العدد 2186 - السبت 30 أغسطس 2008م الموافق 27 شعبان 1429هـ

دروس هندية وأخرى باكستانية

منصور الجمري editor [at] alwasatnews.com

رئيس التحرير

قبل أيام كانت لي فرصة لزيارة الهند والالتقاء ببعض قادة حزب الرابطة الإسلامية الهندي، والذي يشارك في الحكم (وزير الدولة للشئون الخارجية إي أحمد هو الأمين العام للحزب) وهو الحزب الذي تتمثل غالبية نفوذه في ولاية كيرلا الهندية. والحزب يفتخر بإنجازاته وينظر إلى تاريخ استقلال الهند بعين الرضا وإلى قرار قيادته التي فضلت البقاء في الهند وعدم مشاركة المسلمين الآخرين الذين اختاروا تأسيس دولة خاصة بهم (باكستان).

الزعيم الديني الحالي لحزب الرابطة الإسلامية الهندي هو سيد محمد علي شهاب، وهو من أحفاد الإمام زين العابدين (ع)، ويتولى الشئون الدينية والعامة لأتباعه حسب المذهب الشافعي. وهو يقول بأن الله أنعم على المسلمين الهنود الحكمة في التعامل مع الآخرين لخلق حالة التآلف مع أتباع الديانات الأخرى وتحقيق آمال المسلمين وضمان حقوقهم عبر المشاركة الفعالة في الحكم والإدارة.

في ولاية كيرلا الجميلة جدا ترى المسجد والكنيسة والمعبد بالقرب من بعضهم... كما عليك زيارة أول مسجد تأسس في الهند العام 629م وأسسه أحد ملوك الهند (الملك شرمان) الذي ذهب بنفسه إلى مكة والتقى بالرسول (ص) أثناء حياته، وسترى داخل المسجد آثارا إسلامية تعود إلى الأيام الأولى للدعوة الإسلامية... وتعرف من خلال ذلك السبب في اعتزاز المسلمين الهنود بإسلامهم.

من ضمن الأسئلة التي طرحتها على الإخوة في الهند، هي لماذا لم يتدخل الجيش الهندي في السياسة ويطيح بالحكومة كما هو الحال في باكستان؟ والجواب كان متعدد الأوجه. فمن ناحية - بحسب من تحدثت معهم - فإن قادة أركان القوات الهندية (الجيش، البحرية، القوة الجوية) لا يمكنهم الاجتماع لوحدهم في أي وقت من الأوقات، إذ يجب أن يترأس أي اجتماع يجمعهم رئيس الوزراء المنتخب أو وزير الدفاع المنتخب، وبهذا فإن سلطة الإدارة المدنية المنتخبة هي التي تسيطر على قرارات الجيش وقوات البحرية والقوة الجوية. ومن ناحية أخرى، فإن التركيبة الهندية في الهرم السياسي والعسكري أعطت مجالا لوصول كل الفئات إلى موقع القرار. فمثلا (بحسب قولهم) فإن وزير الدفاع الحالي يأتي من عائلة فقيرة من إحدى القرى الهندية، وهو وصل إلى موقعة بكفاءته فقط... وهذا يعنى أن السياسة ليست حكرا على طبقة دون أخرى.

أما في باكستان - والحديث لي - فإن العسكر يطيح بالحكومات المنتخبة الواحدة تلو الأخرى وحتى عندما أطاحت الحكومة المنتخبة مؤخرا بالرئيس العسكري برويز مشرف، فإن الذي طرح نفسه للرئاسة هو آصف زرداري، زوج بنظير بوتر، الذي سجن ثماني سنوات بتهمة الفساد والذي لاحقته السلطات البريطانية والسويسرية بتهم تصل إلى مستوى «غسيل الأموال» والذي يسميه عامة الشعب في باكستان بـ «السيد 10 في المئة» لأن أي مناقصة لا تكون له حصة فيها لا يمكن تمريرها عندما كانت زوجته رئيسة وزراء. الديمقراطية الهندية لها نواقصها بالتطبع، ولحد الآن لم تقض على الطبقية (نحو 200 مليون شخص من طبقة المنبوذين) وهناك التطرف الهندوسي الذي دفع بعض المسلمين لتأسيس باكستان.. وحاليا هناك ثورة في كشمير تسبب فيها المتطرفون الهندوس

إقرأ أيضا لـ "منصور الجمري"

العدد 2186 - السبت 30 أغسطس 2008م الموافق 27 شعبان 1429هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً