العدد 2204 - الأربعاء 17 سبتمبر 2008م الموافق 16 رمضان 1429هـ

سواق حافلات رياض الأطفال يرفضون الاتهامات

البديع، مدينة عيسى - سعيد محمد 

17 سبتمبر 2008

يعترف سواق الحافلات العاملة في قطاع رياض الأطفال بأن هناك ظاهرة مقلقة ناتجة عن سوء مستوى بعض سواق الحافلات، حتى من أولئك الذين يحملون رخصا بنقل الطلبة، لكنهم في الوقت ذاته، يرفضون الاتهامات التي تطلق على الكل لتصيب الكل دون وضع اعتبار لشريحة كبيرة من سواق الحافلات الذين يتمتعون بسمعة كبيرة يحافظون عليها لاستمرارهم في العمل وهذا يعني حرصهم على لقمة عيشهم.

ومع الكثير من الاتهامات التي انهالت على السواق العاملين في مجال نقل أطفال الروضة، في الصحف وفي المنتديات الإلكترونية، بادر بعض السواق للاتصال هاتفيا بـ «الوسط» بغرض نقل وجهة نظرهم، فيما أبدى فريق آخر استعداده للتحاور المباشر في الموضوع، ولهذا، سننقل في تقرير اليوم وجهات نظر عدد من السواق الذين هم من بادر - للأمانة - من تلقاء أنفسهم للاتصال وشرح العديد من النقاط.

ولم يُخْفِ ابراهيم أحمد (يعمل في مجال نقل الأطفال منذ عشر سنوات) شعوره بالحزن على حادثة وفاة الطفل سيدجعفر العبار، لكنه في الوقت ذاته يشدد على أن طرح الموضوع عبر «الوسط» أفاد كثيرا لأن الموضوع في حاجة الى نقاش والى تكثيف إعلامي وهذا ما لاحظه من خلال تداول الملف بين العاملين في هذا القطاع أنفسهم من زملائه ومعارفه.

توصيل الأطفال...

قلق يومي

ويشير إبراهيم الى أن هناك بعض السواق الشباب من يحتاج الى أن يغير نظرته في التعامل مع مهنته، فنحن في الحقيقة مجموعة من السواق الذين وجدوا لقمة عيشنا في هذه المهنة، ولهذا، لابد أن يكون كل من يعمل في هذه المهنة مدركا لعظم المسئولية الملقاة على عاتقه حيث أن نقل الأطفال ليس مهمة بسيطة كما يعتقد البعض.

ويستدرك بالقول: «لا أفشي سرا حين أقول إنني أعيش حالة من القلق اليومي في حال نقل الأطفال من منازلهم الى الروضة أو الى المدرسة، وأنا أشعر أن مشرفة الباص ذاتها تعيش القلق ذاته ونتنفس الصعداء حين ننهي عملنا بأمان».

ويضيف أن قطاع نقل الطلبة أصبح كبيرا، وعلى رغم كبر عدد العاملين في الخدمة إلا أن الطلب عليها نشط وهناك الكثير من الطلبات من أولياء الأمور لنقل أبنائهم، لكن، مع نشاط هذا القطاع، أقول إن كل من امتلك حافلة وأصدر ترخيصا بنقل الطلبة، يقوم بالعمل مباشرة وأحيانا بشكل فردي بالتعاقد مع بعض رياض الأطفال أو أولياء الأمور، وبعضهم في الحقيقة يعملون بنظام غاية في الدقة ويهتمون بسلامة وأمان الأطفال، لكن هناك عددا قليلا بلا شك ليس مؤهلا للعمل، وهذا لا يعني أن الكل غير مؤهل للعمل، وهنا، تصبح مسئولية اختيار السائق من قبل الروضة أو المدرسة أو أولياء الأمور هو المهم، إذ لابد من اختيار السواق المهرة، وليس من خلال تسجيل أرقام الاتصال المدونة على زجاج الحافلة والاتصال والتعاقد مباشرة.

هنا مكمن الخلل!

ويتجه يوسف أحمد الخراز (سائق يدير خمس حافلات) مباشرة الى مكمن الخلل، حيث يشير الى أن هناك نظاما واضحا مُقَرا من قبل الإدارة العامة للمرور في شأن نقل الطلبة ولا يتم الأمر إلا بالحصول على ترخيص واشتراطات معروفة كخبرة السائق وسنه الذي لا يقل عن 25 عاما وخلو ملفه من الحوادث والمخالفات، إلا أن المشكلة التي تتسبب في وقوع الحوادث والإهمال، هي تعامل المدارس الخاصة أو رياض الأطفال أو حتى أولياء الأمور مع سواق معروف عنهم قلة الاهتمام، والمسئولية هنا لا تقع على السائق بالدرجة الأولى، فيما تقع على من اختار السائق غير المقتدر لنقل أبنائه.

ويشير يوسف الى أن تشغيل الشباب العاطلين عن العمل في نقل الطلبة لا يتم لمجرد أن أحد أفراد العائلة أو المنطقة عاطل عن العمل وحسب، بل لا أقبل للعمل إلا الشباب الذين يتمتعون بطول البال والصبر والقدرة على احتمال مهمة نقل الأطفال والهدوء والتعامل مع ظروف الطريق من اختناقات ومشاق في كثير من الأحيان، معبرا عن استيائه من الهجوم الذي شنه البعض على كل سواق الحافلات بعد حادثة وفاة الطفل سيدجعفر، وهو أمر فيه إجحاف وتجنٍّ على الكثير من السواق.

لهذا السبب

فصلته عن العمل؟

ويشارك السائق خليل عبدالجبار (يدير 6 حافلات صغيرة) بإبداء رأيه قائلا إن رياض الأطفال في غالبها لا تتعاقد مع السواق إلا بعد التأكد من سمعتهم ودقة عملهم، ونحن نتعامل مع العديد من رياض الأطفال والمدارس وكذلك نعمل في مجال نقل الموظفين والموظفات البحرينيين والأجانب، وحدث ذات مرة أن قررت الاستغناء عن أحد السواق البحرينيين لأن مشرفة الباص أبلغتني بأنه تجاوز الإشارة الضوئية بينما كان ينقل الأطفال، وهذا يعني أنه كان يقود الحافلة بسرعة، وأيا كان جدول العمل والزبائن المنتظرين على القائمة للتوصيل، فإن التهور وعدم الاكتراث بأرواح الأطفال وأرواح مستخدمي الطريق يعد كارثة كبيرة.

ويلقي باللائمة على المدارس ورياض الأطفال وأولياء الأمور الذين يضعون أمانة سلامة أطفالهم في يد سائق غير أمين، ولله الحمد، فإن الوضع لا يثير القلق حيث أن غالبية العاملين في قطاع النقل الخاص هم من السواق الملتزمين، لكن في حال وجود سواق غير مؤهلين ولا يستحقون العمل، فعلى الجهة التي تعاقدت معهم أن تلغي التعاقد وتبحث عن سواق آخرين حتى لو تعطل نقل الطلبة ليوم أو يومين.

تعقيبا على الرائد خلفان

ويثني السائق جواد ميرزا (يعمل في المواصلات منذ 8 سنوات) على النقاط التي أثارتها مديرة إدارة شرطة خدمة المجتمع بالوكالة بوزارة الداخلية الرائد مريم خليل خلفان في حلقة أمس ضمن الملف في «الوسط» بقوله إن ما أشارت إليه الرائد خلفان من المشاحنات اليومية وعدم تعاون بعض أولياء الأمور يشمل أيضا تعاملهم السلبي مع سواق الحافلات، ففي كثير من الأحيان يصر بعض أولياء الأمور على ازعاج سواق الحافلات وعدم منحهم الفرصة للوقوف في المكان الآمن لإنزال الأطفال بل ولا يتعاونون حتى في مسألة التريث لحين صعود أو نزول الطلبة في بعض النقاط، ومنهم من يتجاوز الحافلة بأسلوب خاطئ معرضا حياة الطفل للخطر، متمنيا أن يتوقف البعض عن هذه الممارسات اليومية التي تؤثر على سير الحركة المرورية وخصوصا أمام المدارس الابتدائية ورياض الأطفال.

