الاجهزة الاعلامية في بلادنا العربية من تلفزيون واذاعة... مذيعين ومذيعات يتكلمون كثيرا... لقاءات... وبرامج ضعيفة جدا يتكلم المذيع أكثر من الضيف الذي يبدو وكأنه لم يحضّر لدرسه. فهو يحاكي الضيف كأنه واحد من أقرانه! لا يدرس خلفيته... لا يعرف الحوار. باختصار هم غير مدربين. يعملون، بالسليقة! نحن لا نلومهم فهذه هي حدودهم.
لقد بقى بعضهم أكثر من ربع قرن في هذا الجهاز من دون دورات تدريبية! هم كما كانوا منذ ربع قرن. طريقة الكلام نفسها والحوار نفسه. ومع تقدم العمر ترهلت اجسامهم وتغيرت مناظرهم ومازالوا صامدين في المكان بلا تدريب أو حوافز... مكانك سر.
وعلى المشاهدين المعاناة من ضحالة ثقافتهم ووعيهم. ولا ذنب لهم سوى انهم لم يدربوا. هذا في القناة العربية!
اما القناة الاجنبية فحالها لا يختلف كثيرا. فهي ايضا مغروزة بالاجانب لغة العم سام. صحيح هم اجانب ولكنهم ايضا غير مدربين فحواراتهم محدودة والبرامج مسلوقة وفي الغالب يتم اختيارهم بسبب اللغة. اين هم ابناؤنا خريجو المدارس ذات اللغات الثلاث. انهم كثر هذه الايام لماذا لا يدربون. لماذا هم عاطلون والايادي الاجنبية تعبث ببرامجنا وبكياننا وبتقدمنا... وحتى بطريقة تفكرينا.
نسمع عن الديمقراطية. أما آن الأوان لاستصدار بعض القوانين للتغيير.
لماذا نظلم شعوبنا. اننا نؤخرها بعدم تدريبها! نحن نحرم المشاهدين ونحولهم إلى بعض القنوات الفضائية الأخرى الأكثر جرأة منا. ستسيطر وتحرك وتحتكر ونحن عاجزون. نعطل مجتمعاتنا بعدم اعطاء الفرصة لشبابنا. فالتفاعل بين المشاهدين والمتحاورين ضعيف.
نحن نؤجل دائما رقي شعوبنا بقلة التدريب وعدم استثمار طاقات الانسان. وبالتالي ستفر ثرواتنا إلى الخارج وتؤخر عملية التنمية.
سنحافظ على تأخر شعوبنا وسنبقى مشدوهين متململين خائفين... وستكون الغلبة دائما لهم... هم الاجانب القادمون لضربنا.
لنتحرك ونحب شعوبنا، لنعطها حقوقها من دون طنطة، دعونا نساهم في تفعيلها وتدريبها.
ونأتي إلى الكلمة المكتوبة ما هي حالها:
لا يهم ان تدرب الصحيفة كوادر جديدة ولا يهم ان يكون لديها توجه خاص، ولا يهم ان يكون لها برنامج لتطوير قدرات عامليها ونقادها وكتابها، لا يهم ان يكون لها دور في توجيه حركة معينة لتطوير مجتمعها، من ثقافة وفن وعلوم، ونوعية الخامة المكتوبة.
فالسياسة هي المسيطرة على صحفنا... ومعظمم الكتاب المعروفين هم كتاب للسياسة.
فهل الصحافة كلها سياسة أم ماذا؟!
لماذا لا يوجد صحافيون متخصصون في امور اخرى، كالامور الثقافية، الطبية، الفنية والتحقيقات؟
ان هذه التخصصات تحتاج إلى عمق ودراسة وتدريب. فالذي يقرأ يجب ان يشعر بأن الكلام غير منقول حرفيا وان يكون الكلام متجددا متواصلا ويحوي بعض العمق وعن دراسة وليس واجبا يؤديه.
لماذا نحن متسرعون لا نعطي وقتا للتدريب؟
لماذا لا يوجد حوار متواصل... بأن ما يكتب تتم متابعته ومعرفة إلى اي مدى كان تأثيره وكيف سنحصل على نتيجة للحوار.
في الصحف الاجنبية تبنى حوارات متواصلة. فاذا كانت ثمة مشكلة تعرض بعد دراستها وتكتب مع الجواب من الجهات المسئولة... وهنالك نقاد ومتخصصون في الاوجه الثقافية الكتابية كافة، لماذا لا نطور صحافتنا إلى ذلك؟ لماذا لا نحاول الارتقاء للوصول الى قلب القارئ؟
ربما لا نعامل مراسلينا ومن يكتبون لنا من المهتمين بشئون الكتابة بطريقة تواصلية وتشجيعية لتدريبهم على التواصل وبالتالي للحصول على عناصر موهوبة ويكون للصحافة دور كبير في ابراز الموهوبين من الكتاب.
ان هنالك الكثير من الامور تحتاج إلى وقفة ورؤية وقرار بأن نرقى بنوعية الكتابة بدلا من كثرتها
إقرأ أيضا لـ "سهيلة آل صفر"العدد 50 - الجمعة 25 أكتوبر 2002م الموافق 18 شعبان 1423هـ