندما يكثر النواخذة يغرق المركب!
في المقابل هناك مشكلات عدّة حصلت بين بعض الإداريين القائمين على أمور المنتخب والمدرّب ماتشالا وذلك قد يرجع إلى شعور ماتشالا أنّ هؤلاء الإداريين لا يتمتعون بصلاحيات وإشراف رقابي عليه؛ لأنه لم يعيّن أساسا من قبل اتحاد الكرة ولسان حاله يقول «مَنْ جابني يحاسبني»!... ولعلّ الخلافات بينه وبين مشرف المنتخب الأشراف خير دليل، ومن يريد المزيد فليسأل عن اللجنة المشرفة بعد الخسارة أمام اليابان وكيف رد على فكرة ضم محمد حبيل للمنتخب للمباراة المقبلة أمام استراليا، وكذلك من وراء استبعاد الإداري الخلوق نبيل إبراهيم من الجهاز الإداري للمنتخب وبعدها المدلك لوديك.
هل يعقل أنّ مشكلة كلامية بين مدرّب ولاعب وقعت منذ أكثر من سنة تظل عالقة من دون حل مثلما هو حاصل بين ماتشالا وحبيل على رغم أنّ هناك ضررا سلبيا على المنتخب أوّلا في فقدان لاعب جيّد في مشوار التصفيات المونديالية والذي يحدث في مبارياته ظروف إصابات وإيقافات مثلما سنواجهه أمام استراليا.
علينا إدراك أهمية الاستقرار الإداري والفني للمنتخب مثلما حدث من العام 1999 حتى 2003 مع سيدكا ثم ستريشكو والإداريين محمد بن دينة ثم يُوسف حسن وعبدالرزاق محمد من 1999 حتى نهاية 2005، وذلك بدلا من الهزات والتغييرات الطارئة والغامضة التي تحدث بين تارة وأخرى وتكون ضحيتها الكبرى المنتخب وآمال الوطن وجماهيره المتعطشين إلى تحقيق انجازات كبيرة؛ لان المنتخب للوطن وليس لإداري أو مدرّب مهما يكن اسمه!
وحان الأوان للخروج من زمن «القنابل الموقوتة» في جسد المنتخب!
إقرأ أيضا لـ "عبدالرسول حسين"العدد 2218 - الأربعاء 01 أكتوبر 2008م الموافق 30 رمضان 1429هـ