تعتبر الخطوة التي أعلنت أمس عن اتفاق شراكة بين «تاتا» الهندية و «بتلكو» البحرينية خطوة استراتيجية مهمة، إذ ستستفيد الشركة الهندية من توسيع خدمات شبكة MPLS في الشرق الأوسط، وهي خدمة توفر للشركات إمكانيات هائلة لتشغيل «مكاتب افتراضية» تعتمد على قاعدة معلومات يمكن تشغيلها باستخدام خدمات الإنترنت والاتصالات العامة... بمعنى أن الشركات الصغيرة والمتوسطة ليست مضطرة لأن تنشئ لها شبكات خاصة لحفظ معلوماتها.
كما ويأتي الإعلان متزامنا مع الاستعدادات التي تجرى لزيارة سمو ولي العهد إلى الهند في منتصف أكتوبر/ تشرين الأول، وهي الزيارة الثانية بعد زيارته الأولى في مارس/ آذار من العام الماضي عندما افتتح سفارة للبحرين في نيودلهي والتقى بالسياسيين وأصحاب الأعمال.
لقد برزت الهند كقوة عظمى في مجال الاتصالات والبرمجيات، وشركة «تاتا» إحدى الشركات الهندية التي أصبحت تتمدد عالميا، ومن الأخبار الجيدة أن نسمع أن هذه الشركة اتخذت البحرين منطلقا لعملياتها في الشرق الأوسط من خلال شراكة مع بتلكو. ولربما أن تحرير قطاع الاتصالات ساهم في جذب الشركات إلى البحرين، إذ كانت خطوة شركة «زين» بنقل مقرها الرئيسي من الكويت إلى البحرين من الخطوات التي عززت موقع البحرين في مجال الاتصالات.
إن انتقال مثل هذه الشركات المهمة (تاتا وزين) يعبر عن ثقة مرتفعة بالبيئة الاقتصادية البحرينية، كما أنه يبشر بمستقبل واعد لقطاع الاتصالات وتقنية المعلومات في البحرين. فهذا القطاع ربما يمثل حاليا قرابة 8 في المئة من الناتج المحلي البحريني، في حين يمثل القطاع المالي والمصرفي نحو 26 في المئة... ونحن نعلم أن هذين القطاعين يوفران وظائف حسنة للبحرينيين بمعاشات مناسبة، ولذا فإن تطويرهما أكثر يعني أن تنويع الاقتصاد يسير في الاتجاه الصحيح.
لقد جاء في بيان «تاتا» أمس الإشارة إلى أن منطقة الشرق الأوسط تلعب دورا متزايد الأهمية في السيناريوهات الاقتصادية العالمية، وتحتاج إدارة الأعمال إلى نظم وحلول لتمكين الشركات المتعددة الجنسيات من ربط الموظفين، والزبائن، والشركاء في جميع الأسواق الناشئة الرئيسية، ولذا فإن البحرين بإمكانها أن تصعد في هذا القطاع الحيوي بالاستعانة بشركات مثل تاتا... وكل عام وعيد فطر مبارك وسعيد على الجميع
إقرأ أيضا لـ "منصور الجمري"العدد 2216 - الثلثاء 30 سبتمبر 2008م الموافق 29 رمضان 1429هـ