العدد 50 - الجمعة 25 أكتوبر 2002م الموافق 18 شعبان 1423هـ

صراحة في الشأن العراقي فلسطينيا

هاني فحص comments [at] alwasatnews.com

عضو في المجلس الشيعي الإسلامي الأعلى في بيروت

يرفع الشعب الفلسطيني في الاراضي المحتلة وفي بعض مخيمات لبنان صور الرئيس العراقي صدام حسين مع صور الرئيس ياسر عرفات في مظاهرات التأييد للانتفاضة والاستنكار للمجازر الاسرائيلية الدائمة في المدن والقرى والمخيمات الفلسطينية.

هذا أمر مفهوم تماما لان الشعب الفلسطيني شعب سياسي بامتياز، فهو يقول للزعماء العرب انتم ساكتون عن رضا او عن عجز. بينما الرئيس العراقي يقول كلاما عنا والله من وراء القصد، اذن فرفع صور الرئيس العراقي فيه شيء من النكاية بالآخرين. واذا لم يكن الفلسطينيون يأملون من احد شيئا فانهم يرضون نسبيا بالكلام الايجابي الذي يقال لهم او عنهم على طريقة:

«لا خيل عندك تهديها ولا مال

فليسعد النطق ان لم تسعد الحال»

والفلسطينيون يعرفون ان الرئيس العراقي لا يضع قضيتهم في مقدمة اولوياته. وقد سبق له ان حاول فرض الوصاية عليهم ومصادرة قرارهم ولم يقصّر في هذا المجال، ثم فتح معركته مع ايران على ابواب الاجتياح الاسرائيلي للبنان واستمر في حربه اثناء الاجتياح، وعندما تصالح العراق مع ايران بعد الحرب التي استنفذت طاقات البلدين واعادتهما الى سياق الابتزاز الاميركي، لم يحوّل العراق طاقاته المتبقية لصالح المعركة القومية بل فتح معركة اخرى بالتفاهم مع الولايات المتحدة في الكويت، التي عاد وخرج منها بعد تخريبها وتخريب ما حولها في الخليج ليزيده اضعافا إلى اضعافه لاحكام الرهن عليه اميركيا، عاد النظام الى العراق ليستكمل تخريبه وإفقاره وادخاله في الحصار الاميركي... وعندما حصلت الانتفاضة في العراق وكاد النظام ان يسقط، ردت الولايات المتحدة الجميل للنظام، واطلقت سراح الحرس الجمهوري لحماية النظام من الشعب، واقام القائد الميداني الاميركي لمعركة التحالف شوارزكوف في «السويرة» قريبا من بغداد ولم يغادرها الا بعد ان اطمأن الى ان الحرس الجمهوري قد انجز مهمته في تثبيت النظام... ويتذكر العرب والفلسطينيون وعود العراق ووعيده لإسرائيل بالتدمير بالصواريخ البعيدة المدى، والتي لم يستخدم منها الا أفرادا ثم اسقطت افرادا من الجرحى وكفى الله المؤمنين القتال... وهكذا كان العراق في الحربين اللتين اشعلهما قد هيأ مقدمات اوسلو مرورا بمدريد قطعا للطريق على الانتفاضة... ولم يكن الشعب الفلسطيني ليغتر، كان يدرك ان اوسلو لن تنفذ، وان الانتفاضة الاولى ستليها ثانية، وان اوسلو ليست سوى متحول في تاريخ مفاوضة الشعب ، تتمثل في إلغاء المسافة بين مقاومة الخارج ومقاومة الداخل، مع ترجيح الادارة الداخل على الخارج من دون الغاء التراث المتراكم. ولا ينطلي على الشعب الفلسطيني أن النظام الذي فرط في كل شيء وطني قومي ولم يرحم شيئا حجرا ولا بشرا في العراق. انه مكسور القلب على فلسطين وشعبها ومصيرها.

كل ما يصدر عن الشعب الفلسطيني مفهوم ويمكن التسامح به ومعه. ما يصعب التسامح به او معه او فهمه ان يغتنم البعض الفرص ويشتغل ليل نهار على تبييض النظام العراقي خصوصا من اولئك البعثيين القدامى الذين طردوا من قيادة الحزب بسبب انحيازهم لفلسطين والقرار الفلسطيني الحر وسلموا بجلودهم فلم يموتوا «خونة» لانهم ماتوا خارج العراق، ومات رفاقهم واصدقاؤهم التاريخيون «عدنان الحمداني وعبدالخالق السامرائي ومحمد محجوب ومحمد عايش وشفيق الكمالي وعبدالوهاب رمضان الخ» والقائمة طويلة جدا يعرفها المتصدرون لحماية النظام العراقي، وهم لم يهبوا ولا مرة، او بهذه الحرارة لحماية حزبهم او شعبهم في العراق... اصدقاء منيف الرزاز الذين رووا لنا عن ولده مؤنس الرزاز كيفية قتله من قبل النظام، الآن ينسون كل شيء!!! ويريدوننا ان ننسى ويتوهمون اننا يمكن ان ننسى

إقرأ أيضا لـ "هاني فحص"

العدد 50 - الجمعة 25 أكتوبر 2002م الموافق 18 شعبان 1423هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً