قلت قبل سنوات: «إن الشاعر النبطي السعودي الكبير، نايف صقر، أخطر وأروع شاعر في تاريخ التجربة الشعرية النبطية الحديثة، ولكنه أسوأ متحدث أمام وسائل الاعلام المرئي»! ولا زلت مصرا على رأيي إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها، ما لم يبادر صقر - عمليا - إلى نسف رؤيتي تلك، بخطوات تجعله في حواراته الإعلامية على توازٍ مع روعة وفرادة نصه.
الأمر نفسه ينطبق على الروائي العربي العالمي، إبراهيم الكوني، هو كاتب وروائي خرافي بمعنى الكلمة، ولكنه متحدث رديء بمعنى الكلمة أيضا! هذا باعترافه هو في برنامج «إضاءات» الذي يعده ويقدمه الزميل، تركي الدخيل على قناة «العربية».
ثمة برزخ بين التوظيف الأسطوري والخرافي واللغة غير المعهودة في تاريخ السرد العربي التي يكتب بها إبراهيم الكوني، وبين «الشد» في «عضلة» لسانه في الحوارات التلفزيونية.
برزخ تتخيل معه أن الكوني، الروائي والكاتب والمترجم والموسوعي والمتقن لست لغات، ليس هو الكوني في حوار يديره إعلامي متميز، لا يتمتع - ولم يدع هو - بثقافة استثنائية وملكات مغايرة، كالزميل تركي الدخيل.
هل للأمر علاقة بالمساحة المتاحة لكل واحد منا للتعبير عن نفسه؟ التعبير عن رؤيته؟ والتعبير عن حقيقته على مرأى من العالم؟ هل للأمر علاقة بقدرة كل واحد منا على التعبير بشكل أكثر فرادة وتميزا واستثنائية، حين يكون بعيدا عن العيون؟ ثمة خلل يشير إلى واقع غير سوي على الإطلاق.
***
لا تكمن محاكم التفتيش في الثقافة العربية في ألوية من «الرقابة» في المختبرات الرسمية لـ «النوايا». تكمن في المختبرات المتحركة التي تطوعت لخدمتها كتائب من المثقفين الذين لا يحسنون غير محاكمات وإدانات بحسب أمزجتهم وسيَرِهم الطبية المضطربة!
***
في الحديث عن «الظل»، تبدو الحياة العربية اليوم دون مستوى الظل نفسه! لا «صورة» يمكن اعتمادها في هذا الخضم المتلاطم من ادعاء الحضور! هل ثمة حضور بالفعل؟
***
ثمة ساهرون في نومهم. ثمة نائمون في سهرهم!
***
ما هي الحرية؟:
قدرتك على ألا تتنازل عن «شروطها»!
***
اليأس في الأمل: موت.
الأمل في اليأس: حياة!
***
فقهاء اللغة: أدلاَّء على صراط المعاني المغيَّبة
***
موقفنا من الأسطورة: وجه آخر من وجوه غيبوبتنا في المحسوس!
***
لماذا الإساءة إلى الليل؟
ألا يشكل سترا للكثير من العري فينا؟
***
لا أقرأ التاريخ. أتمثله... كأنني سألتقيه غدا!
***
كيف ينام من في قلبه كل مثاقيل الحنين؟
***
اصطنع «كثيرا» من الحزن
كي لا أفرِّط في «القليل» من الفرح!
***
لي مع الليل حكايات
أقصرها، مراقبتي له
من نهار غرفتي!
***
- ماذا عن الليل
- نهار آخر أحياه!
إقرأ أيضا لـ "جعفر الجمري"العدد 2505 - الأربعاء 15 يوليو 2009م الموافق 22 رجب 1430هـ