أكد العاملون في قطاع السفر والسياحة حدوث نشاط ملحوظ في حركة السفر في موسم الصيف الحالي فاق بنسبة 80 في المئة - بحسب التقديرات الأولية - عن نشاط العام الماضي، متوقعين أن يكون العام المقبل أقل نشاطا وربما أكثر تركيزا في شهر يوليو/ تموز نظرا إلى تقلص الإجازة السنوية مع تقدم شهر رمضان المبارك عاما بعد عام.
وأبلغ عدد من المسئولين في شركات السفر والسياحة «الوسط» أن موسم العام الحالي هو الأفضل بكثير عن المواسم السابقة، بدليل أن الحجوزات المسبقة، وخصوصا الى بيروت ومشهد، لإجازة عيد الفطر المبارك، قد بدأت فعلا.
وقال مدير التسويق بشركة سفريات كانو، كاظم الحمد، إنه على رغم الارتفاع بنسب تراوحت بين 5 و10 في المئة على تذاكر السفر، واستمرار ارتفاعها بين حين وآخر، فإنه يمكن القول إن موسم السفر الحالي يبدو مزدهرا وقويا وخصوصا إلى دول شرق آسيا، وكذلك الجمهورية اللبنانية حيث إن الحجوزات كلها مغطاة لعطلة عيد الفطر المبارك الى بيروت، مشيرا إلى أن ماليزيا تعتبر من أكثر الوجهات نشاطا واستقطابا للمصطافين تليها تايلند وجمهورية مصر العربية، بالإضافة الى وجود اقبال كبير على الحجوزات الى مشهد.
واستبعد أن يكون لعلاوة الغلاء أو العلاوات الأخرى التي حصل عليها بعض المواطنين أثر في نشاط الموسم باعتبار أن تلك العلاوات اتجهت لنواح متصلة بتغطية متطلبات المعيشة اليومية، ولا يمكن أن تكون سببا في الإقبال على السفر خلال هذا الموسم مع وجود زيادة في أسعار التذاكر.
زيادة 10 % في الأسعار
وفي رد على سؤال يتعلق بعدم تأثر الموسم بالارتفاع الملحوظ في أسعار التذاكر والحجوزات الفندقية، أشار الحمد الى أن بعض شركات الطيران أضافت نسبة 5 في المئة زيادة على تذاكر الدرجة السياحية ونسبة 10 في المئة على تذاكر الدرجة الأولى، مضيفا أن أسعار التذاكر قد ترتفع خلال «ساعة زمن» مع تغير رسوم الضرائب المختلفة وأن سعر التذكرة النهائي لا يمكن تحديده إلا حال تسلم التذكرة والدفع المباشر.
وقد رفعت العديد من شركات الطيران العربية والعالمية التي تشغل رحلات من المطارات الخليجية وإليها أسعار تذاكر السفر بسبب ارتفاع أسعار الوقود عالميا، فيما قالت شركات أخرى إنها لاتزال في مرحلة دراسة للأسعار مرجحة ارتفاعها بنسبة 5 في المئة، فيما أعلنت شركة «طيران الإمارات» عن زيادة 8 في المئة في أسعار تذاكر الدرجة السياحية، كما قامت شركة طيران الخليج بفرض رسوم إضافية بواقع 10 دولارات فيما زادت أسعار تذاكر «الخطوط السورية» 38 دولارا.
«اسطنبول» تستقطب المصطافين
ومن جهته، وصف مدير شركة الكبيسي للسفر والسياحة فينسنت توماس نشاط هذا العام بأنه مبشر للغاية، مضيفا أن الجمهورية التركية على قائمة الدول التي تستقطب المسافرين من المواطنين والمقيمين، حيث ارتفعت نسبة الحجوزات الى اسطنبول بشكل ملحوظ مع وجود عروض سياحية مميزة، مشيرا الى أن الأسعار الجديدة التي فرضتها بعض شركات الطيران كانت ملحوظة، لكن مع ذلك، فإن الموسم نشط، وسجلت الحجوزات الى ماليزيا النسبة الأكبر مع أن أسعار التذاكر تزيد على 300 دينار وفقا لنوعية الخدمة المطلوبة من حجوزات فندقية وجولات سياحية.
ولم يمكن الحصول على بيانات إحصائية بشأن أعداد المسافرين والوجهات المقصودة من شئون الطيران المدني وذلك لوجود نظام إصدار بيانات شهرية يشمل أعداد القادمين والمغادرين ويتم نشره في الصحف المحلية.
وبحسب المسئولين في شركات السفر والسياحة، فإن السياحة الداخلية بين دول مجلس التعاون الخليجي شهدت اقبالا من جانب المسافرين وخصوصا إلى دبي ومسقط والكويت، فيما كانت هناك خيارات أمام المسافرين الراغبين في السفر الى الأردن وتونس والمغرب.
السفر البري «لا بأس به»
أما على صعيد السفر برا، فقد اتفق عدد من العاملين في هذا القطاع على أن الموسم الحالي بدا ضعيفا للغاية، مرجعين ذلك الى المنافسة الشديدة للشركات السعودية التي تنقل المسافرين من البحرين الى مختلف الوجهات، في حين لا يسمح للشركات البحرينية العمل في نقل المسافرين من مناطق المملكة العربية السعودية، بالإضافة الى أن الوجهات السنوية المعتادة للسفر برا هي الزيارات العبادية لأداء العمرة، وزيارة العتبات المقدسة في سورية، والرحلات الأسبوعية الى دول مجلس التعاون الخليجي.
وقال مدير شركة الدمستاني للنقل والسياحة والسفر، يعقوب الدمستاني، إيمكن القول إن الموسم «لا بأس به»، لكنه ليس نشطا هذا العام، وعلى العكس من نشاط السفر الجوي، انخفضت حركة النقل البري بنسبة تصل الى 80 في المئة - كما يقدر الدمستاني - مع الازدياد الملحوظ في أسعار التذاكر المرتبط بارتفاع أسعار الفنادق والمواصلات والرسوم واستئجار وصيانة الحافلات.
وأشار الى ضرورة تقديم تسهيلات لشركات النقل البري البحرينية، ضاربا المثل بالقول: «يسمح للشركات السعودية العمل في البحرين بنقل المسافرين وتوقيع الاتفاقيات للمناسبات، ولا يسمح للشركات البحرينية بذلك في السعودية! خذ مثلا في سباقات الفورمولا واحد... كانت الحافلات السعودية تنقل الجماهير، في حين كانت معظم الحافلات البحرينية متوقفة عن العمل».
العدد 2185 - الجمعة 29 أغسطس 2008م الموافق 26 شعبان 1429هـ