حسنا فعلت وزارة الصحة عندما أعلنت أمس أنها قررت احتساب ما يقوم به الطبيبان البحرينيان الموجودان حاليا داخل غزة، نبيل تمام وعلي العكري، كجزء من مهمة طبية رسمية لخدمة أهالي غزة في المجالات الإنسانية، وهذا يعني أنهما سيحصلان فيها على جميع مستحقاتهما خلال هذه المدة وذلك تلبية لنداء إنساني أملاه عليهما واجبهما الإنساني والمهني. وبدورنا نشكر الوزارة على استجابتها للنداء الذي وجهه تمام والعكري عبر «الوسط» وهو إن دلّ على شيء فإنما يدل على أصالة أهل البحرين.

لن يكون موقف وزارة الصحة ووزيرها فيصل الحمر هو الموقف الوحيد الذي يشكر عليه بل أيضا يتوجب تقدير وتثمين موقف شركة «بتلكو» لاستجابتها السريعة في إلغاء فاتورة الهاف النقال لكل من تمام والعكري لأنهما يحتاجان الهواتف من أجل تسهيل عملهما وهما يردّان على مكالمات كثيرة تصلهما يوميا.

الاستجابتان جاءتا بعد المناشدتين اللتين أطلقتا في لقاءين نشرا يوم الخميس الماضي مع مدير مستشفى العودة يوسف موسى ومع الطبيب علي العكري عبر برنامج «الوسط لايف» الذي يبثه موقع «الوسط» الإلكتروني. وهذا بلا شك يُعتبر مصدر ارتياح للعاملين في المجال الإعلامي ولاسيما إذا كانت نتيجة العمل خدمة الناس الذين يحتاجون إلى كل ما يمكن تقديمه في أوقات عصيبة ومأساوية.

إن جهود الطاقم الطبي البحريني كانت ولاتزال جليّة في مستشفى النجار وأيضا في مستشفى العودة بقطاع غزة، وهي جهود شارك فيها أطباء تطوعوا من مصر والمغرب واليمن والأردن والدنمارك والنرويج إلى جانب زملائهم من فلسطين... والفخر للبحرين أنها كانت من أوائل الدول التي وصلت مساعداتها لأشقائنا الفلسطينيين.

وفي مساء أمس دخل طاقم طبي ثانٍ من البحرين ضم ثلاثة أطباء هم رئيس جمعية الأطباء البحرينية أحمد جمال ورئيس لجنة دعم غزة بالجمعية حسين المير وأحد أعضاء اللجنة طارق الشربجي في جولة على المستشفيات تستمر يوما واحدا داخل القطاع من أجل معاينة وتقصّي احتياجات الطواقم الطبية داخل المستشفيات الفلسطينية بغزة وخاصة مع تفاقم عدد الجرحى والمصابين، وهذا أيضا يحتسب للبحرينيين جميعا، في وقت الشدة. الطاقم الجديد - بحسب ما ورد من أنباء - سيسعى إلى شراء ما تحتاجه المستشفيات من القاهرة لإيصالها بأسرع وقت ممكن، وأملنا جميعا أن تصل كل هذه المساعدات بأسرع ما يمكن لنصرة غزة بكل ما يمكن من تجهيزات ومعدات طبية، وهو أقل الواجب.