العدد 2501 - السبت 11 يوليو 2009م الموافق 18 رجب 1430هـ

تنظيف سمعة البحرين التعليمية

ريم خليفة Reem.khalifa [at] alwasatnews.com

لاشك أن مجلس التعليم العالي سيواجه الكثير من الاحتجاجات على قراراته الأخيرة بشأن تسمية تقريبا كل الجامعات الخاصة ومطالبتها بتعديل أوضاعها خلال شهرين أو مواجهة العقاب الحكومي بالغلق أو المنع من التسجيل في بعض البرامج الدراسية.

ولكن البحرينيين بصورة عامة يشعرون بارتياح لأن هناك ضرورة لإنقاذ سمعة البحرين التعليمية، ولاسيما أن كثيرا من الخليجيين والبحرينيين يأتون إلى البحرين من أجل دفع الأموال المطلوبة مهما كانت عالية للحصول على ورقة تقول إنهم أتموا البكالوريوس أو الماجستير أو حتى الدكتوراه في أعقد التخصصات.

الغريب أن لدينا شهادات الدكتوراه والماجستير تتطاير من كل مكان ولكننا لم نسمع أن شيئا ما تم تسجيله في أي محفل علمي أو نشر في مجلات معتبرة تدل على نهضة علمية حقيقية في البحرين. نعم تخرج العشرات بالدكتوراه، والمئات بالماجستير والآلاف بالبكالوريوس، ولكن لا أحد يعلم حتى الآن أي أثر إيجابي على البحرين أو العلوم، والمصيبة ربما تأتي عندما نسمع بعد فترة عن وفاة المرضى على يد من تخرج بشهادة وهمية، أو أن مصيبة حصلت في مجال ما بسبب قرار أصدره شخص لا يفهم شيئا وأنه وصل إلى منصبه من خلال شهادات وهمية.

ونحن بدورنا نأمل أن يسعى وزير التربية والتعليم لإصدار قرارات أكثر صرامة وعقابا لأي جهة تصدر شهادات زائفة ليس لها ما يدعمها من الأساتذة أو المختبرات أو الصفوف، كما نأمل أن يصدر تشريعا واضحا ينص على أن إصدار شهادة علمية من دون استيفاء المتطلبات الأكاديمية يعتبر جريمة في حق الوطن وفي حق الإنسانية، وأن تتم معاقبة أي شخص يقف خلف ذلك.

نعلم أنه من الصعب حاليا تحديد كل الأخطاء بدقة ولكن الأخطاء الموجودة في البحرين لا تحتاج إلى خبير، والجميع يرى بعينيه النشاطات المشبوهة التي ينتج عنها إصدار شهادات زائفة، هذه الشهادات التي شوهت سمعة البحرين بما فيه الكفاية، وعلى وزير التربية والتعليم أن يواصل الدرب الذي بدأه ولا يتراجع تحت ضغوط تبحث عن مصالح ذاتية.

ويكفي أن نسمع كلاما من الخليجيين في كيفية توفير أجواء التزييف وشراء الذمم في الجامعات الخاصة عفوا « الدكاكين» التي تملأ شوارع ومناطق البحرين، إذ قال أحدهم من الكويت إنه قدم «صيف البحرين» من أجل شراء شهادة بكالوريوس وعندما سألت كيف قال: «بسيطة، نغير عام الانتساب، فبدلا من العام الجاري نضع العام 2005 لكون أن الجهات التعليمية في الكويت شددت ومنعت كل من يريد أن ينتسب في الجامعات الخاصة بالبحرين منذ مايو/ آيار الماضي وهناك من يسهل لنا مثل هذه الأمور دون عقد».

بصراحة لا نريد أن تصبح البحرين مثل بعض دول جنوب شرق آسيا التي تسوق لبرامجها السياحية كما هي التعليمية إذ تقول بعض إعلاناتها تسوق وتبضع واحصل على شهادة جامعية... وهو ما لا نرضى به عن سمعة البحرين في مجال التعليم

إقرأ أيضا لـ "ريم خليفة"

العدد 2501 - السبت 11 يوليو 2009م الموافق 18 رجب 1430هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً