من بين أكثر من 30 اتصالا أجريتها لقسم العلاقات العامة في ديوان الخدمة المدنية على مدى ثلاثة أيام، لم يتم الرد إلا على ثلاثة اتصالات فقط في حين كان الرد الآلي يأتي في كل مرة:
- «لقد تم تحويلك للبريد الصوتي للرقم المطلوب»... ومن ثم:
- للأسف فإن البريد الصوتي ممتلئ سيتم تحويلك إلى المأمور... ومن بعد انتظار:
- لم يتم تحديد رقم صحيح للمأمور.... لا يمكن الاستمرار الآن في هذه العملية، حاول لاحقا» (انتهى الاتصال).
كيف يمكن أن يكون البريد الصوتي لأي مسئول أو موظف في الديوان ممتلئا لأكثر من ثلاثة أيام من دون أن يتم تفريغه، ألا يعني ذلك أن الموظف المعني ليس مهتما بالرد على اتصالات المواطنين، وكيف يمكن أن يكون البريد الصوتي لجميع أرقام الديوان ممتلئة.
ثم إن كان الرد الآلي لا يمكنه تحديد الرقم الصحيح للمأمور فلماذا تمت إضافة هذه الجملة، هذا إن كان ديوان الخدمة المدنية يمكنه أن يفسر من هو «المأمور» أصلا.
فيما يخص الرد على مكالمات المواطنين فإن ديوان الخدمة المدنية ليس استثناء، فغالبية الوزارات والمؤسسات الحكومية تتجاهل الرد على الاتصالات، ويمكن ملاحظة ذلك عند زيارة أي منها، إذ يمكن لأي زائر لهذه المؤسسات أن يلاحظ أن الهواتف تظل تصيح وتصيح وتصيح إلى أن تصمت لوحدها في حين أن أحدا من الموظفين لا يعيرها أدنى اهتمام، وإن وجدت أحدا من الموظفين يتحدث في الهاتف فمن المؤكد أنه إنما يتحدث مع صديق له أو أحد أفراد عائلته، وكأنما وضعت الهواتف في هذه المؤسسات لكي يستخدمها الموظفون لأمورهم الخاصة.
غالبا ما يريد المواطنون الاستفسار عن أمور بسيطة قد لا يتطلب الرد عليها أكثر من دقائق معدودة لو تم الرد على مكالماتهم، ولكنهم قد يضطرون إلى ترك أعمالهم والذهاب إلى الوزارات المعنية وقد يقضون أكثر من ساعتين في سبيل ذلك بدلا من عذاب الاتصالات.
إقرأ أيضا لـ "جميل المحاري"العدد 2157 - الجمعة 01 أغسطس 2008م الموافق 28 رجب 1429هـ