هذه بعض الكلمات المخلصة نرسلها من القلب بأمل أن تصل إلى قلب مجلس إدارة النادي الأهلي آملين أن تصلح الأمور بشأن الفريق الأول للكرة الذي مازال يبحث عن ذاته لصعود منصة التتويج التي غابت عنه قرابة 13 موسما. وهذا الرقم كبير جدا في ظل وجود الكم الهائل من الموهوبين الصغار والكبار بل إن النادي له فائض كبير على الحاجة من هؤلاء ما يجعله مضطرا بتزويد الأندية الأخرى بهؤلاء.
هذه الكلمات تبدأ بالسؤال المهم والمتداول بين الناس والجماهير الأهلاوية: لماذا الأهلي لا يستطيع إحراز البطولات الكروية في مسابقات اتحاد الكرة للفريق الأول في كل موسم؟ إلا بعد حين! ولماذا المحرق رفيق دربه في المنافسة الشريفة لم تغب عينه ولو طرفا عن نيل إحدى البطولات الموسمية إلا ما نذر وهي مفارقة عجيبة وتناقض غريب بين الصرحين الكبيرين والقطبين المتميزين على الساحة الكروية. يقودنا ذلك إلى سؤال آخر مهم: أين الخلل؟ هذا الأمر يحتاج إلى طاولة نقاش جاد وشفاف وواضح تطرح عليها ملفات الفشل في كل موسم ولابد من المناقشة والاختلاف في الرأي وطرح النقاط بعيدا عن المجاملات والمزايدات والمكابرة. لم نعرف قط على مستوى اجتماعات الإدارات في كل المؤسسات سواء كانت رياضية أو اقتصادية أو اجتماعية أو سياسية أو الصناديق الخيرية أو غيرها من تلك المؤسسات لم نر ولم نعرف ان توحدت في هذه الاجتماعات الآراء لأن الجنس البشري مختلف الذوق والرأي والنظرة الآنية والمستقبلية إلى ذلك الفكر والتفكير والأهداف وحتى طرق النجاح تختلف من واحد إلى آخر وبالتالي لابد من فتح هذا الملف ولا يجوز إغلاقه أبدا وان يكون عنوان المناقشة الصراحة وان تضع النقاط على الحروف الفشل وراءه عناصر مقصرة لم تعمل بالشكل السليم ومادام هناك إدارة منتخبة من جمعية عمومية رسمية معتمدة إذا هناك من لم يعمل بالصورة السليمة ولابد من الإشارة إليها بالأصبع من دون خوف أو وجل ولابد من قول الحقيقة وان كانت مرة، لأن النادي الأهلي ليس ملكا لأحد، فاليوم هذه الوجوه الغيورة على اسم النادي وتاريخه موجودة في العمل التطوعي غدا سترحل وستأتي وجوه أخرى وتبقى الجماهير كما هي يزيد همها ووجع رأسها وفية لناديها ملبية لندائه للحضور الملاعب من أجل المساندة وإذا به تخذله النتائج فيخر ساقطا على منخره.
الغريب في الأمر ان مجلس الإدارة في الأهلي لم يدعُ إلى اجتماع عاجل وطارئ لأعضائه وهو يتفرج في فشل الفريق عند ثلاث بطولات مهمة وتفرغ في تصريحاته لأمور خارجة عن الإرادة كالرد على مستوى التحكيم أو عمل إحدى لجان اتحاد الكرة ناسيا أموره الداخلية التي لم يعد لها ولم يحاول جادا في تعديلها وكأن الفشل في إحراز أي بطولة جاء عن أطراف خارجية عن الإدارة. هناك أسباب خارجية قد تكون تؤثر ولكنها ليست الأساسية كما يتوهم البعض. فريق يخسر بطولاته وهو مهيأ من الطاقة البشرية إلى إحراز البطولات ولكنه يفشل في الأخير بسبب زرع المظلومية الدائمة في نفوس اللاعبين ما جعلهم دائما يفكرون مع أي قرار تحكيمي في أي مباراة بأنهم مظلومون من دون أن ينظروا لواقعهم في كل مباراة من إضاعة الفرص السهلة أمام المرمى وسوء التعامل مع ظروف كل مباراة حتى بات الفريق يدخل مبارياته بحال نفسية متدهورة يعجز معها المرء في الصمود والوقوف بحزم تجاه هذه الأمور. هناك أسباب جوهرية وأساسية من داخل العمق الإداري جعلت الفريق يصل إلى هذا الحد من التدهور من سوء اختيار الإداريين للفريق ونحن هنا لا نطعن في الأشخاص وإنما نتحدث عن عمل، وهناك فرق كبير بين الأمرين إذ إننا نحترم كل الأشخاص الموجودين للعمل في هذا الصرح الكبير ونشد على أياديهم ولكن النجاح ليس بالضرورة يحالف هؤلاء لعوامل كثيرة منها عدم وجود ثقافة التفاهم مع الطرف الآخر بروح رياضية وعدم العلو بالنفس والشعور بالكبرياء أمام من هم دونهم، وهذا أمر خطير لم يلتفت إليه الأهلاوية لعلاجه سريعا، وهو ما أدى إلى خروج نجوم بارزين في الفرق إلى أندية أخرى إذ تألقت هناك من دون أن يكون هناك أي تحرك جاد لمنع مثل هذه الأمور. التعامل مع النجم يختلف بشكل كبير عن التعامل مع الصاعد إلى الفريق الأول. ومن الظلم أن تكون هناك سواسية إلا إذا اخل النجم الكبير بأمور إخلاصه للفريق ووفائه للقميص الذي يرتديه.
