العدد 2213 - الجمعة 26 سبتمبر 2008م الموافق 25 رمضان 1429هـ

تعليق على إعلان فضل الله يوم الثلثاء عيدا للفطر

الشيخ محسن آل عصفور comments [at] alwasatnews.com

رئيس المرصد الفلكي الإسلامي

لقد شاركنا في الندوة التي عقدتها صحيفة «الوسط» في بداية شهر رمضان من العام الماضي، ونُشرت على حلقتين في صفحاتها، وقد كان لنا تعليق على الاجتهادات الخاطئة التي عُرف بها البعض بشأن تعيين بدايات الشهور القمرية، كما نبهنا على عدّة أمور لسنا بحاجة الى تكرارها خصوصا فيما يتعلّق بشهود الرؤية الذين عُرفوا بالشهادة على أهلة لم تولد بعد وادعاء الرؤية في ظروف يتعذر، بل يستحيل فيها الرؤية وظاهرة إخلاد بعض المشايخ واعتمادهم عليهم دون رعاية أدنى الضوابط العلمية والفقهية في التحقق من صدقهم ومطابقة شهادتهم للواقع. الأمر الذي أخذ أساسا في ضابطة الاعتماد الشرعي عليها كبينة كاشفة وذات دلالة طريقية عن الواقع والحقيقة.

لا شك أنّ هناك آثارا ومعطيات سلبية تنشأ عن ذلك ويترتب عليها أمور غير محمودة العواقب، خصوصا الفطر، وأداء صلاة العيد في أيام الصوم قبل انتهاء شهر رمضان، والمجاهرة بهتك حرمة الشهر، وعدم رعاية مشاعر المؤمنين الآخرين.

وقد تصدرت ليبيا الواجهة في مخالفة ما عليه الأمّة الإسلامية في الصوم والفطر قبل يوم ويومين دائما لشبهة وخطأ واضح بالاعتماد والاكتفاء بحصول الاقتران قبل الفجر في بداية كلّ شهر فيحكمون بأن اليوم الذي يليه هو أوّل الشهر بإلغاء شيئين مهمين متسالم عليهما علميا وفقهيا بين جميع علماء الأمّة الإسلامية قديما وحديثا، أولهما ظاهرة المحاق، وثانيهما اشتراط ثبوت الهلال وترائيه

ولسنا بحاجة لمناقشة القادة الدينيين الليبيين؛ لكونه شأنا داخليا وما أكثر الاجتهادات المخالفة لديهم، ولكن ما يهمّنا ويتطلب منّا الوقوف بحزم هو التصريحات التي يطلقها السيد محمد حسين فضل الله عبر موقعه وعبر الصحافة كلّ عام بموافقة ليبيا؛ وإن كانت مغلفة بحبكة أخرى وإلزامه أتباعه ومقلّديه بعدم مخالفة ما يحدده لهم بشأن ذلك وبما أنهم يعيشون بيننا في مجتمعاتنا، وما يصدر منهم يعد مخالفة صريحة وخروج عمّا عليه عامّة أبناء المجتمع من التزام وانضباط برعاية حرمة شهرالله الأعظم شهر رمضان.

وقد أصدرنا بيانا سابقا العام الماضي أوضحنا فيه وجه الخلل والخطأ في هذا التوجّه غير السديد، وإن كل من يفطر قبل يومين من انتهاء شهر رمضان يعد منتهكا لحرمة شهر رمضان ويجب عليه القضاء مضافا الى وجوب الالتزام بأداء كفارة الإفطار عن عمد وهي عبارة عن إطعام ستين مسكينا أو صيام شهر متتابعين

وأن الاجتهاد غير مسموح به في مثل تلك الموارد؛ لأنه بمثابة الاجتهاد في مقابل النص كما هو محقق في محله وهو خروج على ما ثبت في الدين من الضروريات والمسلمات ومستلزمة لمخالفة الحق بلا داعي ولا موجب كما إن من صام أكثر الشهر طلبا لرضا الله تعالى وطمعا في إحراز رضاه كيف يختم شهره بهتك حرمة الشهر لاجتهاد مرفوض وبدعة واضحة غير مقبولة وجهل علمي وفقهي واضح وجلي بأبسط ما يتعلّق بهذه المسألة وأداء صلاة العيد في وقت وزمان يجب صومه ورفض الالتزام بجملة ما شرع فيه من الأحكام والآداب والسنن وتحمل ذنب يثقل كاهله بكفارة الإفطار عن عمد وهي عاقبة سوء يجدر بالعاقل التنبّه إليها قبل فوات الأوان.

وحيث إن الشبهة قد استحكمت في أذهان بعض العوام وأوجبت اللبس وأثارت اللغط والغلط حتى بين غير مقلديه، وأشاعت أجواء الاستهتار بحرمة الشهر الفضيل وزادت من أجواء الانقسام والتشتت وأساءت الى شعيرة عيد الفطر، وما يصاحبها من عبادات وسنن، لذا نعلن عن دعوتنا إلى السيد محمد حسين فضل الله إلى المناظرة العلنية العلمية عبر صحيفة «الوسط» بشأن الموضوع بكلّ شفافية وحياد؛ ليتضح الصحيح والصواب وتنكشف سحب هذه الشبهة بعون الله تعالى وسنستفيض بالرد حسبما يقتضيه المقام بمشيئة الملك العلاّم.

إقرأ أيضا لـ "الشيخ محسن آل عصفور"

العدد 2213 - الجمعة 26 سبتمبر 2008م الموافق 25 رمضان 1429هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً