في واحدة من المآسي التي تمر على العراق في ايام عيد الفطر المبارك يأتي قرار السلطات العراقية الاثنين (امس الأول) السماح للأطباء «بحمل السلاح دفاعا عن النفس في خطوة غرضها حماية الكفاءات التي غادرت أعداد كبيرة منها الى الخارج اثر تعرضها لمضايقات وتهديدات وأعمال عنف بحسب بيان حكومي».

بغداد التي اسسها ابوجعفر المنصور العام 762م وأطلق عليها مدينة السلام لم تعرف السلام منذ فترة طويلة، فمن دكتاتورية صدام حسين الى الاحتلال الاميركي ثم الارهاب الذي يطال الآمنين ويقتل خيرة ابناء العراق من اجل الحصول على فدية او من اجل الاستمرار في العبث، هذا العبث الذي ادى الى هجرة كبيرة للعقول العراقية، بحيث تبنت عدة دول في العالم مشروعات لاستقبال مئات الآلاف من الكوادر العراقية.

مجلس الوزراء العراقي قال في بيانه انه قرر «السماح لكل طبيب بحمل قطعة سلاح واحدة للدفاع عن نفسه على ان يكون تخويل حملها من ضمن هوية نقابة الاطباء وبالتنسيق مع وزارة الداخلية وقيادة عمليات بغداد»، وهذا بعد ان تعرض عدد من الاطباء الى عمليات خطف من قبل عصابات تطالب بفدية فيما تعرض آخرون الى الاغتيال فضلا عن المضايقات.

وفيما نبه مجلس الوزراء الى «عدم اصدار اي امر بالقاء القبض او احتجاز اي طبيب الا بعد اجراء التحقيق الاداري على ان تكون الاحالة الى القضاء من قبل وزير الصحة حصرا»، ذيلت بيانها بتشجيع «الاطباء المقيمين في الخارج على العودة الى البلاد من خلال رفع معدلات رواتبهم وتوفير الحماية لهم ما دفع نحو 600 منهم الى العودة خلال الفترة السابقة وفقا لمصادر متعددة حكومية وغيرها». كما واوصى البيان «وزارة الصحة وامانة بغداد والمحافظات كافة بوضع خطط لبناء مجمعات سكنية للاطباء داخل المستشفيات وخارجها».

ان أملنا ان يعود جميع العراقيين الراغبين في العودة الى بلدهم من دون الحاجة لحمل سلاح ابيض او غير ابيض للدفاع عن انفسهم، فهو بلد يمثل عز العرب لما يمتلك من ثروات بشرية ونفطية وزراعية ومياه وبيئة متنوعة بجمالها من الشمال الى الجنوب، وهو بلا شك يستحق الامن والاستقرار والتنمية والديمقراطية