أكاد أجزم أن الحلقات الأخيرة من المسلسل الرمضاني المتألق للفنانة الكبيرة حياة الفهد أبكت الكثيرين بعد عرض مشهد وفاة شريك حياتها (زوجها عبد الرحمن) في حادث مروري ونقله لأحد المستشفيات في الفجيرة، ملامح الفهد وطريقة بكائها ومحاكاتها لجثة «حماني» جعلت من المشاهد يعيش تلك اللحظات ولم تكن لحظات تلقيها خبر تعرضه لحادث مروري وعجزها عن الحراك أقل تأثرا من مشهد جثته التي تبدو للوهلة الأولى بأنها حقيقية.
والملفت في الأمر ذلك الحلم الذي حلمته الفهد ليلة موت زوجها والذي ينبئ بأن هناك منحى جديدا في المسلسل.
توقع الكثيرون أن تكون تلك الدانة التي منحها عبدالرحمن لأبله نوره هي طفلة له من زوجة أخرى تقطن في الفجيرة والبعض الآخر رفض أن تهتز صورة الزوج المثالي والمحب و»النادر وجوده» في هذا الزمن في الحلقات الأخيرة من المسلسل بزواجه بأخرى بعد أن كان لا يتوانى في جلب سمكة عوضا عن كل سمكة تموت «خفية» ليثبت مدى حبه لأبله نورا، عنصر التشويق كان لصيق المسلسل منذ بداية حلقاته والحلقات المقبلة بالتأكيد لن تكون أقل مستوى.
ولعل صراع أبله نورة بين قوة الحب وذكريات ثلاثين عاما وكره وليد الغضب أخرج المسلسل من المثالية والأفلاطونية باعتبار أن الرجل إنسان من الصعب عليه غض النظر عن زينة الدنيا (البنون).
وفي الجهة المقابلة، نرى أسماء محسوبة على الفن «تعيش الدور» في ظن منها بأن الجماهير لا تعي ما يحاك خلف الكواليس، فعلى سبيل المثال لا الحصر أنا من متابعي البرنامج الإذاعي اليومي «ستار كافيه» ولست هنا في مقام تقييمه مع العلم بأنه وبشهادة الكثيرين غيري بصمة في سجل الإذاعة البحرينية للمذيعين علي وهدى لا يمكن نسيانها واللذين استضافا إحدى الشخصيات المحلية للتحدث عن تجربتها في سماء الفن.
المضحك في الأمر بأن البرنامج يخصص مساحة لاستقبال مكالمات من الجماهير للحديث المباشر مع الضيف، ولا يمكننا إنكار مسألة اختلاف الأذواق ولكن نقولها لمن أعد العدة مسبقا ووجه بعض التابعين له للاتصال والمدح والثناء على أعماله بأن «لعبتك مكشوفة»
العدد 2215 - الإثنين 29 سبتمبر 2008م الموافق 28 رمضان 1429هـ