هبطت الأسهم الأوروبية بشدة أمس (الاثنين) تقودها البنوك بعد أن تركت أنباء التأميم الجزئي لبنك فورتيس المستثمرين قلقين من ألا تكون خطة الإنقاذ الأميركية كافية للمساعدة في إعادة الاستقرار إلى قطاع البنوك. وهبط مؤشر يوروفرست 300 الرئيسي لأسهم الشركات الكبرى في أوروبا 2 في المئة إلى 1082,74 نقطة.
وكانت أسهم البنوك أكبر الخاسرين. وهبطت أسهم رويال بنك أوف سكوتلند ويو بي إس وبانكو سانتاندر وباركليز ويونيكريدت وبي إن بي باريبا ما ين 1,5 و 5,2 في المئة. وقفز سهم فورتيس في أوائل المعاملات ولكنه قلص مكاسبه لاحقا إلى نحو 1,2 في المئة فقط. وتمسك المستثمرون بجانب الحذر بينما يتأهب المشرعون الأميركيون للتصويت على خطة حكومية تتكلف 700 مليار دولار لإنقاذ القطاع المالي وذلك خشية ألا تكون هذه الخطة كافية للمساعدة في إشاعة الاستقرار في الاقتصاد.
وتعرضت مجموعة فورتيس المالية في دول البنيلوكس التي تضم بلجيكا وهولندا ولوكسمبورغ لعملية تأميم عاجلة بعد محادثات طارئة مع رئيس البنك المركزي الأوروبي جان كلود تريشيه للحيلولة دون انتقال عدوى الأزمة المالية الأميركية إلى واحد من أكبر 20 بنكا في أوروبا. ووافقت حكومات الدول الثلاث على ضخ 11,2 مليار يورو نحو (16,4 مليار دولار) في مجموعة فورتيس المتخصصة في الأعمال المصرفية والتأمين. وأنهت الأسهم اليابانية تعاملات أمس في بورصة طوكيو للأوراق المالية بتراجع كبير انتظارا لصدور بيانات اقتصادية أميركية ويابانية مهمة خلال الأسبوع الجاري. تراجع مؤشر نيكي القياسي بمقدار 149,55 نقطة أي بنسبة 1,26 في المئة ليصل إلى 11743,61 نقطة. في حين تراجع مؤشر توبكس للأسهم الممتازة بمقدار 20,02 نقطة أي بنسبة 1,74 في المئة إلى 1127,87 نقطة.
كانت السوق اليابانية قد استهلت تعاملات أمس بانتعاش ملحوظ مع أنباء اتفاق أعضاء الكونغرس الأميركي على خطة الإنقاذ المالي قبل أن تفقد هذه الأسواق قوة الدفع مع ختام التعاملات في ظل مخاوف المستثمرين من البيانات الاقتصادية المنتظر صدورها في وقت لاحق من الأسبوع.
من ناحية أخرى ضخ بنك اليابان المركزي اليوم 1,9 تريليون ين (17,93 مليار دولار) إلى الأسواق لتخفيف حدة أزمة السيولة وهي الخطوة التي يكررها البنك المركزي اليابانية بصورة شبه يومية منذ منتصف الشهر الجاري تقريبا.
وفي أسواق العملة تراجع اليورو الأوروبي والجنيه الإسترليني في التعاملات الآسيوية أمس بفعل تزايد القلق على النظام المالي مع امتداد تداعيات الأزمة الائتمانية الى أوروبا.
وانخفضت العملة الأوروبية الموحدة مقابل الدولار مع انقاذ مجموعة فورتيس البلجيكية الهولندية المالية من الإفلاس من خلال تأميمها بعد أن أجرى محافظ البنك المركزي الأوروبي جان كلود تريشيه محادثات طارئة مع المسئولين في هولندا وبلجيكا ولوكسمبورغ. وتضرر الجنيه الإسترليني من الأزمة التي يعانيها بنك برادفورد أند بينجغلي بينما يجري بحث إمكانية بيع ودائعه الادخارية وفروعه حسبما قالت مصادر مطلعة على الوضع.
وهبط اليورو أمام الدولار بنسبة 1,1 في المئة إلى 1,4457 دولار في حين تراجع الإسترليني بنسبة 1,1 في المئة مقابل العملة الأميركية إلى 1,8246 دولار. وارتفع الدولار بنسبة 0,4 في المئة أمام الين إلى 106,35 ينات. وفي أسواق المعادن انخفضت أسعار الذهب أمس بفعل ارتفاع الدولار.
وقال المحلل جيمس مور من شركة ذا بوليون ديسك: «الدولار وجد بعض القوة في خطة الإنقاذ الأميركية ولذلك فقد ينخفض الذهب في الآجل القريب». وأضاف أن المؤشرات السلبية في الأجلين المتوسط والطويل بشأن حال الاقتصاد الأميركي عموما والنظام المالي الأميركي تدعم أسعار الذهب
العدد 2216 - الثلثاء 30 سبتمبر 2008م الموافق 29 رمضان 1429هـ