مقولة الأهلي بمن حضر لا تقال في كل وقت لأن من يريد الخير لهذا النادي الكبير عليه أن يحافظ على كل أبنائه حتى لو أرادت الخروج منه فلابد من إقناعها بالكلمة الطيبة المسموعة والروح الأخلاقية بعيدا عن مهاترات الصحافة والتصريحات الجارحة من الطرفين، فلابد عن علاقة متبادلة بالاحترام والمودة بين اللاعب والإداري وهو أمر مهم جدا.
شخصية الإداري القوية التي يفرضها بالاحترام على كل اللاعبين تنعكس نتائجها في الملعب أثناء تفجر الظروف الصعبة والحرجة ليكون هذا الإداري قدوة لكل اللاعبين يحميهم من الظلم، يساعد على أداء دورهم، يلبي مطالبهم، يتحمل المسئولية عنهم عند كل إخفاق بشجاعة وعدم الهروب عند الفشل والبروز عند الفوز.
فالإداري بشر غير معصوم من الخطأ وهو الحال نفسه في اللاعب. إذا الاثنان معرضان للخطأ، فلذلك لا يجب أن يكون الإداري دكتاتوريا في قراراته تجاه اللاعبين حتى لا ينعكس ذلك على أداء اللاعبين أنفسهم في الملعب. هذه الأمور غير بعيدة تماما عن العمل الإداري في الفريق الأول للكرة بالأهلي ولكن للأسف الشديد مجلس الإدارة لم يعر هذه الأمور أي اهتمام، ويبقى اللاعبون هم من يتذوقوا المرارة ويلمسوا الجمر الأحمر بأيديهم دون الناس الآخرين. أمر آخر مهم اختيار الجهاز الفني غير المستقر في الأهلي وكل مرة ترى وجها جديدا. نحن مع الاختيار السليم الذي يعيد للأصفر هيبته وبطولاته التي يجب أن يحققها في كل المواسم وفق المعطيات الفنية والمهارية والبشرية ولكن التعاطي كما قلت مع اللاعبين أمر مهم يجب أن يكون على توازنات متكافئة مع كل اللاعبين وبأسلوب الاحترام المتبادل وإلا ضاع كل شيء. تحدثت إلى بعض اللاعبين في الأهلي فوجدت في قلوبهم المرارة والحسرة من الوضع في الفريق ومعظمهم أكد أن لولا إحدى الشخصيات الأهلاوية المعروفة كانت حاضرة من خارج الإدارة مع الفريق لكان الأصفر اليوم في مصاف الدرجة الثانية... هنا تعجبنا كثيرا من هذا الكلام الخطير... أتحدث كل هذه الامور في هذا الفريق ومجلس الإدارة يتفرج عليها مجاملة أو عدم اهتمام بالأمر ما زاد الطين بلة... كيف يحدث ذلك والجمعية العمومية أين هي من هذا الأمر. لماذا لا تقم بنفسها بمحاسبة المقصرين الذين كتب معهم الفشل الكروي. أنا هنا لا أقصد بأن الإدارة لا تعمل ويجب أن تتغير بل إنا مؤمن بوجود هذه العناصر الطيبة عبر الانتخاب الحر ولكن مع ذلك نشدد على المحاسبة ولابد من إيقاف كل من يتأكد قصوره وإبعاده عن الفريق. ثم أود أن أسأل أين دور الرئيس الموقر من كل ما يحدث للفريق وهل تصريحاته الأخيرة فيها من الواقعية بشيء... هل الأهلي فقط تأثر بالعوامل المناخية دون الفرق الأخرى ولماذا الحال النفسية التي قال عنها الرئيس سبب في الفشل وصلت إلى هذا الحد؟ وهذا يعني هروب واضح عن الأسباب الحقيقية والواقعية لهذا الفشل... أخيرا نأمل من الإخوة في مجلس الإدارة الأهلاوية فتح ملف الفشل للفريق الأول بكل شجاعة وان تتم المناقشة بصورة حضارية بعيدا عن التوتر والكيل والاتهامات بل بالروح المحبة لهذا النادي ولجماهيره الوفية التي تنتظر النتائج الملموسة لحفظ الفريق من الانهيار وحفظ نجومه، ولابد من اختيار موفق لمدير الجهاز الكروي وليس هناك مبرر لعدم تقبل أي شخص أهلاوي لهذا المنصب ففي هذا الأمر أسباب أخرى تعيق الفريق في العمل وإلا هناك الكفاءات الكبيرة تود العمل ولكن رفضها فيه أسباب يجب بحثها أيضا بشفافية وبكل شجاعة.
إقرأ أيضا لـ "هادي الموسوي"العدد 2503 - الإثنين 13 يوليو 2009م الموافق 20 رجب 1430هـ