بالأمس القريب انطلق أوّل دوري للمحترفين في الإمارات العربية المتحدة، وبعد أسبوعين فقط من البداية أثبت أنّ للدولة الخليجية قدرة هائلة على تنفيذ ما هو أكثر من دوري المحترفين، ومع دخول الإمارات نادي المحترفين ومن قبلها قطر على رغم عدم اعتراف الاتحاد الآسيوي به، ولا يقل عنهما شأنا الدوري السعودي، بقينا نحن وبعض الدول الخليجية التي ربما تفوقنا في اقترابها للدخول في مسمّى دوري المحترفين.
نحن لا نتكلم فقط عن دوري المحترفين بمعنى تواجد اللاعب المحترف، إذ أن لدوري المحترفين الكثير من المعاني التي يجب أن نطبقها، أو على أقل التقادير أن نخطو لتطبيق بعض هذه الأمور التي قد تخفى على جميع الاتحادات الوطنية أصحاب الألعاب الجماعية بالذات، وبالتالي ربما يجب علينا أن لا ندعو لأكثر مما نملك من أن نكّون دوريا للمحترفين لدينا وسط الظروف الصعبة التي نعاني منها أصلا، وإنما فقط تعديل دورياتنا بمختلف الألعاب بالعمل على جلب الإثارة والمتعة فيها حتى وإن كانت خارج مسمى «دوري المحترفين».
الكثير من الأمور التي تجعل من دورياتنا دوريات هواة ليس إلا، منها عدم التنظيم الجيد للمباريات، ومنها عدم القدرة على أخذ النظام الأصلح للدوري، إضافة إلى كثرة التأجيلات ووضع الجداول التي أمست وكأنها رسالة يومية تبعث للأندية وللصحف الرياضية، حتى إننا بدأنا بتسمية الاتحادات باتحادات «الجداول» لكثرة الجداول، كذلك لا ننسى التنسيق الواجب بين الاتحادات والغائب تماما بين اتحاداتنا المكرمة، ولا ننسى الدور التلفزيوني المطلوب من قبل الدولة في نقل أبرز الفعاليات وإيجاد سلسلة متكاملة من الأمور المطلوبة بنجاح أي دوري في العالم وليس فقط في البحرين.
مع اقتراب أكثر الدوريات من انطلاقتها، يتطلب من الاتحادات الوطنية أنْ تبدأ العمل على وضع خطة متكاملة للموسم المقبل، من دون أن تحدث فيه الهزات المتكررة والتي تحدث في كل موسم من تأجيل أو تقديم أو تغيير المباريات وملاعبها وغيرها من الأمور، ولا يغرنا انتهاء اتحاد من مسابقاته سريعا، كما ولا يمكننا أن ننسى الفوضى الذي أحدثها عدم التنسيق بين الاتحادين في المباريات التي يحتضنها مجمع أم الحصم الرياضي، حتى بتنا نؤكّد على ذلك في كل مرة ونناشد المسئولين العمل على التنسيق؛ ليقوم الاتحادان بالاجتماع مع المؤسسة العامّة للعمل على حل ذلك، ومن ثم يخلف الاتحادين وخصوصا السلة ذلك بإقامة مباريات في أيام معتمدة لليد، ما أجبر ربما الأخير على إقامة مباريات في أيام الآخر، وكأنه لم يجتمع الاتحادان للتنسيق.
لن تكون الانتخابات المقبلة المقررة انطلاقتها في بداية شهر أكتوبر/ تشرين الأول الجاري، طريقا مفروشا لسعادة من يفوز وكأنه حقق آماله في الفوز بكرسي يتحكم من خلاله، وإنما طريقا لتصحيح الأخطاء التي حدثت في المواسم الماضية، وخصوصا في ما يتعلق بتحسين مستوى الدوريات من حيث الأداء والتحكيم وكل الأمور الخارجية والداخلية.
نتمنى أن تكون مسابقاتنا والتي انطلق منها موسم كرة القدم بنوع من البرود، أن تكون أفضل، ولاسيما مع افتتاح مدينة خليفة الرياضية التي ستفيد بالتأكيد ألعاب الصالات، خصوصا أننا حظينا لأول مرة بصالة ذات مميزات عالية الجودة ستحتضن الجماهير الكبيرة التي كانت محرومة في المواسم الماضية من دخول المباريات الجماهيرية التي تمتلئ فيها الصالات بالجماهير، كما أنّها ستحظى بمواقف كبيرة قادرة على حماية الناس من المخالفات المرورية التي كانت تؤرقها وهم يبحثون عن مكان لسيّاراتهم أمام صالات مجمع أم الحصم وصالة مركز الشباب بالجفير
إقرأ أيضا لـ "محمد مهدي"العدد 2217 - الثلثاء 30 سبتمبر 2008م الموافق 29 رمضان 1429هـ