قبل الشروع في كتابة هذا المقال حرصتُ على قراءة آراء القرّاء الذين شاركوا في القضية المطروحة على موقع صحيفة «الوسط» الإلكترونية، والذي يتناول موضوعا رياضيا حيويا، وهو مؤازرة وتشجيع المنتخب البحريني لكرة القدم في التصفيات الأخيرة المؤهلة لنهائيات كأس العالم, والتي ستبدأ يوم 6 سبتمبر/ أيلول المقبل بلقاء جدا مهم، مع المنتخب الياباني الذي يعتبر أقوى منتخبات المجموعة مع أستراليا، واللذي يضم نخبة من النجوم المحترفين، بالإضافة إلى المنتخب القطري المتطور والأوزبكستاني. والمؤازرة والتشجيع سلاح بالغ الأهمية؛ لأنه يُعتبر الرقم الصعب الذي يعضد عطاء لاعبي المنتخب داخل الملعب ويرتقي بمستواهم ويحول في كثير من الأحيان الحلم إلى حقيقة.

وأنا - شخصيا - لم أتفاجئ بآراء القرّاء الكرام؛ لأننا سبق أنْ طرحنا في «الوسط الرياضي» استفتاء على شكل آخر، ولكن يخص المنتخب. وكان عن أسباب عزوف الجماهير مؤازرة منتخب بلادها. وقد جاءت مشاركة القرّاء كبيرة وأكثر مما توقعت... فمنها ما انصب في صالح تشجيع المنتخب، ومنها ما تعرّض إلى نقاط أخرى مثل: التجنيس الذي يعتبر السبب الأبرز لعزوف الجماهير، والبعض الآخر تعرض إلى شحة الإمكانات وقلة الملاعب المزروعة لكرة القدم، أما البعض فكانت آراؤه تحمل الكثير من كلمات السخرية مثل: «عشم بليس في الجنة» و «مشوا بوزكم» ولكن كان هناك الكثير من القرّاء - أيضا - متحمسا للمنتخب وطالب بمؤازرته وتشجيعه وقال كلمات جميلة في الموضوع على غرار «بحرين معاك الله» و»أحنا مع الأحمر» و»لك الله».

وما دمت أتعرّض لآراء القرّاء الكرام وطرح أفكارهم فلابدّ أن أشاركهم بفكري وتطلعاتي للمنتخب الوطني الذي أجد أن مشواره الصعب المحفوف بالمخاطر مباريات قوية جدا لا تحسم الاّ بالروح العالية والإصرار والعزيمة القوية، وقد سبق أن تعرض أفراد المنتخب إلى ضغوط نفسية بسبب الكثير من الأخطاء الفنية التي يتحملها بالدرجة الأولى المدرّب الخبير»أبو مليون» الذي لا يشعرني بولاءه وإخلاصه لعمله على رغم ما يملكه من إمكانات فنية عالية، بالإضافة إلى الأخطاء الإدارية التي وقعت فيها إدارة الاتحاد ابتداء من التجنيس الخاطئ الذي أثر بصورة بليغة في سقوط المنتخب الأولمبي وإعداد المنتخب الأوّل في النمسا وهي من الأمور التي لا تسجّل للإدارة الحالية وتمثل نقطة سوداء في تاريخه على رغم ما يُقال من تدخل المؤسسة العامّة. وعلى رغم ذلك كان منتخبنا يتوهج ويزداد قوّة وصلابة في الكثير من المباريات وخصوصا المباريات الأخيرة التي لعبها في التصفية الثالثة بفضل عطاء أبناء البلد المخلصين، وبفضل دعم ومؤازرة الجماهير التي زحفت بغزارة أمام اليابان وتايلند وسلطنة عُمان.

لذلك أقول بصدق بأن المنتخب الأحمر يمثل منتخب الوطن الذي تربينا على ترابه وتشربنا بملوحة مياهه حتى أصبح لدينا طعم «البطيخ» البحريني المملوح أكثر لذة من أي بطيخ آخر! لذلك أقول بأن منتخبنا لا يمثل جون وفتاي أو أي مجنس آخر بل يمثل أبناء الوطن بابا وعلاء وبن سالمين والمرزوقي وسيدعدنان وسيدجلال، لذلك شدني قول القارئ الكريم «بحرين معاك الله» وأتمنى من كلّ قلبي بأنْ يعي الجميع معنى الولاء للوطن وخطورة اتخاد قرار ترك الساحة للاعب الأجنبي. وهذا الكلام لا ينطبق على الساحة الرياضة فحسب وعلى أبناء الوطن ألا يتركوا ساحاتهم لأيّ كائن كان؟