يعتبر النادي مؤسسة من المؤسسات التي تحتضن الشباب يفعّل دورهم داخل أروقة هذا المقر ليدفعهم لخدمة المجتمع والوطن عن طريق الثقافة والرياضة ويزرع فيهم الحماس والغيرة وحب الخير والابتعاد عن الشر، ولن يحدث ذلك الا إذ أخذنا هذا الشاب ليفجر طاقاته الإبداعية وتفريغها في النادي ذلك المجمع الحي الذي هو في الأساس ملكا للجميع. ومتى ما تم تفعيل دور النادي بالصورة المطلوبة فإن تلك المنطقة المعنية بالتأكيد ستكون في الطليعة، بشرط أن يكون هذا الصرح الرياضي والثقافي بعيدا عن الصراعات الشخصية التي تهدم ولا تبني، وتفرق ولا تجمع، وتبث العداوات بين افراد المجتمع فيغيب حينها العقل، وتغيب معه الانجازات ويهدر الوقت في أمور خارجة عن النطاق الأساسي، ثم بعدها يهوي النادي إلى الحضيض وسط حسرات وآهات الأهالي ولا تستطيع أن تفعل شيئا وهي تتفرج على أبنائها يتيهون في الطريق والسبب تلك الصراعات الشخصية غير المبررة.
هذه المقدمة سقتها لكي أقف عند نقطة مهمة جدا فيما يحدث في تلك الجزيرة الحبيبة من اخواننا وابنائنا الطيبين في سترة، والكل يتفرج على ما يحدث لهم من انشقاقات وصراعات شخصية ليس فيها من المصلحة العامة والتي أذهبت الكفاءات المشهود لها بخدمة هذا الصرح الذي كان من المفترض ان يكون في الطليعة مع المحرق والأهلي والرفاع، ولكن من الغرابة جدا أن يتعرض هذا النادي دائما وعبر السنوات إلى الهزات المؤثرة والصراعات الشخصية التي تبحث عن الأفراد التي تختلف معها في الفكر حتى يتم إقصاؤها عن المشوار والضحية هذا النادي والمجتمع.
كنا نود دائما بل نطالب في كل الاتحادات الرياضية بتفعيل دور الجمعيات العمومية في مراقبة مجالس الإدارات وكشف الأخطاء لتتم معالجتها وابعاد المفسدين ماليا وأخلاقيا عن تلك المراكز المهمة وهذا هو المطلوب دائما ولكن للأسف الشديد في جزيرة سترة وبالذات ما يخص النادي فان الجمعية العمومية تجتمع من أجل الإقصاء لأفراد بأمور شخصية بعيدا عن التقييم الفني والعملي لكل فرد في مجلس الإدارة، وهذا ما لاحظناه عبر السنين التي تأتي فيها إدارة منتخبة انتخابا حرا من الجمعيات العمومية، ولكن ما ان تأتي هذه الإدارة لتعمل تصطدم بعوائق تافهة وغير منطقية من أناس تترصد وتتربص لأفراد هذه الإدارة لكي تسقطها وتقصيها عن العمل، ما يؤدي إلى الإرباك في تنفيذ الاستراتيجيات التي توضع لتسيير البرامج المختلفة في النادي.
نقولها بملء الفم: حرام أن يضيع الوقت هدرا في مواضيع خارجة عن الإطار المطلوب وتتفرغ الناس إلى المواجهات بالصراعات الشخصية مسيئة لسمعة هذه الجزيرة الكبيرة برجالاتها وعطاءاتها للوطن.
نقول لمن يحرك الجمعيات العمومية في كل مرة انك لن تحصل على قطعة واحدة من الكعكة التي تنشدها، ولن تصل إلى مآربك مهما طال الزمن؛ لانك لم تتحرك من المبدأ الوطني والخدمة الاجتماعية لأبناء هذه الجزيرة الكبيرة، بل لم تنظر إلى مصلحتها وحتى مصلحتك أنت كفرد في هذه الجزيرة، لقد ضربت بكل المثل على الحائط وصرت تقود نفسك مع أهوائك، ولن تجني ما كنت تخطط له حتى ولو جاءت إدارة جديدة مختلفة الوجوه فسترفض بعض الوجوه لمجرد الاختلاف معك.
يا أبناء سترة كفى عرائض وكفى خلافات وكفى تحشيدا جماهيريا من دون مبرر.
فالآخرون وصلوا الى ما هو مطلوب باتحادهم وثقتهم بأنفسهم، وانتم مازلتم تتصارعون للتفتيت والتشتيت، وكأنكم تنتظرون نزول الملائكة من السماء حتى تطمئنوا على أنفسكم. ولكن نقولها بصراحة حتى الملائكة لن تسلم منكم ومن خطواتكم غير المدروسة والتي تهدم ما بناه الآخرون. ما يتعرض له النادي في سترة لأمر مؤسف، ان تصل الأمور إلى هذا الحد من الانهيار، وما الاستقالات المستمرة لأعضاء مجلس الإدارة الحالي الا دليل على ما نقول.
نسأل من قاد العريضة لاقصاء مجلس الإدارة ماذا بعد؟ بل ماذا لديك تقدمه لأبناء سترة وأنت ليس لديك البرنامج لخدمة أبناء المنطقة، وما في نفسك الا اقصاء جماعة معينة من دون أسباب ومبررات عقلية ومنطقية.
نأمل من الرئيس الفخري حسن الستراوي مع عودته من الخارج عبر تحركاته من خلال تشكيل اللجنة الخاصة لدراسة الوضع وانتظاره تقرير هذه اللجنة المكونة من 6 أشخاص والتي التقت بمن يهمهم الأمر، ان تتوصل إلى تشخيص أصل المشكلة والعلاج الناجع لها بعيدا عن المجاملات والمحسوبية، وان تضع المصلحة العامة هي الهدف الأول والأخير باستخدام كل الطرق والحلول التي تحفظ لأبناء سترة مكانتهم وسمعتهم حتى تطلب الأمر حل مجلس الإدارة الحالي والدعوة لعقد الجمعية العمومية لانتخاب مجلس إدارة جديد، أو حل آخر يطلب من المؤسسة العامة تعيين إدارة جديدة في ظل الاستقالات لأعضاء مجلس الإدارة، وان كان هذا الحل لا نحبذه ولكن إذا كان فيه المصلحة لأبناء سترة فلم لا يُجرّب.
فعلى رجالات سترة الكبار ممن يمتلكون الغيرة على جزيرتهم الطيبة التدخل ومساعدة أهل الخير بحل الأمور ودية بعيدا عن تلك الصراعات المريضة، لأننا نحلم بان يكون نادي سترة ذلك الصرح الكبير احد أعمدة الرياضة والثقافة في البلد، وان يلم هذا النادي كل أبناء المنطقة من دون استثناء بالود والمحبة وبالعلاقات الاخوية بعيدا عن الضغينة والأحقاد والإقصاء المتعمد وغير المبرر. فمتى نرى هذا الحلم يتحقق لنا في جزيرة العطاء والحب والاخوة فعسى ان يكون ذلك قريبا بإذن الله
إقرأ أيضا لـ "هادي الموسوي"العدد 2215 - الإثنين 29 سبتمبر 2008م الموافق 28 رمضان 1429هـ