إن مسألة التلاحم والتكامل الوطني مسألة مهمة وحاسمة في البحرين، ولكن ما يجمع البحرينيين يحتاج إلى جهود وطنية مخلصة تؤكد العوامل الكامنة في التاريخ والجغرافيا والثقافة... وتتوافر حاليا بعض المشروعات التي تسعى إلى تسليط الأضواء على هذه الجوانب المشرقة، والواجب علينا تأكيدها وتأييدها.

نعم، إن التنوع المجتمعي بحاجة إلى الجهود المتواصلة لمنع كل ما يهدد نسيج الوحدة الوطنية، وينبغي أن نوجه الاهتمام أكثر نحو الشباب، وتمكينهم لخلق بيئة ترابطية بين جميع الفئات المجتمعية على أساس توسيع الدائرة المشتركة بين الجميع. كما أن المحافظة على التنوع الثقافي لفئات المجتمع البحريني يؤدي في نهايته إلى نشر ثقافة السلم الأهلي والتعاون من أجل الصالح العام.

وفي هذه الفترة الصيفية بدأت عدة مبادرات تستهدف الشباب، وهذه تستحق الدعم ولاسيما أن البحرين كانت قد خسرت فرصة تنفيذ استراتيجية الشباب السابقة التي أشرف عليها برنامج الأمم المتحدة الإنمائي... ولعل السبب في عدم الانطلاق ببرامج كبرى وفعّالة للشباب هو أن هناك - على الجانبين الأهلي والرسمي - من يرى الشباب مجرد جمهور من الأتباع الذين يجب أن يقادوا نحو الاصطفاف غير الحميد، بينما المفترض أن نفسح المجال للشباب لكي يتعرفوا على المشتركات الوطنية فيما بينهم، وأن يطوروا عوامل التلاحم الوطني بغض النظر عن الطائفة أو الانتماء القبلي أو المناطقي أو الحالة الاقتصادية.

لقد أعلنت الأكاديمية الملكية للشرطة برنامجا صيفيا للشباب، كما بدأت جمعية الإنترنت مع عدة شركات برنامجا جديدا لتطوير القدرات الإلكترونية للشباب، وطرحت المؤسسة العامة للشباب والرياضة برنامجا لتطوير مهارات الشباب في التصوير والغرافيكس، وهذه البرامج وأمثالها مرحب بها، ولكننا مازلنا نأمل من المؤسسة العامة للشباب والرياضة أن تتطور لتصل إلى طموح البحرينيين في تعزيز التلاحم الوطني، بدلا من تأخير تنفيذ مشروعات حيوية تم إقرارها ولكنها لم تجد النور لأسباب غير معقولة وغير مقبولة، ولا يمكن فهمها إلا ضمن إطار التطنيش والإهمال.