يبدو أن سباق الانتخابات الأميركية الحالي لا يكف عن طرح نماذج نسائية على الساحة الانتخابية؛ فمن بعد خسارة هيلاري كلينتون أمام منافسها في الحزب الديمقراطي باراك أوباما، ها هي «سارة بالين» تختار لتكون نائبة المرشح الجمهوري جون ماكين في منصب نائب للرئيس.
وبالين التي اعتادت على خوض تحديات كثيرة، تخوض الآن انتخابات الرئاسة مع ماكين وهي التي تعد أول امرأة واصغر شخص يتولى أعلى منصب تنفيذي في ولاية ألاسكا.
ففي العام 2006 تولت بالين التي تبلغ من العمر 44 عاما منصب حاكم ألاسكا، حيث أدخلت إصلاحات من بعد فضائح فساد شابت الولاية التي تقع في أقصى الشمال الغربي للولايات المتحدة الأميركية.
كما تعتبر بالين ثاني امرأة تخوض ترشيح نائبة الرئيس بعد الديمقراطية جيرالدين فيرارو التي أصبحت في العام 1984 أول امرأة ترشح لمنصب نائب الرئيس عن حزب كبير.
اختيار ماكين لبالين، وهو الذي يرجح البعض دفع بلاده في حال فوزه لحرب أخرى، يعد خطوة ذكية لامرأة معروفة مثل بالين التي تصغره كثيرا، لكن تتمتع بميزات من الحكمة والقيادة في إدارة دفة الأمور.
بالين التي تتمتع برصيد قوي على الساحة الأميركية جاء اختيارها مقصودا من قبل ماكين من اجل جذب الاهتمام وخاصة أنها امرأة ديناميكية، لها قناعات وآراء قوية أوصلتها إلى منصبها كحاكمة لولاية ألاسكا على رغم أن التوقعات كانت تتركز على قائمة لأسماء أكثر خبرة وشهرة.
بالين التي درست الصحافة والعلوم السياسية وتخرجت من جامعة أيداهو في العام 1987، قالت أمس الأول وهي تقف شامخة على المنصة بعد أن انضم إليها زوجها وأبناؤهما الخمسة الذين تتراوح أعمارهم بين 18 عاما وخمسة أشهر إنها «تشعر بالشرف لاختيارها شريكة ماكين في الانتخابات».
كلام بالين قد يكون إنشائيا بعض الشيء لكن في كلامها قوة، وقوة أميركا اليوم قد تكمن في نسائها اللواتي بدأ صوتهن يعلو يوما بعد يوم... وهن اللواتي وصلن إلى مستوى مواقع ومراتب حساسة تنافس الرجل وتصنع القرار من اجل العمل السياسي... وهو نضال ليس وليد اللحظة بقدر ما هو نتيجة إصرار المرأة الأميركية على الوصول... وربما نسمع في سنوات قليلة أن منصب رئيس الولايات المتحدة صار لسيدة، من يدري؟
إقرأ أيضا لـ "ريم خليفة"العدد 2186 - السبت 30 أغسطس 2008م الموافق 27 شعبان 1429هـ