أرى وجه الصباح في عتم الظلام...
أصوغ الشمس عسجدا في حضن الغمام...
ويداي تحفران القيعان سرابا...
لم تكن واحة ماء...
بل عيونا تسقي الناس شرابا...
يقطر من وجه السماء...
لبس الكون وشاحا سندسيا...
واستحال الغيث وردا نرجسيا...
غرد الطير خريرا...
اكتسى القفر حريرا...
ربي ...
أنا أهذي؟!
أم هي سيماء التحدي...؟!
هو آتٍ...
ينعش الروح في مهد الممات...
هو آتٍ...
ينسج العشق في قلب الحياة...
أنا ليلى ...
قد سخر الظلم من قيسي...
أنا ولهى...
يصيخ الوجد لتمتمات همسي...
أسموني ما شئتم...
بحرا من الهذيان...
هلوسة العاشقين...
إغماءة الهائمين...
فقد قتلتُ الآن صبري بيدي...
وفي حديقتي...
زرعت الياسمين...
رويتها من دموع الانتظار...
كلا...
لم تكن لحظات احتضار...
فشهقتي ودفقة الوريد...
تعلن أنني مولود جديد...
في جعبتي سماءٌ من أمل...
ففارسي من أرض الحجاز...
يبلل جوف اشتياقي...
يعبر على كلماتي جسر المجاز...
ينادي حي على خير العمل...
فتهب في البيداء رجال الله...
جنود الليل...
حرّاس السحر...
يقودهم ثلاثمائة سبع...
وازدادوا ثلاثة عشر...
والكون كله وحبات المطر...
والريح والطير وأوراق الشجر...
هو آتٍ..
يا عيسى المسيح ...
اهبط من العلياء...
ألم تهفُ لتلك الصلاة..؟
أما ترنو لتقبيل الحياة...؟
هو آتٍ...
تربت على شعره الزهراء...
تمسح على جبينه العذراء...
تنفخ في روحه صبرا...
زينب الحوراء...
عباءته المحمدية...
توشي جدار البيت الحرام...
ذو فقاره ...
يحدو بين شفريه ...
قوافل من زمن الهيام...
هاهو يشد اللجام...
فيصهل المهر ونحن معه...
الظليمة... الظليمة...
فلتحترق غيظا ...
مواكب الشيطان...
ولتنحني ذلا...
في دولة الإيمان..
يا تالي القرآن..
يا خليفة الرحمن...
أما آن لمقدمك الأوان؟!
ابتسام علي مكي
العدد 2185 - الجمعة 29 أغسطس 2008م الموافق 26 شعبان 1429هـ