أمست عملية استيراد اللاعبين واستبدالهم باللاعبين المواطنين ترتد على أعقاب من خطط لهذه العملية، مع النتائج السلبية التي بدأت تطفح على السطح يوما بعد يوم، وما ايجابية فحص العينة «ب» للعداء رشيد رمزي الحاصل على الميدالية الذهبية لسباق 1500م في اولمبياد بكين إلا دليل آخر على فشل عملية التجنيس، وأنها عملية إذا لم تقنن فإنها ترتد سلبا على صاحبها، وهذا ما يحدث في البحرين التي لا تطبق الاشتراطات التي تضعها الاتحادات الدولية فيما يتعلق بعملية التجنيس الرياضي والتي من شأنها أن تضبط عمليات التجنيس العشوائية التي تحصل لدينا، وبالتالي تأتي الأخطاء من حيث لا تدري، وليترقب الجميع المفاجأة المقبلة من هؤلاء.
التجنيس الرياضي الفاشل المتواصل ليومنا هذا في بلد صغير يجعلنا نبكي على الوضع الحرج الذي وصلت إليه رياضتنا بسبب ذلك الداء الذي لا يغذي الرياضة بالشكل الصحيح بقدر ما يعطيها دافعا سلبيا نحو السقوط إلى الهاوية، وقد يستغرب الكثيرون من تركيز كتاباتي على هذا الموضوع بالذات، حتى أن أحد القراء علق على موضوع سابق لي بأنني دائما ما أنظر إلى السلبيات من دون الإيجابيات، وكأنه يريد أن يقول إن التجنيس الحاصل هو السياسة التي ستقود هذا البلد للقمة.
يا ترى أين أولئك الذين يتشدقون ويباركون عندما يحقق هؤلاء ميداليات ذهبية، ويشيرون بالبنان لهذه السياسة العمياء التي لا تجلب إلا الفضائح والسلبيات مهما تعددت أسباب نجاحها، لأن أية عملية لا تقوم على أصولها مصيرها الفشل، وهذا ما تجنيه الدولة واتحاد القوى والمؤسسة العامة نتيجة الحشد الغفير الذي يُجلب من الدول الإفريقية ليلعب باسم البحرين، حتى آن آخر صرعات موضة التجنيس لدينا أمست في جلب لاعبين من دون تغيير أسمائهم كما هو الحاصل في اللاعب الجديدة البحرينية تيتي.
إلى متى سيبقى الباب مفتوحا على مصراعيه ليواصل المعنيون عمليات التجنيس الفاشلة التي لا تخدم إلا محتاجيها وأهدافهم المعنية، كل الدلائل تؤكد فشل العملية برمتها، وإلا فإن التداعيات التي تصاب بها رياضتنا يوما بعد يوم من أخطاء التجنيس دليل واضح على يراه شعب هذه الأرض، فهؤلاء يسعون فقط لمصالحهم قبل مصلحة البلد الذي يلعبون له، ولا ينظرون لهذا الجواز إلا وظيفة يتلقون من ورائه رواتبهم وجوائزهم القيمة التي لا يتحصل عليها لاعبو البلد.
الكل يتساءل هل حقق تجنيس هؤلاء وغيرهم ممن هم وراء الستار، الفائدة والإنجازات المرجوة التي يتمناها كلّ مواطن أصيل ولد على هذه البقعة، على رغم أنّ الفترة الطويلة التي تم من خلالها التجنيس في المنتخبات الوطنية لم تكن سهلة على الإطلاق من أجل اتخاذ قرارات حاسمة بنجاح أو فشل التجنيس الفاشل المتبع، وأخيرا فإن تلك الميدالية التي حققها وأقامت البعض ولم تقعده ستعود من جديد لمن يستحقها وكأننا لم نحقق شيئا.
في النهاية من الواجب على الجهات المعنية العاملة على استقطاب مثل هؤلاء اللاعبين فهم عملية التجنيس بحذافيرها، كيلا تضر بأصحابها أكثر، فحينها لن ينفع الندم، وبالتالي البدء من جديد في تصحيح المفاهيم الخاطئة التي في عقولنا، هذا إذا ما عرفنا استغلال أخطائنا والانطلاق من خلالها في النهوض بتطوير رياضتنا الضعيفة بالشكل الصحيح، لكن كما قال الشاعر:» قد أسمعت لو ناديت حيا ولكن لا حياة لمن تنادي».
إقرأ أيضا لـ "محمد مهدي"العدد 2504 - الثلثاء 14 يوليو 2009م الموافق 21 رجب 1430هـ