معظمنا في البحرين يقضي جلّ وقته خلال ساعات الدوام الثماني الرسمية في المكتب ولاسيما في مختلف الأجهزة الحكومية، وفي القطاع التجاري، وبعض الإدارات في القطاع الصناعي.
ومما لاشك فيه فإنّ الناتج من الأنشطة اليومية لمستلزمات الوظيفة المكتبية يؤدّي عمليا إلى امتلاء سلة المهملات بالكثير من المحتويات المختلفة التي يجمعها عامل النظافة في نهاية يوم العمل حيث تضاف إلى مجموع المخلفات البلدية الصلبة للبلد.
تعتبر سلّة المهملات جزءا لا يتجزأ من فرش حجرة المكتب وملحقاته وقلّما نجد مكتبا بلا سلّة مهملات بلاستيكية أو معدنية. ولمعرفة أهمية هذه السلّة وأثرها على صعيد مشكلة المخلفات الصلبة الوطنية فقد نحاول طوعا بالتخلّص منه ليوم واحد فقط!
على سبيل المثال ولجذب الانتباه لجدية مخلّفات المكاتب فقد تم القيام بتجربة عملية وبسيطة في بريطانيا حيث تم التخلّص من سلال المهملات في المكاتب الشخصية ليوم واحد وتم عوضا عنه وضع عدّة سلال مهملات مركزية كبيرة لمجموعة من المكاتب القريبة (6 مكاتب على الأقل).
الغرض من هذه السلال المركزية هو إجبار الموظفين على توزيع القمامة من المصدر فمثلا هناك سلة للورق، وأخرى للبلاستيك. وقد تم اختيار «One Bin Day» كشعار للحملة التي شارك فيها شركات من القطاع الخاص وبعض الجهات الحكومية في 21 فبراير/ شباط من كل عام.
قد يعتبر البعض هذه التجربة بسيطة لكن مدلولاتها عميقة وإيجابية فقد أدّى هذا العمل إلى نشر العادات البيئية المفيدة وزيادة الوعي بالمكونات الرئيسية للقمامة. بالإضافة إلى أنّ هذا النشاط البيئي أدّى إلى تغيير السلوك الاستهلاكي للموظف، فهو يفكّر مثلا في طرق التغليف للموادّ الغذائية والاستهلاكية قبل أنْ يشتريها ويستخدمها لخفض كمية القمامة سواء في المكتب أو المنزل. وأيضا أدرك الموظفون وبصورة مرئية الكميات الضخمة من القمامة التي يتم جمعها وبصورة يومية في السلال المركزية حيث يتم عادة التخلّص منها كمخلفات صلبة في المدافن البلدية ومن دون تدوير؛ لينتج عنها مشكلات بيئية وصحية وتنموية.
أمّا بالنسبة إلى أصحاب العمل فإنّ هذا النشاط البيئي أدّى إلى نتائج مرضية فهم أدركوا وبصورة يومية كميات استهلاك القمامة ومكوناتها مما أدّى إلى محاولة خفض استهلاك موادّ القرطاسية مما نتج عنه خفض الكلفة المالية للمصروفات.
بالنسبة إلى البحرين فالقيام بهذا النشاط سيؤدّي إلى زيادة مفهوم تدوير المخلفات وبحسب علمي فإن هناك الكثير من المؤسسات التجارية التي تنشط في مجال تدوير الورق والكرتون والبلاستيك. وبالتالي فمما لا شك فيه فان قيام الشركات والوزارات المحلية بتعيين لجان صغيرة تمثل عدّة إدارات ومهمتها تنفيذ الأفكار البيئية العملية في المكاتب سيؤدّي إلى فوائد جمّة للوطن والفرد.
إقرأ أيضا لـ "مجيد جاسم"العدد 2213 - الجمعة 26 سبتمبر 2008م الموافق 25 رمضان 1429هـ