ليس مدحا في الوزير فيصل الحمر، وليس الموضوع سخرية منا في الأزمة الموجودة في أروقة وزارة الصحة بشأن كادر التمريض، ولكن هو إنصاف للوزير الجديد، الذي كانت له القدرة على تهدئة الكثير من الأوضاع في وزارة الصحة منذ أن تسلّم منصبه فيها.
إن فيصل الحمر مخضرم ومتألق في حل المشكلات العالقة والأزمات الصعبة، ولقد شهدت له مواقفه الثابتة والمتروية إبان عمادته كلية العلوم الصحية على هذا التألق وهذه القدرة على حلّ المنازعات والأزمات.
وما كادر التمريض إلا عقبة جديدة على الوزير الحمر، حين جعلته بين مطرقة الممرضين وسندان ديوان الخدمة المدنية، وهي في اعتقادنا مشكلة صعبة وتحتاج إلى رويّته واتخاذه القرار الصائب والنافع طبعا لكادر التمريض.
فلو ذهبنا إلى مجمع السلمانية الطبي مثلا ودخلنا في أقسامه فسنجد أن الإنصاف هو إعطاء الكادر أكثر من حقه وليس حقه فقط الذي يطالب به؛ فالكثير من الممرضين والممرضات يساعدون ويسعفون بل ويخدمون ما لا يقل عن 20 إلى 40 مريضا في اليوم، في الوقت الذي تجد مستشفيات أخرى في دول أخرى لا يزيد عدد المرضى عن 5 إلى 10 لكل ممرض، حتى يكون مستوى العمل على مقدرة الأفراد، وبالتالي تكون الإنتاجية أفضل طبعا.
وما أساليب التهديد التي أتت من تحت الطاولة إلا أساليب قديمة أطلقها بعض المغرضين للإطاحة بالوزير الجديد، مستخدمين مناصبهم في تهديد الناس، إذ إن الوزير فيصل الحمر ليس من الأشخاص «الهتلريين أو الموسيليين»، وإنما هو رجل حوار ومشهود له بذلك في أكثر من مناسبة.
وإن العتب كبيرٌ على ديوان الخدمة المدنية الذي لم يطوّر الكادر بالشكل الذي يبتغيه الممرضون، ولم يستطع امتصاص نوبات الغضب التي تجتاح نفوس الممرضين، متعللا بأن الكادر موضع توافق الجميع!
أيّ توافق هذا الذي إلى الآن لم يرضِ الممرضين؟ وأي توافق الذي يطلبه ديوان الخدمة المدنية؟ أهو التوافق الذي يقول: هذا هو الكادر... عاد عاجبك أو اشرب من البحر؟ إن للممرضين حقوقهم التي يطالبون بها، ولم يطلبوا أكثر مما هو معقول مقارنة بالجهد الذي يبذلونه، ولو أننا تعرضنا لإضراب من قِبل الممرضين فإن مشكلة الكادر ستعتبر مشكلة تافهة، ولكن سيذكرها التاريخ البحريني على أنها بصمة سوداء في توقف المستشفيات عن دورها الإنساني؛ لعدم وجود العنصر الثاني المهم فيها والمتمثل في الممرضين!
نتمنى من الوالد الوزير فيصل الحمر - ذلك الرجل الحر الذي لم نسمع عنه ولم نجد فيه إلا الخير إلى الآن - أن يفصل الأمر في هذه القضية بإطلاق كادر التمريض المطالَب فيه من قِبل الممرضين.
ونمتنى كذلك من ديوان الخدمة المدنية مفاجأتنا بالكادر الجديد، الذي يحلّ المشكلة ويقضي على أسباب النزاع في وزارة الصحة.
إقرأ أيضا لـ "مريم الشروقي"العدد 2163 - الخميس 07 أغسطس 2008م الموافق 04 شعبان 1429هـ