ويزيد قوله أن هذا لا يعني أبدا أن لا تقوم إدارات المدارس الخاصة ورياض الأطفال وأولياء الأمور بالتعرف على مستوى السائق والحافلة التي تنقل أطفالهم، فاختيار أي سائق والسلام حتى ذلك الذي يستخدم حافلة مخطورة بسبب سوء صيانتها هو أمر خطير، وفي ظني أن الكثير من السواق يدركون أهمية سلامة الأطفال لأنهم أمانة لديهم، لكن لكل قاعدة شواذ وهناك من يتهور بالفعل غير مكترث بسلامة أحد.

رقابة وزارة

التربية والتعليم

هناك الكثير من الردود المتشابهة التي أدلى بها بعض السواق، لكن لنتجه نحو الاتهام الذي يوجه الى وزارة التربية والتعليم بعدم اهتمامها أو ضعف رقابتها على رياض الأطفال من عدة نواحي ومنها ناحية المواصلات، وتوضيحا لهذا الأمر صرحت مدير إدارة رياض الأطفال بالوزارة صفية صادق البحارنة مجيبة على سؤال يتعلق بإجراءات الرقابة التي تمارسها الوزارة على رياض الأطفال فيما يخص توفير مشرفة على الباص بالقول إن الإدارة أصدرت دليلا إرشاديا لرياض الأطفال يتضمن جميع المواصفات التربوية والفنية في الروضة، ويذكر الباب السادس في الدليل أنواع وظائف العاملين في الروضة ومسئوليات كل وظيفة ومؤهلاتها العلمية والخبرة العملية المطلوبة ومن بين تلك الوظائف وظيفة مشرفة الحافلة وسائقها. ويتم رصد العاملين في الروضة والتحقق من مطابقة مؤهلاتهم وخبراتهم للقرارات الوزارية من خلال زيارات الإشراف الإداري.

ما بعد حادث وفاة الطفل

لكن، ما هي الإجراءات التي تنفذها إدارة رياض الأطفال للإشراف على المواصلات بعد حادث الطفل؟

تجيب البحارنة بالقول إن الإدارة ستنفذ بدءا من الأسبوع المقبل وعلى مدى أسبوعين ورش عمل لجميع رياض الأطفال حول كيفية تنفيذ إجراءات الأمن والسلامة التي يتضمنها دليل المواصفات، وتأتي هذه الورش بهدف التركيز على الجانب العلمي لإجراءات الأمن والسلامة في كافة مرافق الروضة، وللتأكد من التزام الرياض بما جاء في الدليل.

وسيعزز هذه الورش الاستمرار والمواصلة في تنفيذ الزيارات الإشرافية والمجدولة طوال العام الدراسي لجميع رياض الأطفال وفقا لخطة الإشراف الإداري والرقابة على رياض الأطفال استنادا إلى المواد الواردة في المرسوم بقانون رقم (25) لسنة 1998 بشأن المؤسسات التعليمية والتدريبية الخاصة والقرارات الوزارية المنفذة له. وتتم مخاطبة رياض الأطفال المخالفة كتابيا ومطالبتها بإزالة المخالفة حسب نص المادة (28) من المرسوم بقانون المذكور ومتابعة الروضة للتحقق من إزالة المخالفة.

كذلك فإن هناك فريقا آخر يقوم بتنفيذ خطة للمتابعة والدعم الفني للروضة حيث يقوم الفريق بزيارة الروضة بهدف تقويم أداء المعلمة أثناء قيامها بتنفيذ البرنامج اليومي مع الأطفال في الروضة، ثم تقوم الاختصاصيات في ختام الزيارة الصفية بالاجتماع مع المعلمة وتزويدها بأهم الملاحظات في أدائها واقتراح سبل تطويره.

العدد 2204 - الأربعاء 17 سبتمبر 2008م الموافق 16 رمضان 1429هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً